خطيب جمعة بغداد يستهجن التسويف من الكتل السياسية ويعزوه لضعف الوعي السياسي والشعور بالمسؤولية
كتب : فراس الكرباسى
بغداد – استهجن خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، الاسترخاء والتسويف التي تعيشها الكتل السياسية، وتأجيل النظر في قضايا البلاد المهمة سيما مع اتجاه الأوضاع نحو الكارثة، مضيفا إن هذا الاسترخاء يكشف عن ضعف الوعي السياسي والشعور بالمسؤولية وعن قراءة غير صحيحة لقادم الأيام، داعيا الجميع لعودتهم إلى صوت العقل والحكمة بمعالجة الأمور وتغليب المصالح العامة.
وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، "نأمر السياسيين بأن لا يعادوا الشعب المظلوم وأن لا يؤاخذوه بتصرفات البعض وأن يرعوا الله في دماء أبناء هذا الشعب وأن يتركوا التراشق بالاتهامات لبعضهم البعض وينشغلوا بأداء المهام الموكلة إليهم وليكن لهم حياء من الله ".
واضاف الياسري "لا يعتبروا رفضنا تعطيل المؤسسات الدستورية تأييدا للسياسيين أو للحكومة فإن منهجنا واضح وعادل بتشخيص الأخطاء وأعتاء الحلول سواء للشعب أو الحكومة بشقيها التشريعي والتنفيذي بل أكثر من ذلك عملنا بمبدء الوقاية خير من العلاج وسنبقى الصوت المعتدل الذي لا يبخس احدا حقه وإن خالفنا بالدين أو المعتقد او الطائفة أو غير ذلك ".
وشدد الياسري "نجدد دعوتنا لعودة الجميع إلى صوت العقل والحكمة بمعالجة الأمور وتغليب المصالح العامة ونستهجن الاسترخاء والتسويف التي تعيشها الكتل السياسية، وتأجيل النظر في قضايا البلاد المهمة سيما مع اتجاه الأوضاع نحو الكارثة"، مضيفا إن "هذا الاسترخاء يكشف عن ضعف الوعي السياسي والشعور بالمسؤولية وعن قراءة غير صحيحة لقادم الأيام ".
وطالب الياسري السياسيين "بمراجعة خطابات المرجعية السابقة والتي شخصت فيها الخلل وأعطت فيها العلاج وحذرت فيها من وصول البلد إلى هذا الحال، ولكن للأسف لم يصغ لها إلا القليل".
وتابع الياسري "نقولها وبكل فخر واعتزاز باننا بفضل الله تعالى والنظرة الثاقبة لمرجعتينا الرشيدة لم نقل شيء عن مخاطر المستقبل إلا وقد حصل ولم نقدم حلا إلا وعادوا إليه ولكن بعد فوات فرصة النجاح الاكبر".
وبين الياسري "ليعلم جميع أبناء العراق والفرقاء السياسيين – على تعبيرهم واما طرحنا أن يكونوا شركاء وإن اختلفوا في التفاصيل – بان تضييع ما هو حق وصواب لن يحقق لاحد الربح، بل إن الخاسر في كل الاحوال الجميع ولا رابح سوى أعداء العراق والمتربصين به شرا، بل الخسارة ستشمل حتى أولئك الذين يتصورون أنهم سيحصلون على مكاسب أكبر سياسية أو غيرها جراء انهيار البلاد ودخولها في أتون الحروب الداخلية وخير شاهد هو داعش كم خسرت وكذلك الذين أججوا الفتنة في المناطق الغربية من العراق كم أضروا تلك المناطق ".
واشار الياسري على "الحكومة الاسترشاد بسيرة اهل البيت وكان من وصاياهم التحذير من الظلم والعدوان والدفاع عن المظلومين من أهم مبادئهم وأن تحقيق العدالة الاجتماعية هو همهم الأكبر بعد معرفة الله ولكي يتجلى لنا مفهوم العدالة وإبعادها الاجتماعية علينا أن نستعرض صور الظلم الاجتماعي من صور الظلم في المجتمع هو الحاجة والحرمان وعدم تكافؤ الفرص والحصانة أمام القانون والاعتداء على حقوق الآخرين، فمن النتائج الخطيرة للحاجة والحرمان هي الطبقية والجريمة والانحراف والاضطرابات الاجتماعية ".