جامع الشيخ زايد يعزز مكانة الامارات كوجهة سياحية عالمية
أبوظبى "المسلة" …. أسس مركز جامع الشيخ زايد الكبير خلال فترة قصيرة أعقبت اطلاقه حضورا فكريا وثقافيا متميزا واستطاع أن يعزز قيم التسامح والإخاء والحوار بين الثقافات المختلفة من خلال أنشطته المتنوعة.. وذلك في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في ترسيخ قيم التعايش بين الأديان والتمسك بثوابت الدين الإسلامي الحنيف لنشر السلام والأمن في أرجاء المنطقة والعالم.
ويعد المركز نقطة تلاقي لهذا الحوار بما يمثله من بيئة فكرية وثقافية متفتحة يمكن أن توفر المساحة المناسبة لطرح القضايا والموضوعات التي تشغل عالم اليوم لتجسيد رؤى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " في التسامح وقبول الآخر.. فيما تهدف استراتيجية مركز جامع الشيخ زايد الكبير بوصفه مركزا عالميا رائدا في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب إلى أن يكون وجهة سياحية عالمية خاصة وأنه يعد معلما بارزا من معالم السياحة الثقافية والدينية في أبوظبي والإمارات والمنطقة ويحظى بإقبال ملايين الزوار سنويا من مختلف الجنسيات.
ويحرص المركز على التنظيم والمشاركة في الفعاليات المجتمعية المختلفة وعلى رأسها الفعاليات الثقافية كما يسعى من خلال ما يقدمه من أنشطة متنوعة وبرامج تعليمية وتثقيفية لزوار الجامع إلى جعله مركزا للتعلم والاكتشاف إضافة إلى وظيفته الأساسية بوصفه مكانا للعبادة وإقامة الصلوات.. فضبلا عن مشاركته في الفعاليات المجتمعية المهمة في الدولة لإحداث التكامل بين الأنشطة الثقافية والسياحية .
وشارك مركز جامع الشيخ زايد خلال شهر مارس 2012 في فعاليات الدورة الـ/ 22 / لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بجناح كبير عرض فيه جميع إصداراته التي تدور حول العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها وأحدثها كتاب " بيوت الله: من جامع القيروان إلى جامع الشيخ زايد الكبير" إضافة إلى التعريف بمكتبة المركز التي تضم مجموعة من نفائس الكتب النادرة..فيما تأتي المشاركة بهدف تعزيز حضور المركز في المجال الثقافي والتعريف بدوره في نشر المعرفة والثقافة المعاصرة .. فيما عكست جانبا مهما من النشاطات التي يقوم بها المركز في سياق رسالته الثقافية.
وحظي جناح المركز بإقبال كبار المسؤولين في الدولة والكتاب والمبدعين والمثقفين وزوار المعرض ولاقت إصداراته وعددها /14/ كتابا متنوعا على مدار عامين بينها حوالي 11 كتابا بالتعاون مع مشروع " كلمة للترجمة " التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة .. إقبالا من رواد المعرض حيث حظي كتاب " فضاءات من نور" بإقبال كبير وحقق أفضل نسبة مبيعات بين إصدارات المركز كما كان لكتاب " بيوت الله " نصيب في قائمة المبيعات.
كما حظيت إصدارات المركز الأخرى والتي تدور معظمها حول العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها باهتمام رواد المعرض ومن بينها كتب " العمارة والأسطورة والروحانيات " وكتاب "المنسوجات الإسلامية " و" تاريخ الأزياء العربية : منذ فجر الإسلام إلى العصر الحديث " و" عندما حكمت آسيا العالم" و" العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوربية" .
فيما يتناول كتاب " بيوت الله : من جامع القيروان إلى جامع الشيخ زايد الكبير" أحد إصدارات المركز .. أشهر المساجد الجامعة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في جولة فريدة داخل جوامع الإسلام الكبرى في البلدان العربية ومنها الجامع " الأموي والقيروان والزيتونة وعمرو بن العاص والأزهر والسلطان حسن والقرويين والسلطان أحمد " الجامع الأزرق " إضافة إلى جامع قوة الإسلام ومئذنة منار قطب والمسجد الجامع في دلهي وجامع خالد بن الوليد في حمص ومسجد ولايدة كوالامبور وجامع السلطان قابوس والمسجد الكبير في الكويت وجامع أبي حنيفة النعمان في بغداد وأخيرا لؤلؤ المساجد جامع الشيخ زايد الكبير..وتعاون المركز مع الدكتور خليل الشيخ الخبير في الثقافات المقارنة في جامعة اليرموك في الأردن في إصدار هذا الكتاب.
وفي إطار سعي مركز جامع الشيخ زايد الكبير لتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية والدينية في مختلف دول العالم الإسلامي ومن أجل تبادل الخبرات والإستفادة من التجارب العالمية وإبراز دور المركز على الصعيد العالمي للنهوض بالعمل الثقافي .. زار وفد من مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبريل 2012 معرض " الحج.. رحلة إلى قلب الإسلام " الذي أقيم في المتحف البريطاني في لندن بالتعاون مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة السعودية وبحث الوفد الزائر على هامش الزيارة مع إدارة المتحف البريطاني سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات ذات الإهتمام المشترك.
وزار وفد من الجامع في 30 مايو 2012 برئاسة يوسف العبيدلي مدير المركز .. مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في العاصمة الصينية بكين وأهدى الوفد مجسم لجامع الشيخ زايد الكبير إلى المركز في بكين إضافة إلى إصدارات مركز جامع الشيخ زايد الكبير ومن بينها كتاب " بيوت الله " وذلك في إطار حرص المركز على تكوين شراكة استراتيجية بينه وبين المتاحف والمؤسسات الثقافية والتعليمية ومراكز البحوث ذات الأهداف المشتركة في الصين..وشارك وفد من مركز جامع الشيخ زايد الكبير في فعاليات معرض الاستثمار والتجارة الدولي في الصين " نينغشيا 2012 " الذي أقيم خلال الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر في مركز المعارض في مدينة ينتشوان في مقاطعة نينغشيا الصينية وذلك ضمن وفد الدولة المشارك في المعرض والمنتدى برئاسةمعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية ..وزار كوسيان نائب رئيس الوزراء الصيني جناح المركز واستمع لشرح حول المركز ونشاطاته وإصدارته .. فيما أهدى مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير المسؤول الصيني مجسما للجامع.
وانطلاقا من دور المركز الحضاري الرائد الذي يهدف إلى تعزيز حضوره الفكري والثقافي في المجتمع .. أطلق مسابقة " فضاءات من نور" للتصوير الفوتوغرافي لتحتفي بالجماليات المشهدية والثقافة البصرية في هذا الصرح المعماري الكبير..وتشكل المسابقة المتميزة في مجال التصوير الفوتوغرافي التي انطلقت خلال شهر أكتوبر عام 2010 تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة..فرصة للتعرف على خصوصية العمارة الإسلامية في جامع الشيخ زايد الكبير لإبراز جماليات العمارة الفريدة والمتنوعة فيه خاصة وأنه يعد واحدا من أجمل الجوامع المعاصرة في العالم.
واستقطبت " فضاءات من نور" عددا كبيرا من الجمهور من مختلف أنحاء العالم للتعرف على جامع الشيخ زايد الكبير بوصفه إحدى الوجهات السياحية الأساسية في الإمارات وصرحا ثقافيا وحضاريا بارزا له قيمته الدينية والمعنوية فضلا عن تعزيزها لدور الجامع كمكان للتفاعل واحتضان الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلمية الهادفة .. فيما تنقسم المسابقة إلى ثلاث فئات هي " الصور المقربة والجامع والناس والصورة البانورامية " وتبلغ قيمة جوائزها /300/ ألف درهم تقسم /50/ ألف درهم للفائز الأول في كل فئة و/30/ ألف درهم للفائز الثاني و/20/ ألف درهم للفائز الثالث.
وكرم مركز جامع الشيخ زايد الكبير في مقره في أبوظبي الفائزين في الدورة الثانية من مسابقة " فضاءات من نور" وقدم نائب رئيس مجلس أمناء المركز سعادة سلطان ضاحي الحميري الجوائز والدروع التذكارية للفائزين الثمانية الذين مثلوا ست دول هي " الإمارات والسودان ولبنان والجزائر وجمهورية سلوفينيا والفلبين " من بين خمسة آلاف صورة مشاركة من /50/ دولة من مختلف دول العالم.. بينما ينظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير سنويا معرضا يضم الصور الفائزة في كل دورة من دورات مسابقة " فضاءات من نور" إضافة إلى عدد كبير من الصور المشاركة التي تختارها لجنة التحكيم .
ويأتي المعرض الذي شهد إقبالا كبيرا من زوار الجامع والمهتمين بفن التصوير الفوتوغرافي في أبوظبي والإمارات في إطار حرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على مد جسور التواصل الحضاري بين الثقافات عن طريق الفنون المختلفة ومن بينها التصوير الفوتوغرافي ودورها في إبراز العمق الثقافي للدولة وإظهار ما يتصل بالعمارة الإسلامية الأصيلة ودروها في تحقيق التقارب بين الشعوب .
وتوثق الصور المتميزة التي ضمها المعرض للإبداع المعماري في جامع الشيخ زايد الكبير كما تسهم في الإرتقاء بالذوق الفني وتنمية الحس الجمالي و تلبي رغبات السياح في المعرفة والاطلاع والاستمتاع بالفن والجمال.
ويحرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على تنظيم برنامج صيفي سنوي يتضمن العديد من الدورات الصيفية المتنوعة تستهدف الناشئة وذلك في إطار تأكيد الدور الحضاري للجامع كمنارة إشعاع ثقافي وتنويري وكمركز تعليمي في أبوظبي والدولة ومن أجل تنمية قدرات أبناء الإمارات وتنمية الجوانب الدينية والأخلاقية والعلمية والثقافية لديهم..وتأتي هذه الدورات الهادفة والطموحة حرصا على التواصل مع مختلف قطاعات المجتمع المحلي وتقديم الأنشطة والفعاليات والبرامج المفيدة للطلاب من الجنسين حيث تفيدهم في استغلال أوقات فراغهم خلال الإجازة الصيفية واستثمارها بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم .
وكرم مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي في الـ/ 16/ من أغسطس الماضي الطلاب المشاركين في دوراته الصيفية للعام الثالث على التوالي وتضمنت ثلاث دورات متنوعة هي دورة " تحفيظ القرآن" و" التصوير الفوتوغرافي" و" الخط العربي" وذلك على مدار شهرين بمشاركة حوالي /300/ طالب وطالبة.. فيما حظيت الدورات بإقبال كبير من الطلبة والطالبات من مختلف مناطق أبوظبي واستهدفت الناشئة من سبع حتى / 18 / سنة وتعد فرصة كبيرة للتواصل والاحتكاك بين الطلاب في جميع المراحل العمرية والتي تسهم في اكتسابهم مهارات جديدة تخدمهم في حياتهم وترفع مستوى الوعي لديهم في جميع المجالات فضلا عن كونها فرصة جيدة لتكوين أجيال شابة ذات شخصية بناءة في المجتمع ..وشارك مركز جامع الشيخ زايد الكبير في المناسبة السنوية العالمية "ساعة الأرض " التي تهدف إلى حماية البيئة والتقليل من الاحتباس الحراري وشاركت فيها العديد من مؤسسات الدولة وحرص المرشدون الثقافيون في المركز على تعريف زوار الجامع من مختلف الجنسيات بمبادرة " ساعة الأرض" وتوعيتهم بالأخطار البيئية .
وفي إطار التعاون مع الجامعات في الدولة تم تدريب عدد من طلاب جامعة زايد في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أقسام مختلفة لاكتساب الخبرة المطلوبة بجانب تدريب طلاب من معهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا التابع لمعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني في مجال الإرشاد السياحي ..ويحفل جامع الشيخ زايد الكبير خلال شهر رمضان بالأنشطة المتنوعة مابين دورات لتحفيظ القرآن الكريم واستضافة نخبة من مشاهير قراء القرآن الكريم لإحياء صلاة التروايح إضافة إلى مشروع " إفطار صائم " الذي يقام سنويا عن روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه" طيلة الشهر الفضيل حيث استقبل خلال شهر رمضان الماضي حوالي /700/ ألف صائم في الخيم المكيفة التي نصبت في ساحات الجامع .. فيما بلغ إجمالي زواره خلال نفس الشهر وإجازة عيد الفطر نحو مليون و/250/ ألف زائر.. فيما يجري المركز استعداداته للشهر الفضيل قبل قدومه حيث يختلف العمل في شهر رمضان عن بقية شهور السنة حيث يشكل المركز العديد من اللجان من موظفين ومتطوعين من خارجه لتنظيم سير العمل.
وبذل العاملون في المركز قصارى جهدهم لتوفير متطلبات إنجاح مشروع " إفطار صائم " بالتعاون مع جهات عدة في الدولة من بينها القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية وهيئة الهلال الأحمر ومركز إدارة النفايات في أبوظبي وإدارتي " الطوارئ والسلامة " و" المرور والدوريات " في شرطة أبوظبي لتنظيم الحركة المرورية في الجامع ولتأمين راحة وسلامة المفطرين..ونسق المركز مع دائرة النقل في أبوظبي لتسهيل نقل الصائمين من مختلف مناطق أبوظبي إلى موقع الإفطار في الجامع بدون أن يواجهوا أية صعوبات.. فيما خصص مركز جامع الشيخ زايد الكبير خيما لإفطار النساء والعائلات والمتطوعين والمنظمين خلال شهر رمضان المبارك وبلغ عدد وجبات الإفطار حوالي /20/ ألف وجبة يوميا جهزها نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي .. بينما قام حوالي /300/ شخص على خدمة الصائمين والوقوف على كل تفاصيل الاستعداد والمتابعة والإشراف.
واستضاف المركز خلال شهر رمضان المبارك كعادته سنويا نخبة من مشاهير قراء القرآن الكريم لإحياء صلاة التروايح وإحياء ليالي رمضان بالصلاة والعبادة وإضفاء أجواء إيمانية بأصواتهم العذبة .
وضمن برنامج فعاليات " مصابيح رمضانية" لعام 2012 استضاف المركز فضيلة الشيخ مشاري العفاسي لمدة عشرة أيام من شهر رمضان وفضيلة الشيخ إدريس أبكر لعشرين يومالإحياء صلاتي "التراويح" و"التهجد" طوال أيام الشهر الفضيل..وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على تقديم برامج تناسب عظمة الشهر الكريم وتلبي احتياجات الصائمين ولإحياء السنن النبوية في رمضان وعلى رأسها صلاة التراويح ولإتاحة الفرصة لأفراد المجتمع للصلاة خلف مشاهير قراء القرآن الذين يتمتعون بشعبية كبيرة في مختلف الدول العربية والإسلامية .
واستقبل جامع الشيخ زايد الكبير خلال رمضان الماضي نحو /440/ ألف مصل منهم /270/ ألف مصل في صلاة " التراويح " و/170/ ألف مصل في صلاة " التهجد " من بينهم /43/ ألف مصل في ليلة /27/ رمضان وذلك تحريا لليلة القدر كما ذكرت وكالة " وام ".. فيما زار الجامع نحو /40/ ألف زائر من مختلف الجنسيات خلال الفترة الصباحية من شهر رمضان الماضي وبلغ عدد الزوار خلال إجازة عيد الفطر المبارك نحو /40/ ألف زائر وسجل يوم الاثنين " ثاني أيام العيد " أعلى نسبة من الزوار حيث بلغ عددهم نحو /19/ ألف زائر..بينما يحرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على تعريف الزوار بمعالم الجامع الذي يعتبر صرحا دينيا وإنجازا معماريا فريدا يتصدر قائمة المعالم الدينية والسياحية المفضلة لدى زوار أبوظبي خصوصا في المناسبات والأعياد لما يتميز به من تصميم فريد من نوعه يجمع بين خطوط العمارة الإسلامية التقليدية والحديثة.
وخلال تسعة أشهر استقبل الجامع الكبير حوالي مليونين و/680/ ألف زائر ومصل من بينهم مليون و/900/ ألف زائر .. فيما بلغ عدد المصلين في الفترة نفسها /780/ ألف مصل..وسجل شهر يناير أعلى نسبة من الزوار حيث بلغ عددهم /330/ ألف زائر من مختلف دول العالم .. بينما سجل شهر أغسطس أعلى نسبة من المصلين حيث وصل عددهم إلى /273/ ألف مصلي نظرا لأن شهر رمضان وافق شهر أغسطس.
ويحرص مركز جامع الشيخ زايد على تعريف الزوار بمعالم الجامع الذي يعبر عن جماليات العمارة الإسلامية وخصوصيتها في أبوظبي من خلال الجولات التعريفية المستمرة التي تنظمها إدارة المركز بدءا من التاسعة صباحا حتى العاشرة من مساء كل يوم ويقدم خلالها عدد من المرشدين الثقافيين شرحا مفصلا عن الجامع وأهميته المعمارية وبدايات تأسيسه عام 1996 بمبادرة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه ".
وتتنوع فئات الزائرين الذين يستقبلهم الجامع حيث يقبل المصلون على أداء الصلوات هناك خاصة يوم الجمعة وفي صلاتي التراويح والتهجد في شهر رمضان المبارك إضافة إلى جميع المناسبات الدينية ذات التجمعات الكبيرة مثل صلاة العيدين إلى جانب الأفواج السياحية اليومية التي تأتي لزيارة الجامع من خارج الدولة أو من طلاب وطالبات المدارس والجامعات وموظفي بعض المؤسسات الحكومية والخاصة من داخل الدولة.
وأكدت انطباعات الزوار سواء كانوا شخصيات رسمية أو خبراء أو مثقفين أو زائرين إعجابهم بجامع الشيخ زايد الكبير الذي يعتبر رمزا للتسامح وتعزيزا لقيم التعايش المشترك بين أبناء الحضارات المختلفة.
واستقبل الجامع هذا العام العديد من الشخصيات المهمة والرسمية من مختلف دول العالم من أبرزها زيارة الملكة بياتريكس ويلهيلمينا آرمجارد ملكة هولندا التي رافقها خلال الزيارة الأمير ويليم ألكسندر ولي العهد وزوجته الأميرة ماكسيما ..وزارت الجامع عاطفة يحيى آغا رئيسة جمهورية كوسوفو وذلك على هامش زيارتها للدولة إضافة إلى زيارة الرئيس التركي عبدالله جول ورافقته قرينته خير النساء.
ومن الشخصيات الهامة التي زارت الصرح المعماري الكبير هذا العام بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على هامش زيارته للدولة إضافة إلى زيارة إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ومحمد باسندوة رئيس الوزراء اليمني وميخائيل ماسنيكوفيتش رئيس وزراء بيلاروسيا وعقيل عقيلوف رئيس وزراء طاجكستان .
وتوجد في مركز الجامع مكتبة تقع في الطابق الثالث في المنارة الشمالية للجامع وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المساجد وبذلك تجمع المئذنة بين دلالاتها ووظائفها الدينية المعروفة والمعرفة المنفتحة على العالم الداعية إلى التسامح وبذلك تستأنف مكتبة المركز الدور الحضاري لخزائن الكتب في الإسلام من منظور معاصر يعي الثوابت ويفهم المتغيرات..ولاقت المكتبة العديد من الإشادات من الزوار لما تحويه من كتب ومخطوطات نادرة وموسوعات خاصة بالفن والعمارة الإسلامية الأمر الذي جعلها مرجعا عالميا وإقليميا متميزا بهذا الخصوص..وتعد المكتبة التي افتتحها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في نوفمبر عام 2010 من أهم منارات العلم في الدولة وتمثل رافدا جديدا للمنجز الثقافي والعلمي والمعرفي للدولة وتعزز دور المركز كمنارة إشعاع ثقافي بما يتوفر فيها من مصادر وما تحتويه من وسائل تقنية حديثة تساعد الباحثين على الاستفادة القصوى من محتوياتها.
وتستقبل مكتبة المركز عددا كبيرا من الباحثين والدارسين الذين يرغبون في الاطلاع على بعض الكتب والموسوعات العلمية النادرة التي توجد في المكتبة وتساعدهم في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه خاصة المتعلقة بموضوعات الحضارة الإسلامية حيث تضم المكتبة عدة مصادر أساسية متخصصة في العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها..وبلغ عدد الكتب المقتناة سبعة آلاف كتاب وتتراوح بين كتب ودوريات عن الفنون والعمارة الإسلامية وتاريخها كتبت بـ 12 لغة حية أو ما يزيد كما تتوفر في المكتبة مجموعات من نفائس الكتب النادرة ذات الطبعات الفريدة في قيمتها العلمية أو التاريخية والأخرى القديمة والمميزة في أبوابها.
وتقتني المكتبة حوالي /100/ كتاب من الكتب الفريدة والنادرة ويوجد فيها قسم خاص للمراجع والقواميس والموسوعات وآخر للأطفال يضم حوالي /800/ عنوان من كتب الأطفال إضافة إلى قسم المصغرات الفيلمية " الميكروفيش " ويضم حوالي /50/ ألف مخطوطة عربية وإسلامية تضم نسخا من الطبعات القديمة للقرآن الكريم في شكل ميكروفيش.
ومن الكتب النادرة التي تضمها المكتبة كتاب صدر عام 1905 عن تصاميم السجاد في آسيا ويشرح عبر رسومات أصلية كيفية صناعة السجاد في بعض الدول مثل إيران والهند وباكستان وبعض الدول الآسيوية الأخرى أما بخصوص الكتب التي تضمها المكتبة ولا يوجد منها سوى نسخة واحدة على مستوى العالم فيوجد كتابان الأول عن معالم الفن العربي ونشر عام 1897 في فرنسا والثاني عبارة عن نسخة صادرة عام 1921 من الدورية البريطانية كتالوج الكتب المطبوعة والتي كانت بدايات صدورها عام 1744..ويوجد كتاب عن " المصكوكات الإسلامية " يعود تاريخ نشره إلى عام 1792 وصدر في روما ويعد من الكتب القليلة النادرة التي تؤرخ للعملات في العصور الإسلامية المختلفة وهناك كتاب عن "الفنون العربية" للفرنسي "بريس دي أفينيس" صدر في باريس عام 1973 وهو يتحدث عن الفنون والآثار الإسلامية في القاهرة ويركز على المساجد في مصر القديمة وكل الصور التي يتضمنها هذا الكتاب للمساجد القديمة في القاهرة هي عبارة عن رسومات أصلية وليست صورا فوتوغرافية.