متحف رأس الخيمة الوطني شاهد على تاريخ وعصور الإمارة القديمة
رأس الخيمة " المسلة " … يحتفل متحف رأس الخيمة الوطني اليوم " الاثنين " التاسع عشر من نوفمبر بذكرى افتتاحه عام 1987 الذي تأسس بأوامر المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي "طيب الله ثراه" في مبني الحصن وهو بناء قديم يرجع تاريخ بنائه إلي أواسط القرن الثامن عشر الميلادي ويقع في مدينة رأس الخيمة القديمة بعد إعادة ترميمه.
ويضم المتحف مجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي ترجع إلي حقب تاريخية مختلفة ويحتوي على آثار بشرية ترجع إلي الألف الثالث قبل الميلاد وآثار مستوطنات شمل وآثار مدينة جلفار وحصن ضاية ووادي الغاف وهنالك معالم أثرية أخرى تتمثل في الأبراج المخروطية التي تستخدم للحراسة والاستطلاع.
ويعد متحف رأس الخيمة الوطني شاهدا كبيرا على تاريخ وعصور إمارة رأس الخيمة القديمة يعكس صورة الماضي حتى تستطيع الأجيال الحاضرة أن تتبين مواقع خطاها في حاضرها ومستقبلها عبر حاضرها فالحياة مستمرة علي هذا الأرض ما شاء الله لها أن تستمر وكل يوم حلقة من حلقات سلسلة طويلة ولا نستطيع أن نتجاهل الحلقات الأولى لأنها وثيقة الارتباط مع الحلقات الحالية . ومن هذا المنطلق حرص المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي على إنشاء هذا المتحف ليضم بين جدرانه آثار الأجيال السابقة وطرق حياتهم وما تفرد به أهلها من مهن وحرف تقليدية.
وسعى المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي لمعرفة تاريخ رأس الخيمة لذلك دعا العديد من خبراء الآثار من مختلف دول العالم للتنقيب عن الآثار في مختلف مناطق الإمارة وكشف تاريخ الإمارة فدعم عملهم ودعاهم للاستمرار في مسوحاتهم الأمر الذي نتج عنه الكشف عن أن مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة كانت مهدا لحضارة تجارية نشطت قبل 5 آلاف سنة قبل الميلاد مرت بعدها فترات وحقب تاريخية شهدتها المناطق التي عرفت قديما ضمن منطقة جلفار التاريخية التي تعبق بروح الماضي وهي الجزيرة الحمراء وخت والكوش ووادي البيح ووادي القور وشمل ووادي المنيعي وغليلة والقرم والرمس وقرن الحرف وأذن وفشغا ووعب وجزر الحليلة والفلية وضاية.
وينقسم المتحف إلى عدة أقسام من أهمها غرفة القواسم وتقع في الطابق العلوي من المبنى وتشتمل على الوثائق والمخطوطات والمعاهدات التي تمت بين الأسرة الحاكمة والحكومة البريطانية وبعض الأسلحة التقليدية الخاصة بالأسرة الحاكمة.
أما القسم الأهم فهو القسم المخصص للآثار القديمة التي عثر عليها في أنحاء مختلفة من الإمارة ويرجع تاريخ بعض هذه الآثار إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد كما يوجد بهذا القسم آثار من العصر الإسلامي وجميع هذه المعروضات تقع في الطابق السفلي من المتحف وهي تعرض حسب تسلسلها التاريخي وبشكل جميل ..كما توجد في المتحف غرفة خاصة للفضيات تضم مجموعة كبيرة من المجوهرات الفضية التي استخدمتها النساء كحلي للزينة.
وحظي المتحف بزيارات رسمية منها زيارة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" خلال فترة توليه منصب ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة والسيدة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة وجمع كبير من الشخصيات والمسؤولين والزوار.
وأكد سعادة محمد أحمد الكيت المستشار في الديوان الأميري مدير عام دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة اهتمام الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة بالحفاظ على التراث والآثار في مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة على اعتبارها موروثاً شعبياً.
وقال محمد الكيت إن الدائرة تسعى إلى جعل متحف رأس الخيمة الوطني في مصاف متاحف الدولة المتميزة والعامرة بالتاريخ العريق للدولة والمحافظة على التراث المادي للدولة كونها شواهد تاريخية تحكي عراقة الماضي وأصالة تاريخ المنطقة التي خلدها الأجداد وتعكس الطابع الثقافي والاجتماعي السائد لبيئتنا المحلية قديماً.
المصدر : وام