المحميات الطبيعية تشهد اقبالا لافتا ينبىء بتغيير النمط السياحي لدى المواطن
عمان " المسلة " … ابتعدت تفاصيل المشهد السياحي خلال ايام عطلة عيد الاضحى المبارك عن النمطية المتعارف عليها وتحديدا في المقصد السياحي للمواطنين، فلم تعد العقبة والبحر الميت هما من يتمتعان بحصة الاسد في نسبة الحجوزات بمثل هذه المواسم.ولم تعد وفق قراءات وزارة السياحة والآثار المقاصد السياحية تقتصر على مناطق محددة، فقد اصبح المواطنون يرغبون بالتغيير، حيث شهدت «المحميات الطبيعية» اقبالا لافتا خلال الايام الماضية من المواطنين وحتى المجموعات السياحية الاجنبية، ووصلت نسبة الحجوزات في محمية الموجب على سبيل المثال الى 100%.
وفي وصف لهذا النمط السياحي الجديد اعتبر وزير السياحة والآثار ووزير البيئة نايف حميدي الفايز ان نجاح الموسم السياحي خلال العيد لا يقاس بنسبة الحجوزات المرتفعة التي تجاوزت الـ 100% في بعض المواقع السياحية، انما بالانطلاقة الجديدة للسائح الاردني نحوانواع جديدة من السياحة والتي يعد من ابرزها سياحة المحميات والمخيمات والشاليهات.. هذه المواقع غير التقليدية.
كما لم تبتعد نمطية المشهد السياحي عن المقصد السياحي فقط، بل تجاوزته في تنوّع مطالب المواطن سياحيا بين رغبة بسياحة اليوم الواحد، وكذلك السياحة الترفيهية والسعي للاستفادة من النشاطات والفعاليات السياحية التي اقيمت بعدد من مناطق المملكة، اضف الى ذلك السعي لسياحة التأمل والابتعاد عن صخب حياة المدن وطلب ذلك في مدينة البترا تحديدا والتي كانت تعاني في مثل هذه المواسم من قلة الاقبال السياحي ان لم يكن انعدامه.
وفي متابعة لـ»الدستور» حول واقع النشاط السياحي خلال ايام عطلة عيد الاضحى اكد الفايز ان الايام الماضية شهدت نشاطا سياحيا كبيرا وصلت به نسبة الحجوزات الفندقية في معظم المناطق السياحية الى 100% فيما تجاوزتها في مناطق اخرى. شركات السياحة والسفر اكدت ان ايام عطلة العيد انعشت القطاع، مؤكدة على لسان رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر سمير دربي على وجود حركة نشطة جدا من السياحة الداخلية اضافة الى السياحة الاوروبية والاميركية.
وفي تفاصيل واقع المشهد السياحي، اكد وزير السياحة والآثار ووزير البيئة ان المؤشرات بأن عطلة العيد شهدت نشاطا سياحيا ممتازا خاصة في العقبة والبحر الميت، اضافة الى البترا ووادي رم والمحميات الطبيعية، مؤكدا ان هذه المواقع كانت بها نسبة الاشغال عالية جدا فاقت قدرتها الاستيعابية. واعتبر الفايز في حديثه لـ»الدستور» ان الفعاليات التي قامت بها وزارة السياحة خلال عطلة العيد كان لها اثر في تنشيط الموسم، تحديدا في العقبة والبحر الميت والبترا والتي يجد بها السائح حاجة الى نشاطات ترفيهية، مبينا ان الاعتماد الاكبر كان على السياحة الداخلية خلال الايام الماضية، رغم وجود اعداد من السياح الاجانب ولكن بنسب متواضعة، حيث كان يغلب على النشاط السياحة الداخلية وقليل من العربية.
ونبه الفايز الى تغيير ثقافة المواطن السياحية، فلم يعد يقصد ذات المواقع كما جرت عليه العادة سنويا، فكان هناك تغيير في نهجه السياحي حيث شهدت المحميات الطبيعية اقبالا كبيرا من المواطنين، وكذلك سياحة اليوم الواحد، الى جانب وجود اعداد اتجهت الى سياحة اكثر من يوم وزيادة مدة الاقامة، وهي كلها نماذج نوّعت من ثقافة المواطن السياحية ولم تعد بلون واحد.
ولفت الفايز الى اهمية سياحة المحميات الطبيعية سيما وان الاردن يتمتع بالكثير منها مثل محمية الموجب والازرق ووداي رم وضانا وعجلون، كلها مواقع غاية في الروعة ويمكن ان تكون مقصدا سياحيا ممتعا ومختلفا وغير تقليدي. وبين الفايز ان النشاط السياحي كان موزعا خلال الايام الماضية، حيث انتشر السياح في كافة المواقع السياحية والاثرية بشكل كبير، وعلى الرغم من ان الاقبال الاكبر كان على العقبة والبحر الميت، الا انه وعلى غير العادة المواقع الاخرى شهدت ايضا نشاطا لا يقل اهمية عن الموقعين. رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر اكد من جانبه، ان الايام الماضية انعشت القطاع بل انقذت جزءا منه، حيث شهدت كافة المواقع نشاطا سياحيا كبيرا سواء كان من المواطنين اومن المجموعات السياحية الاجنبية. واتفق دربي مع وزير السياحة بأن هناك تغييرا في نمطية المشهد السياحي حيث شهدت الايام الماضية اقبالا من المواطنين على سياحة المحميات التي نأمل ان يتم تطويرها بشكل اكبر لتصبح جميعها مثل منطقة (وادي رم) لان هذا النوع من السياحة اصبح مطلوبا بقوة من المواطنين.
واعتبر دربي ان السياحة الطبيعية الان من اهم انواع السياحة عربيا واجنبيا، والايام الماضية اكدت هذا الامر حيث شهدت كافة المحميات نشاطا ملحوظا.
المصدر : الدستور الاردنية