نسب إشغال الشركات لم تتجاوز 40 %
حداد: التخبط في السياسة الضريبية سيكبد القطاع خسائر مالية ويهدد ديمومة عملها
الشركات تحاول تقاسم عطاءات الحج والعمرة للمحافظة على استمرارية عملها
التهديد يصيب شركتين للاغلاق خلال الفترة المقبلة
السياحة العربية لم تخدم قطاع النقل السياحي كونها لا تعتبر سياحة مجموعات
تراجع السياحة المحلية والسفر برا عمل على تكبد الشركات خسائر كبيرة
دعوة مكاتب السفر الى تزويد شركات النقل بحجوزاتها لتنظيم العمل خلال موسم الذروة
عمان "المسلة" … بلغت خسائر قطاع النقل السياحي المتخصص خلال النصف الاول من العام الحالي 3 ملايين دينار، في الوقت الذي باتت العديد من الشركات العاملة في القطاع مهددة بالاغلاق.
وكشف رئيس جمعية النقل السياحي المتخصص مالك حداد لـ"العرب اليوم" ان قطاع النقل السياحي يواجه اليوم تحديا كبيرا تفرضه الاوضاع المحلية والاقليمية التي عملت على تراجع النشاط السياحي المحلي والاجنبي.
وقال ان خسائر القطاع نتيجة تراجع نسب اشغالها لنهاية حزيران من العام الحالي بلغت 3 ملايين دينار بحيث شملت الشركات العاملة في القطاع كافة والبالغ عددها ثماني شركات.
واضاف ان اسباب الخسائر في عمل الشركات والمكاتب كانت نتيجة للاحداث الاقليمية وتوقف حركة السفر البري الى لبنان وسورية، اضافة الى تراجع السياحة المحلية رغم الجهود المبذولة لانعاشها.
وتابع حداد قائلا ان من اهم الاسباب التي عملت على تحقيق الخسائر تخبط الحكومات في فرض السياسة الضريبية التي يتم اتخاذ القرارات فيها بشكل غير مدروس، محذرا من ان قرار الحكومة الاخير الصادر في 21 ايار من العام الماضي الخاص بالاعفاءات الضريبية سيكبد شركات النقل السياحي المتخصص خسائر فادحة تضاف الى خسائرهم التشغيلية حيث ستسهم في اغلاق العديد من المكاتب وانهيار القطاع.
واكد انه لا بد للحكومة في المرحلة المقبلة من اعادة النظر في القرارات الضريبية المفروضة خاصة في ظل الاوضاع الصعبة التي تعاني منها مكاتب النقل السياحي المتخصص، مطالبا في الوقت نفسه ان تكون الضريبة خاضعة لقيمة الصفر حتى يتم تقسيم مدخلات الانتاج في اطار عمل جميع شركات النقل السياحي.
وكشف حداد ان شركات النقل السياحي في الاردن تعتمد بشكل رئيسي للحفاظ على ديمومة عملها ونشاطها على تقاسم عطاءات الحج والعمرة التي هي المدخل الرئيسي الثابت للشركات منذ بداية العام نتيجة تراجع النشاط السياحي داخل المملكة وخارجها الى الدول الاقليمية.
وقال ان نسب اشغال شركات النقل السياحي خلال النصف الاول من العام الحالي بلغت 40 بالمئة وبخسائر تجاوزت 3 ملايين دينار، فالرحلات الداخلية تراجعت بسبب ارتفاع تكاليف السياحة المحلية من منشآت فندقية اضافة الى ارتفاع اسعار المحروقات مقارنة بالدول الاقليمية المنافسة مما عمل على تراجع الرحلات السياحية الداخلية لصالح السفر بالطائرة الى خارج الاردن.
واضاف ان انتعاش السياحة العربية والخليجية منذ بداية العام، لم يأت بالفائدة على قطاع النقل السياحي كون جميع الزوار والسياح العرب يأتون بسياراتهم الخاصة كما انهم لا يأتون الى المملكة على شكل مجموعات.
لذلك لولا وجود رحلات العمرة خلال الاشهر الماضية لأغلق نصف شركات النقل السياحي في الاردن نتيجة تراجع نسب اشغالها اضافة الى ارتفاع التكاليف التشغيلية الناجمة عن ارتفاع المحروقات وعدم الاستقرار في السياسة الضريبة المفروضة على القطاع.
وكشف حداد ان هناك شركتين عاملتين في قطاع النقل السياحي في الاردن مهددتان بشكل حقيقي للاغلاق خلال الفترة المقبلة خاصة ان لم تنجح في موسم الحج و السياحة الاجنبية الوافدة المقبلين، مشيرا ان عدد شركات النقل السياحي العاملة في المملكة اليوم تبلغ 8 شركات بعدد حافلات 726 حافلة متنوعة بين الوسطى والصغيرة وكبيرة الحجم، وبرأسمال يبلغ 80 مليون دينار وموجوداتها تتجاوز 200 مليون دينار توفر العمالة لـ 1500 موظف، الامر الذي يشير الى مدى اهمية هذا القطاع على الاقتصاد الوطني الذي يستوجب توفير مستلزمات ديمومته.
وقال ان شركات النقل السياحي من خلال الجمعية تحاول اليوم جاهدة تغطية تكاليفها وبقائها في السوق من خلال التعاون بينها في تقاسم عطاءات الحج والعمرة، وذلك في محاولة لمنع اغلاق اي مكتب او شركة.
من جهة اخرى طالب حداد مكاتب السياحة والسفر الاردنية ضرورة تزويدها خلال الفترة المقبلة بحجوزاتها المثبتة والمؤكدة لشركات النقل السياحي خلال موسم السياحة المقبل، من اجل تنظيم العمل وتوفير الحافلات وقت الذروة وعدم حدوث ارباكات في القطاع.
وقال ان موسم الحج للعام الحالي اضافة الى موسم السياحة الاجنبية الوافدة وموسم السياحة المحلية سيتزامن خلال شهر تشرين الأول المقبل، لذلك لا بد من ايجاد آلية عمل واضحة من خلال تزويد شركات النقل السياحي بالحجوزات استعدادا للموسم المقبل.