القاهرة "المسلة" د. عبد الرحيم ريحان … نوقشت رسالة الماجستير بقسم الآثار – كلية الآداب – جامعة عين شمس للباحثة أشجان متولى وعنوانها " المبانى السكنية بمدينة رشبد من خلال وثائق القرنين (10-11هـ/ 16-17م ) الخميس 14 يونيو الماضى وأشرف عليها أ.د ميشيل توشيرير من المعهد الفرنسى بالقاهرة أ.د محمد حسام الدين إسماعيل وناقشها فى الرسالة أ.د عبد الحميد سليمان أ.د نادر محمود عبد الدايم وحصلت على تقدير ممتاز وهى الدراسة الأولى من نوعها فى دراسة منازل رشيد من خلال الوثائق .
وأكدت الباحثة أشجان أن مدينة رشيد تعتبر المدينة الثانية بعد القاهرة من حيث احتفاظها بالآثار القائمة التى ترجع إلى العصر العثمانى وتتنوع ما بين آثار دينية ومدنية وحربية ومنشآت خدمية هذا فضلا عما وصفه العديد من الرحالة عن طبيعة المدينة الساحرة حيث تحيط بها البساتين والحدائق وأبرزوا مكانة رشيد التجارية منذ نهاية العصر المملوكى ومدى اهتمام السلاطين المماليك بها حتى أخذ نجمها يسطع فى العصر العثمانى غير أن ما ورد بوصف الرحالة والمصادر كان قليلاً ونادراً لا يعطى صورة كاملة عن مدى التقدم العمرانى الذى وصلت إليه رشيد فى العصر العثمانى لذا فقد جاءت أهمية دراسة مبانى المدينة السكنية من خلال وثائقها التى تلقي الضوء على العديد من جوانب الحياة ولاسيما فى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين فترة الدراسة حيث أن الدراسات السابقة انصبت على ما هو قائم من مبانى لا يعبر بطبيعة الأمر عن التطور العمرانى لمبانى مدينة رشيد بصفة عامة.
طرز المساكن ونوعية السكان
من خلال هذه الدراسة الهامة توصلت الباحثة لنتائج هامة عن الطرز المعمارية لمساكن رشيد وعن مكانة رشيد سياسيا وإداريا بالإضافة إلى أحوالها الاقتصادية والاجتماعية وأسباب اندثار العديد من المساكن بسب عوامل الطبيعة والكثبان الرملية وتتميز مساكن رشيد بالتنوع فى التخطيط والتكوين المعمارى مما دعى إلى تقسيمها الى أنماط ثلاثة طبقا للتكوين المعمارى للدور وذلك بعد أن قامت الباحثة بحصر للمساكن التى وردت بالوثائق فترة الدراسة بل وعمل حصر لأعداد الوحدات المعمارية والخدمية التى وجدت بكل نمط من الأنماط الثلاثة وتنقسم المبانى السكنية بمدينة رشيد إلى ثلاثة أنواع المساكن الكبيرة والتى شملت 157مسكن والمساكن المتوسطة وشملت 225 مسكن والمساكن المتواضعة وعددها 353 مسكن وهى الأكثر عدداً وهناك المساكن الأقل من المتواضعة والتى لم يمتلك أفرادها مصاريف تسجيل البناء فى المحكمة وتميز كل نوع من هذه المساكن بتخطيط وتكوين معمارى مختلف عن النمط الأخر فتميزت المساكن الكبيرة بالتنوع في الوحدات السكنية (قاعة، بيت، دهليز أو أكثر، رواق) وأيضا الوحدات الخدمية (صهريج، بيت عجين، مستحم، إيوان وغير ذلك) حيث وصل عدد الوحدات السكنية بها الى 24وحدة سكنية وزودت بكافة أنواع الراحة والبذخ وكان معظم ساكنى هذه المنازل من الطبقات الحاكمة وبعض التجار وأعيان التجار برشيد والعسكريين والسماسرة وأعداد قليلة من أصحاب الحرف والصناعات البسيطة والصباغين والنحاسين .
أما المساكن المتوسطة فلم تكن مزودة بضروب البذخ الموجودة بالمساكن الكبيرة وإن كانت تتمتع بالتنوع النسبى فى الوحدات السكنية فأقصى عدد للوحدات السكنية وصل الى ثمان وحدات فقط كذلك الحال بالنسبة للوحدات الخدمية في الدور المتوسطة ومنها الصهريج وبئر المياه والإسطبل وبيت العجين وقاعة التخزين والمقعد والإيوان والساحة والحوش وسكن هذه المنازل عدداً من شيوخ الطوائف ( العتالين، النجارين، البنائين والحبالين والخشابين…الخ) وبعض الحرفيين والصناع من النحاسين، الصباغين، الوزانين والصياغ وبعض أعيان التجار
وبخصوص المساكن المتواضعة فتتسم بأن وحداتها السكنية محدودة وصغيرة الحجم تتراوح من وحدة سكنية إلى أربعة وحدات أما بالنسبة لوحدات الاستقبال فكانت توجد وحدة واحدة لهذا الغرض كافية لسد احتياجات السكان ولكن كثيرا ما كانت الدور المتواضعة خالية من مثل هذه الوحدات ومن هنا كان استخدام الوحدة لعدة أغراض فهى بالليل غرفة النوم وعند الحاجة إليها غرفة استقبال تهيئ لذلك وتضيق المساحة المخصصة للأغراض الخدمية فى الدور المتواضعة
عمارة المساكن
بنيت مساكن رشيد من الآجر (الطوب الأحمر) وهو مادة البناء الرئيسية المستخدمة بصفة عامة فى مساكن رشيد بمختلف أنماطها وجاء الاختلاف فى المواد الأخرى من خشب ورخام حيث ازدهرت المساكن الكبيرة بالتحف الخشبية أما المساكن المتواضعة فقد شغلت التحف الخشبية غرفها الرئيسية ويعتبر الدهليز، الرواق، القاعة والبيت من الوحدات السكنية الرئيسية بمساكن رشيد وهذه المصطلحات التى وردت بالوثائق تعبر عن تكوين معمارى واحد إذ تتكون جميعها من إيوان أو أكثر ودورقاعة وإن اختلفت فى الغرض الوظيفى لكلا منهما وقد اختلف توزيع الوحدات السكنية فى المساكن فمنها ما يشغل الدور الأرضى ومنها ما يشغل الأدوار العليا فجميع المساكن التى تشتمل على قاعة نجدها تقع بالدور الأرضى أما الرواق فيقع فى الأدوار العليا.
وهذه المنازل طرز معمارية فريدة تستحق التسجيل كتراث عالمى باليونسكو وكذلك يجب وضعها على خريطة السياحة فى مصر والعالم لتنشيط السياحة العالمية والعربية والمحلية.