لاجوس "المسلة" … اكد راشد ناصر مصبح الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية نيجيريا الاتحادية ان العلاقة بين البلدين تتجه نحو الشراكة الإقتصادية بفضل المشروعات المشتركة والاستثمارات الاماراتية الضخمة في مجال الطاقة والاتصالات والموانئ النيجيرية .
وقال في حديث خاص لوكالة أنباء الإمارات / وام / بمناسبة افتتاح خط جوي مباشر لشركة الاتحاد للطيران بين أبوظبي ولاجوس أنه سيتم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم التي ستفتح الأبواب في مجالات أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الامارات ونيجيريا.
واوضح انه بفضل جهود القيادة الحكيمة للدولة في ترسيخ وبناء اسس الاستقرار السياسي والامني ومقومات الرخاء الاقتصادي في الأمارات فإن الدولة اصبحت جاذبة للإستثمارات وهذا ما دفع بالعديد من الشركات النيجيرية الي مغادرة أوروبا وآسيا والتوجه إلى الأمارات لتحقيق نتائج افضل.
واشار الى ان شركة مبادلة للتنمية تعتزم اقامة مشروع عملاق في مجال توليد الطاقة والتطوير العقاري والإتصالات في نيجيريا وتم ابرام الاتفاق مؤخرا.
كما كشف النقاب عن إتفاق تقوم شركة موانئ دبي العالمية بموجبه بتشغيل الموانئ النيجيرية في لاجوس..
وردا علي سؤال حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين قال ان هذه العلاقات بدأت تدريجيا قبل إفتتاح السفارة ولكنها ترسخت الآن وأصبحت علاقات جيدة آخذة في التطور بصورة مضطردة بعد إفتتاح السفارة قبل أربعة سنوات تقريبا.
واضاف إن ما لمسته كسفير أن النيجيريين ينظرون إلى الأمارات كدولة مستقرة سياسيا وإقتصاديا وهذا ما جعلهم يغيَرون أماكن قضاء عطلاتهم من أوروبا إلى الأمارات لرغبتهم الحقيقية في السياحة والتجارة.
واشار الى ان هناك خططا لتطوير عمل اللجان المشتركة ويتوقع أن يتم في القريب العاجل لقاءات تكميلية للتوقيع على إتفاقيات لتوسيع أفاق التعاون بين البلدين.. لافتا الى وجود رغبة لدى المسؤولين النيجيريين في زيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين لتبادل الآراء في كثير من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية والأطروحات على المستويين الإقتصادي والإستثماري كحكومة أو قطاع خاص.
وقال السفير الظاهري / لقد شعرت عندما قمت بزيارة إلى المؤسسة الإستثمارية النيجيرية أن هناك رغبة في تفعيل النشاطات الإقتصادية مع الأمارات لأنها بجانب إستقرارها السياسي والإقتصادي فإن الإستثمارات فيها مربحة وهذا ما دفع بالشركات النيجيرية في أوروبا وآسيا لأن يتحول معظمها إلى الأمارات /.
وذكر أن هناك رغبة لدى المسؤولين النيجيريين في تشجيع شركات الطيران الوطنية الأماراتية لتسيير رحلات مباشرة الى مدن نيجيريا وأنهم يأملون على جميع مستوياتهم أن تتوسع شبكة عمليات شركة الاتحاد للطيران و طيران الأمارات إلى الولايات النيجيرية.
وقال ان طيران الأمارات تقوم برحلتين يوميا من دبي إلى لاجوس العاصمة التجارية لنيجيريا وبإضافة خط شركة طيران الإتحاد فإنهما سيساهمان بقدر كبير في زيادة حجم حركة المسافرين.
وردا علي سؤال حول هي أهمية فتح خط جوي مباشر لطيران الاتحاد من ابوظبي إلى لاجوس قال سعادة سفير الدولة لدى نيجيريا ان هناك أهمية لفتح هذا الخط بسبب النهوض في حركة النقل الجوي في نيجيريا التي تعتبر أكبر بلد سكانا في أفريقيا (168) مليون نسمة حيث يمر عبر مطارات هذا البلد ما يزيد على 12 مليون راكب سنويا تقريبا في 24 مطار مما سيساعد كثيرا في تسهيل التعامل التجاري بين البلدين والعالم.
وتابع انه علاوة على ذلك فإن فتح هذا الخط من ابوظبي الي لاجوس التي تعتبر المدينة التجارية الأولى والأكثر سكانا ليس في نيجيريا فحسب بل في دول غرب أفريقيا، سيتيح الفرصة لآلاف النيجيريين والأجانب للسفر إلى دولة الأمارات العربية المتحدة أو العبور من خلالها إلى شرق آسيا وأوروبا الشرقية.
وحول فرص الإستثمارات المتاحة في نيجيريا والتي تهم القطاع الخاص في دولة الإمارات قال السفير ان للدولة فرص متاحة حاليا في نيجيريا في قطاعي الطيران والإتصالات.
وفيما يتعلق بالطيران قال / تعلمون أن نيجيريا أكبر بلد في أفريقيا سكانا وأن بها العديد من شركات الطيران الدولية ولكنها في حاجة إلى دعم.. وفي هذا الصدد قامت وزيرة الطيران السيدة إستيلا أدواه بزيارة إلى الأمارات في شهر مايو الماضي حيث تفقدت بعض مطارات الدولة للاستفادة من خبرات الطيران المدني الأماراتي لمساعدة نيجيريا من هذه الناحية /.
واضاف / لقد كان إنطباع الوزيرة جيدا في تلك الزيارة آملة أن تكون هناك شراكة بين البلدين. وأعربت عن إعجابها بثلاثة مطارات في العالم وهي دبي وشيبول بهولندا وتشارلز ديجول بفرنسا التي تستحق الإحتذاء بها على حد قولها / وحول الإتصالات الهاتفية قال سعادته ان هناك شركة إتصالات الأماراتية التي لها موطئ قدم خاص في نيجيريا لأنها من الشركات الهاتفية العملاقة المفضلة من حيث جودة الخدمة برغم قصر عمرها الذي لا يزيد عن خمسة سنوات وبلوغ عدد مشتركيها إلى أكثر من 10 مليون مشترك/.
واوضح ان الفرص الأخرى المتاحة في نيجيريا للقطاع الخاص في الدولة تكمن في تأهيل وتحديث أحواض السفن في المدن الساحلية والنهرية مثل لوكوجا بوسط البلاد وخدمات الطيران والخدمات المصاحبة لها حول المطارات.. وقال ان تأسيس مصافي نفطية وأدوات قطع الاحجار الكريمة وتنظيفها وطحن الغلال وتحضير الزيوت النباتية واقامة مصانع لإنتاج السكر و صيد الأسماك في المياه الإقليمية واقامة مصانع لإنتاج المياه المعدنية وتطوير السياحة والفنادق وخدمات النقل البري بين المدن تعد من اهم الفرص الاستثمارية حاليا.
وردا على سؤال حول حجم الاستثمارات الأماراتية في نيجيريا قال السفير الظاهري انه من الصعب تقدير حجم الاستثمارات لعدم وجود إحصائيات لذلك لكن هناك استثمارات حاليا مثل شركتي طيران الأمارات والأتحاد للطيران وشركة إتصالات مشيرا الى انه يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة لمشروع عملاق تعتزم شركة مبادلة للتنمية والتابعة لحكومة ابوظبي في مجال توليد الطاقة والتطوير العقاري والإتصالات.
وقال ان هناك محادثات جارية مع مؤسسسة دبي العالمية لجلب مزيد من الإستثمارات الأماراتية إلى نيجيريا وتم بموجب ذلك الإتفاق أن تقوم شركة موانئ دبي العالمية لتشغيل الموانئ النيجيرية في لاجوس لكن لم تكتمل الإجاراءات لتفعيل هذا الإتفاق.
وفيما يتعلق بوجود تعاون ثنائي بين الأمارات ونيجيريا في مجال صناعة النفط والغاز قال السفير ان هناك إستشارات تتم على المستوى السياسي والتجاري بين البلدين , كما ان هناك تعاون بينهما في إطار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لافتا الى وجود رغبة من النيجيريين في أن يكون هناك تعاون بين الشركات النفطية الأماراتية والنيجيرية.
وحول افاق التعاون المستقبلي قال السفير ان نيجيريا زاخرة بالفرص الإستثمارية والأيدي العاملة الرخيصة وسوق لا نظير له في القارة الأفريقية فضلا عن الإستثمارات الواسعة للنيجيريين في قطاع العقارات في الإمارات.
من الجانب الآخر اكد سفير الدولة لدى نيجيريا إن للأمارات سوق نشط في التجارة الدولية ورؤس الأموال.. وتوقع أن يتم في القريب العاجل التوقيع على مذكرات تفاهم التي ستفتح الأبواب في مجالات أوسع للتعاون / ولكن هناك الآن تخوف من قبل القطاع الخاص الاماراتي ازاء الوضع الأمني في نيجيريا الشيئ الذى لا يشجعهم على الإستثمار ولولا ذلك لتدفق المستثمرون في مجالات مختلفة في نيجيريا التي تتمع بإمكانيات بشرية وإقتصادية كبيرة بوصفها كبرى الإقتصادات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.