بعضهم يفضل كازخستان وآخرون تستهويهم الجزر والغابات
دبي " المسلة " … يشد السائح الخليجي في هذا الوقت من كل عام رحاله إلى وجهات سياحية عديدة هرباً من "حر الصيف" ومحاولة لكسر الروتين خلال إجازته السنوية.
وتختلف سياحة الشباب الخليجي عن سياحة الأسر، ولكل منهما وجهاته المفضلة، إلا أن هذا العام جاء مغايراً بعض الشيء لعدة أسباب أهمها "الربيع العربي" الذي سد المنافذ على السياحة الخليجية العربية بشكل خاص، فقد كانت وجهة الأسر على وجه الخصوص إلى مصر ولبنان وسوريا والأردن وتونس وغيرها من البلدان العربية، الا أن "الثورات" سدت الطرق على "مخططات" تلك الاسر في موسم الصيف.
يقول كريم محمد مسؤول في "سفريات السعد" في الكويت لـ"العربية.نت" إن "الصيف الحالي" مغاير عما كان قبلاً، فعلى صعيد الكويت، هنالك وجهات جديدة رغم أن الإقبال الشديد على تركيا بشكل خاص، فهي بمثابة بديل "مصر"، كما أن المسلسلات التركية لعبت دوراً في إعادة السياحة الى تركيا بعدما عزف عنها الخليجيون فترة طويلة.
وأشار الى أن بعض الاسر تطلب زيارة بعض المباني والقصور التي صورت بداخلها بعض المسلسلات، بالاضافة الى جزيرة الاميرات وقصور العثمانيين.
لكنه في ذات الوقت بيّن أن بعض السياح طلبوا حجوزات في أماكن لم يسمع عنها من قبل مثل "بموكالا" جزيرة الملح، وساحل البحر الأسود أو ما يعرف لدى الأتراك بـ"كارا دنيز"، حيث يربط الكثير من المدن منها ترابزون وريزا وأماسيا، والبعض طلب زيارة منطقة أوزنغول في جنوب ترابزون، حيث تشتهر ببحيرة الصنوبر.
وبيّن أن هنالك زبائن تأتي ومعها معلومات كثيرة عن الوجهة بعكس السابق، كنا نختار لهم أو نقدم لهم المشورة ونقنعهم بوجهات معينة، باعتبار أن لدينا اتفاقات تجارية مع فنادق ومكاتب سياحية، لكن اليوم الزبون ومن خلال "جوجل" لم يعد بحاجة الى مشورة بقدر ما يحتاج الى حجوزات فقط أو ترتيب برنامج هو يحدده.
أغرب الزبائن:
وعن أغرب زبون، قال كريم إن شباب كويتيين، حجزوا رحلة الى أمريكا الجنوبية، حيث تبدأ رحلتهم من فنزويلا الى كولومبيا ثم بوليفيا مروراً بالبرازيل وتنتهي في الارجنتين.وكانت لديهم صور لمعالم جميلة منها بحيرة تيتيكاكا في بوليفيا وجبال الانديز وسحر ساوباولو وغيرها.وأضاف "استغربت من سؤال أحد الشباب عن جسر زجاجي في كولورادو، ما اضطرني بالبحث عنه".
وأوضح أن أمريكا الجنوبية وبعض المناطق في إفريقيا، وكذلك شرق أوروبا وبلدان مثل كازخستان وطاجيكستان تعد من الوجهات الجديدة، بالاضافة الى الجزر الآسيوية التي تظل غامضة لدى الكثيرين، مؤكدا أنه لا يوجد مكان هو الافضل فلكل مكان سحره الخاص.
وأشار الى أن هنالك بعض الزبائن يقومون برحلات غريبة، فأحدهم طلب أن يزور غابات الماساي مارا في افريقيا، وآخر سافر الى مارتينيك وهي جزيرة بشرق البحر الكاريبي، وتعتبر من أجمل الجزر على الاطلاق.
تكاليف متفاوتةوحول الكلفة التي ينفقها بعض المسافرين، قال محمد "لا يمكن تحديد كلفة معينة، فهنالك رحلات تكلف ألف دولار، وأخرى تصل كلفتها الى 100 ألف دولار، خصوصا رحلات في قلب غابات الأمازون أو إلى قارة أمريكا الجنوبية وأطراف جزر الفيجي، وبعضهم يقوم بالسفر كمجموعات".
فهد الكندري مواطن كويتي، قال إنه سيسافر مع بداية يوليو الى ماليزيا، حيث سمع من أصحابه عن مدينة ملاهي تقع فوق الغيوم، وقام بالبحث عنها في جوجل، ولم يصدق ما رآه من جمال، فقام بالحجز لأسرته، فملاهي "جنتنج" تقع على سلسلة مرتفعات ويغطى الضباب الكثيف أحياناً معظم أرجاء المدينة، التي عبارة عن عالم صغير تتنقل بين لندن وفرنسا والصين وغيرها.
وأضاف الكندري لـ"العربية.نت" أنه يضع ميزانية قدرها 10 آلاف دولار لطوال الرحلة التي ستمتد لـ20 يوماً سيتنقل وأسرته في ماليزيا ويزور أبرز معالمها.لكنه أشار إلى أصحابه فضلوا السفر إلى جزر فيجي، ولولا ارتباطه بأسرته لسافر معهم، مؤكدا أنه يعشق اكتشاف الاماكن.
استثمار المناطق الخليجية:
بدر الحمادي من دبي، قال لـ"العربية.نت" إنه كان يتوجه في السنوات الاخيرة إلى شرق آسيا وقارة أستراليا، وقد قام برحلات الى جزر في شرق آسيا جميلة ولم تتلوث بعد، مضيفا: أنه قام بجولة العام الماضي في جزر بأندونيسيا ومنها جزيرة بونشاك، حيث تحتوي على قصور رائعة، لكنه هذا العام يتوجه إلى كازخستان، مشيراً الى أن عدداً من أصدقائه امتدحوا له الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي، خصوصاً رحلات الصيد.
لكن الحمادي من أشد المهتمين بالسياحة الخليجية، حيث قال إنه زار جزيرة سقطري في اليمن، ولم يصدق جمالها وتحوي أغرب النباتات والطيور في العالم وأندرها.
وأضاف الحمادي أن هنالك مناطق في السعودية والإمارات واليمن وعمان للأسف لم يتم استثمارها بشكل جيد، مبيناً أن هنالك مناطق سياحية في دول الخليج مناخها ربيعياً في الصيف، بل تشعر كما لو كنت في أوروبا.
وقال الحمادي إنه قام برحلة الى وادي جرزيز، فهو من أجمل مناطق الطبيعة في العالم، بالإضافة إلى أرخبيل صلالة، مؤكداً أن عمان لازالت مناطق بها لم تكتشف سياحياً، رغم أن الخليجيين بدؤوا في الآونة الاخيرة يهتمون في هذا الاتجاه.
ورأى أن دول الخليج تستطيع أن تستثمر مناطق كثيرة وتعتمد على هذا الجانب، الا أنه استغرب عدم اهتمام بعض الدول في هذا الجانب، وقال الحمادي إنه لا يهتم بكلفة "السفر" والرحلة السياحية بقدر اهتمامه بالاستمتاع في الرحلة، مؤكداً أنه أحياناً تكلفه بعض الرحلات أكثر من 60 ألف دولار، خصوصاً تلك التي تتعلق بتأجير يخوت وفلل معينة، مشيراً الى أن أوروبا خلال الصيف قد تصل تكلفة الاقامة فيها إلى أكثر من 80 الف دولار ناهيك عن المصاريف الأخرى.