بقلم : محمود كامل
لست فقيهاً في الإسلام ولا أدعي، ذلك أنني واحد من «عامة المسلمين» علمني أهلي الفرق بين «الحلال والحرام» مع تحذير من الدخول إلى منطقة «المتشابهات» أخذاً بالأحوط، وتعلمت كذلك الفرق بين «الصح.. والغلط»، وهي تعليمات تحولت بمرور السنين إلى جينات لا مهرب منها، إلى أن أوقعني «الإخوان المسلمون» في أيامنا هذه .
في منطقة الحيرة، والحيرة هي منطقة رمادية اللون بين اليقين وغرابة الواقع بما يختلف كثيراً عن «استفاقة القصد» الذي لا حيرة معه، وإن كنا –مسبقاً- نحسن الظن بهم إلى أن ظهروا على السطح في احتكاك عملي أبرز «الشبق» المرضي إلى السلطة تعويضاً عن سنوات حرمان لم نكن نحن طرفاً فيها! ورغم إيماني الكامل بأن «من غشنا فليس منا» إلا أنني أسال الذين هم أكثر علماً بفقه العقيدة وثوابتها، هل «خداع المسلمين» جائز في أبجديات الحياة اليومية؟ وهل من حسن الإسلام «شراء أصوات» بسطاء الناس بكيلو سكر أو زجاجة زيت أو كيلو مكرونة يحتاجون أياً منها لإطعام عيالهم.
وبدلاً من أن يقدمها الإخوان صدقة إلى الفقراء قدموها ثمناً لصوت انتخابي يحتاجه قادتهم للاستيلاء على الموقع الأخير للسلطة -موقع الرئيس- بعد أن انطلى خداعهم على الناس الذين ساعدوهم على الاستيلاء على موقعَي مجلسَي الشعب والشورى.وحقيقة الأمر أننا كمصريين –مسلمين ومسيحيين- قد صُدمنا في «الإخوانية الجشعة» التي أخرجت بشاعتها -أيام بعد الثورة- التي ادعوا القيام بها -في كذب على الله وعلى الحقيقة- حيث لم نرَ -طوال أيام التحرير- أياً من قياداتهم التي انتظرت إلى أن انبلج نهار الثورة، وسقط مبارك لإظهار ولائهم ذلك المشكوك فيه ضمن محاولاتهم لركوب كل الموجات الجديدة في البحار المصرية، التي بينها بالقطع موج يُغرق وإن كانوا جميعاً شطاراً في السباحة مع التيار وضده!اللهم يا من تعلم ما لا نعلم، ساعدنا بعلمك الذي أحاط بكل شيء على أن نحسن الاختيار، أو ولِّ علينا بفضلك من يصلح، فإن الأمر قد اختلط علينا ولك الحمد في أول الأمر وآخره!