Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

البترا.. عمل المرأة في السياحة.. تجربة متواضعة

البترا "المسلة" …. رغم الأهمية التي تشكلها السياحة في البترا، كونها القطاع الأساسي الرافد لاقتصادها المحلي، غير أن تجربة المرأة المحلية فيها ما زالت متواضعة، رغم النجاح الذي حققه البعض منهن.

ويلخص عدد من العاملين في القطاع أبرز التحديات التي تواجه عمل المرأة فيه؛ بنظرة المجتمع لهذا النوع من العمل وعدم نضوج التجربة المحلية، ما جعل السياحة من الأعمال غير المرغوب بها لدى المرأة.

وأسهمت هذه التحديات بتقليل إقبال الفتيات على العمل في السياحة، ما رفع نسبة البطالة في صفوف الإناث إلى (59%) من مجموع العاطلين عن العمل في البترا، بحسب دراسة أجراها مركز تعزيز الإنتاجية (إرادة).

ويؤكد مدير معهد التدريب المهني في البترا المهندس مصطفى الشلبي، أن التحدي الأول الذي يقف أمام عمل الفتيات في السياحة هو العادات والتقاليد الاجتماعية، رغم وجود فرص عمل مميزة يمكن أن تستفيد منها الفتيات.

ويبين أن هناك إقبالا جيدا من قبل الفتيات على التدريب في المركز، غير أن التحدي الذي يواجه تدريبهن هو فترة العمل الميداني في الفنادق والبالغة (6 شهور)، حيث يقبل القليل منهن على هذا التدريب، مؤكدا أن اللواتي أقبلن على التدريب الميداني سجلن قصص نجاح مميزة في العمل.

ويتفق معه محمود الفرجات مدير أحد الفنادق السياحية، الذي يرى أن ثقافة العيب التي كرسها المجتمع تجاه عمل الفتيات في السياحة والقطاع الفندقي بشكل خاص من أبرز أسباب عزوفهن عن العمل السياحي، رغم أن منظومة العمل في العديد من المؤسسات السياحية لا تختلف عن بقية القطاعات، يضاف اليها وجود نظام الحوافز.

ورغم هذه التحديات التي وقفت عائقا امام تقدم عمل المرأة المحلية في قطاع السياحة والفندقة، سجلت عدد من الفتيات اللواتي يعملن في القطاع قصص نجاح لا تقل أهمية عن نجاحات المرأة المحلية في بقية القطاعات.

قصص نجاح

تمكنت ديانا الهلالات العاملة في أحد الفنادق السياحية الكبرى، والتي مضى على عملها في الفندق (3 سنوات) من تحقيق قصة نجاح مكنتها من إكتساب خبرات ومهارات عملية هامة، متحدية بذلك العوائق التي تقف أمام عمل الفتيات في السياحة.

وتؤكد ديانا، أن عملها في القطاع الفندقي قد وفر لها فرصة عمل مكنتها من الاعتماد على الذات، واكسبتها مهارات جديدة جعلتها قادرة على أن تكون عضوا فاعلا في المجتمع والقطاع.

ولا تخفي ديانا حالة التردد التي لازمتها في الأيام الأولى للعمل، غير أن إصرارها على الاستمرارية جعلها تكتشف أن هذا العمل لا يقل أهمية عن غيره.

وتشير إلى أن ثقافة المجتمع تجاه عمل الفتيات في السياحة ما زالت سائدة، داعية المجتمع والمرأة إلى ضرورة تخطي هذا التحدي وطرق باب العمل السياحي والفندقي لما يوفره للمرأة من فرص عمل تتلاءم وخصوصيتها الشخصية والمجتمعية.

أما أسماء خليفات موظفة الحجوزات في أحد الفنادق، والتي عملت من قبل في أحد مكاتب السياحة والسفر لمدة (8 شهور)، فقد تمكنت هي الأخرى من تحقيق قصة نجاح بإرادتها وتحفيز أسرتها لها.

وتبين أن الراحة في العمل وعدم اختلاف منظومة الفنادق عن بقية المؤسسات، من الأسباب التي شجعتها على الاستمرارية فيه، داعية الفتيات والمجتمع إلى عدم الحكم على عمل المرأة في السياحة والفندقة مسبقا، لأن التجربة أثبتت وجود العديد من الأعمال الملائمة للفتيات في القطاع.

حال ديانا وأسماء هو حال عدد آخر من الفتيات اللواتي سطرن قصص نجاح في العمل السياحي والفندقي، متحديات بإرادتهن ثقافة العيب ونظرة المجتمع، ليكتشفن فيما بعد أن هذا العمل لا يختلف عن غيره.

مستقبل واعد لعمل المرأة في القطاع

قصص النجاح التي سجلتها الفتيات العاملات في قطاع السياحة والفندقة، تعطي مؤشرا أوليا على أن القطاع سيزخر بعمل المرأة مستقبلا، في ظل سعيه لاستقطاب المزيد منهن، وفي ضوء مراعاته لخصوصية عملها.

ويبين سعيد الشطني مدير شؤون الموظفين في أحد الفنادق الكبرى، أن هناك توجها لاستقطاب أكبر عدد من الإناث لكسر حاجز طغيان الذكور على العمل الفندقي من ناحية، ونظرا لحاجة العديد من الأقسام لوجود الفتيات.

ويؤكد أنه يتم اختيار الأقسام الملائمة التي يطغى على عملها الطابع الإداري لعمل الفتيات، بما يتلاءم مع خصوصية المجتمع وأخلاقياته.

ويشير إلى أن هناك معاملة خاصة للفتيات من خلال تقديم حوافر مادية ومعنوية لتحفيزهن على الاستمرار بالعمل.

ويدعو إلى ضرورة التوسع في برامج التوعية المجتمعية بأهمية عمل المرأة في القطاع السياحي والفرص التي يتيحها أمام الفتيات والتي لا تختلف عن الفرص التي تتيحها القطاعات الأخرى.

ويعتبر عيد النوافلة مدير أحد مكاتب السياحة والسفر، أن هناك توجها من قبل المرأة للعمل في السياحة خلال الآونة الأخيرة، إضافة إلى وجود الكفاءات القادرة على تطوير العمل في القطاع.

ويقول النوافلة: ان المرأة المحلية أثبتت قدرتها على الانجاز والابداع في العمل، متوقعا فاعلية عملها في السياحة خلال السنوات القادمة.

ويوضح أن قطاع السياحة يوفر العديد من الفرص الملائمة لعمل المرأة، وأن التوعية بأهمية هذا العمل والتوجه له من شأنه تقليل نسب البطالة في صفوف الفتيات، داعيا إلى ضرورة إيجاد برامج التدريب والتوعية الكافية لتحفيز الفتيات على العمل السياحي.

وشهدت البترا خلال السنوات الأخيرة، ندوات حوارية وورشا وبرامج للتوعية بالفرص الوظيفية التي يتيحها القطاع السياحي أمام الفتيات، وأهمية انخراط المرأة بالعمل في القطاع لأهميته الاقتصادية من ناحية، ولتوفر الفرص الملائمة فيه من ناحية أخرى.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله