عمان "المسلة" ….. يفتتح وزير السياحة والاثارنايف حميدي الفايز الخميس السابع عشرمن الشهر الجاري والذي يتزامن مع احتفالات العالم بيوم المتاحف العالمي تحت شعار "متاحف من أجل التوافق الاجتماعي ",مشروع اخفض متحف على سطح الارض والذي يقع في منطقه عين عباطه بالغور الصافي بمحاذاه كهف النبي لوط عليه السلام.
وياتي الاحتفال بهذا اليوم بهدف إظهار أهميتها في تطوير المجتمع وذلك من خلال برنامج غني للاحتفال وتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية وزيارات للمتاحف و يعود الاحتفال به إلى سنة 1977 حين صادق المجمع العام 12 للمجلس العالمي للمتاحف الذي انعقد بموسكو على تخليد هذا اليوم من أجل إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى أهمية المؤسسات المتحفية باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية.
وتاتي مشاركة الاردن العالم احتفاله ا باليوم العالمي للمتاحف , باعتبار أن هذه المؤسسات الثقافية الحضارية تقوم بدور مهم في التعريف بمختلف الثقافات والحضارات, و انها تشكل إحدى الركائز الأساسية للحفاظ على التراث والذاكرة الجماعية.
وكانت وزارة السياحة والاثار قد قامت بانشاء هذا المتحف بكلفة بلغت حوالي 990الف دينار بهدف خلق نقطة جذب سياحيه هامه تضاف الى الطريق السياحي الممتد من البحر الميت شمالا الى العقبة جنوبا ضمن منظومه المواقع الدينية الممتدة في غور الاردن والتي من اهمها ( موقع المغطس ومقامات واضرحة الصحابة رضوان الله عليهم وميناء هيرودس وربطها مع مواقع مادبا الشهيرة ومكاور الكرك لتشكل مع بعضها بانوراما تحكي قصة الزمان والمكان وتعيد لهذه المواقع حضورها على خريطة السياحة العالمية.
كما يهدف المتحف للتعريف بتاريخ منطقه المتحف كما سيكون مركزا علميا أكاديمي لغايات البحث العلمي في المنطقة .
ويضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية كالفخاريات والمعادن والنقوش والكتابات من العهد الحجري القديم وحتى العصور الاسلامية ، كما يضم مختبرا لفحص القطع الأثرية وترميمها اضافة الى وجود نزل لخدمة الباحثين يتسع لحولي 14 شخصا ووجود ساحات خارجية لعرض القطع الأثرية الكبيرة الحجم والأشجار المعروفة في تلك المنطقة لافتا الى أهمية هذا المتحف من خلال الدور الذي سيلعبه في الترويج السياحي لمنطقة الأغوار 800 متر.
ويعد كهف نبي الله لوط عليه السلام ابن أخ إبراهيم (عليه السلام) حيث تذكر كتب التفسير وقصص الأنبياء أنه جاء من العراق مع عمه إلى بلاد الشام ثم انفصل عنه ليختار الإقامة في الأردن ( سدوم وعموره وأدمه وصوغر ) للدعوة لله في هذه المدن كان أهلها ذوي اخلاق رديئة ويمارسون الفاحشة في نواديهم و يقطعون السبيل وقد ابتدعوا المنكرات ما لم يسبقهم اليه أحد من خلق الله فلم يستجيبوا لدعوة لوط و نصحه وهددوه بالرجم فبعث الله تعالى ملائكة لوط بأن أخرج وأهلك الا امرأتك فهي من الغابرين فأمطر الله عليهم حجارة من سجيل وقلبت ديارهم، والبحر الميت كان يعرف ببحر لوط ولم يكن على هذه الصورة بل نتج عن زلزال ضرب هذه البلاد فجعل عاليها سافلها وصارت أخفض منطقة في العالم ( 804 متر تحت سطح البحر )وقد لجأ لوط وأهله إلى هذا الكهف الذي أتخذ فيما بعد مكانا لتعبد المؤمنين الأوائل ثم تحول إلى دير (عين عباطه)، كما وجدت أمام هذا الكهف كنيسة بيزنطية يرجع تاريخها إلى القرن الخامس أرضيتها من الفسيفساء الجميل.
ويوجد على بعد 35كم من هذا المكان عمود جاف من الملح يعتقد أنه بقايا زوجة لوط التي عصت تحذير الله بعدم النظر إلى الخلف وهي تهرب من سدوم، وقد اكتشف هذا الموقع ضمن القراءات على خريطة الأرض المقدسة في مأدبا التي تشير إلى ذلك.
كما عثر في الموقع على ما يفيد أن هذا الكهف استخدم قبل فترة لوط (عليه السلام) بـ 1500 سنة،
والمتحف يقع جنوب شرق البحر الميت في منطقة الأغوار الجنوبية من أقدم المواقع الأثرية في العالم، وهو المكان الذي شهد عصر النبوة للنبيين ابراهيم ولوط عليهما السلام .وهو الشاهد الوحيد على عذاب قوم لوط الذين خسف بهم الله الأرض فجعل عاليها سافلها اذ يعود تاريخه الى 3150 قبل الميلاد.
ونجا سيدنا لوط وأهله الا امراته كما تروي الكتب السماوية بعد أن أُبلغ أمر ربه، فسرى بأهله بقطع من الليل لأن الله مهلك قومه ، نتيجة ما اقترفوا من معاص، فانحاز لوط عليه السلام الى الجبال الشرقية من منطقة سدوم المطلة على البحر الميت من جهة الشرق الى حيث الكهف الذي سمي باسمه.كهف النبي لوط عليه السلام،
اما الدير الملاصق له فقد بني في الفترة البيزنطية وتم الاعتناء به لاعتقادهم أنه الكهف الذي لجأ إليه النبي لوط عليه السلام، وهذا ما أشارت إليه نقوش حجرية عثر عليها في الموقع إضافة الى خريطة مأدبا الفسيفسائية التي اشارت الى موقع الكهف في هذه المنطقة الذي يقدر عمره بحوالي خمسة الآف عام وتم اكتشافه عام 1987 لكن لم يعلن عنه رسميا الا في ايلول عام 1991.كما دلت الحفريات الأثرية على وجود استيطان متصل في الموقع منذ العصر البرونزي المبكر أي حوالي خمسة آلاف عام حيث تم اكتشاف قبور داخل الكهف كما تم اكتشاف حجر أثري منقوش عليه باليونانية اسم النبي لوط تبعه اكتشاف الكهف والدير الملاصق له كما تم اكتشاف حجرين آخرين منقوش على احدهما ( ايها القديس لوط بارك خدامك) ما يؤكد ان هذا الموقع هو كهف النبي لوط عليه السلام.كان الموقع قد تعرض للانهيارات ما دفع القائمين عليه انذاك الى انشاء اقواس لحماية جزئه العلوي وتدمير ارضيته الفسيفسائية حيث تم جمعها مؤخرا ليصار الى عرضها في المتحف المجاور للكهف والذي يعرف بـ (متحف أخفض بقعة في العالم) .
وهذا الموقع شهد حضارات متعاقبة بدءا من العصر البرونزي المبكر والنبطي والبيزنطي وانتهاء بالعصر الاسلامي ما يؤكد قدسية المكان على مر العصور حيث بنيت كنيسة بجانبه محاطة ارضيتها بالفسيفساء واحتوت على نزل واماكن لاستقبال الزوار والمرافق العامة وبركتين لتجميع مياه الامطار كما كشفت الحفريات وجود ثلاث أرضيات فسيفسائية واحدة في الجزء الأمامي من الكنيسة وتعود للفترة الأموية ،كما عثر على مجموعة قيمة من اللقى الأثرية المتنوعة كالأوعية الفخارية وبعض القطع الخشبية إضافة إلى بعض أجزاء من الأقمشة النادرة.
وتوالبت أعمال البحث في الموقع كشفت المساحة الواسعة للكنيسة التي تكفي لاستيعاب الحجاج وتم ترميم الكنيسة في العام 691 الميلادي في الفترة الأموية ما بين (636- 750 م ) ووجود بركتين مقصورتين بمادة الجير تعمل على نقاء المياه وان البركتين كانتا مغطاتين بالاقواس لكنهما زالا بفعل عوامل الطبيعة مبينا ان المياه التي تجمع في البركة الاولى كانت لاستخدامات الدير اما الثانية فكانت لري المزروعات واعمال السقاية.
كهف لوط يحيط به العديد من المواقع الأثرية الغارقة في القدم كموقع (باب الذراع )الذي يضم مجموعة من المقابر التي تعود إلى الفترة البرونزية وموقع( خربة قيزون) الذي عثر فيه على أقمشة رومانية ونبطية وموقع (طواحين السكر) للفترة المملوكية ويشتمل على قنوات ومعاصر حجرية لاستخراج مادة السكر ، وموقع (تل الشيخ عيسى ) الذي يعود للفترة المملوكية ويضم مباني اسلامية استخدمت لتخزين جرار السكر مشيرا الى ربط كهف النبي لوط ب 400 درجة للوصول اليه في سفح الجبل .وحول متحف ( أخفض بقعة في العالم )