بقلم : محمود كامل
يدور في ذهني هذه الأيام أحد أبيات رائعة أم كلثوم القديمة «قصيدة الشك» بقولها: «أكاد أشك في نفسي، لأني أكاد أشك فيك وأنت مني»، ويرتبط ذلك البيت الشعري معي دائما عند النظر إلى «مرآة الحمام» عند حلاقة ذقني كل صباح.. ما اعرفش ليه! رغم أن بيني وبين «السحنة» التي أراها في المراية وئاما شديدا منذ رحلت أيام الشباب.. وملامحه في نوع من الرضا امتثالا لمقولة شعبية: «إذا جالك الغصب خذه بالرضا».. يعني ما باليد حيلة مع محاولة دائمة بإقناع نفسي بأن «الشعر الفضي» مفيش أجمل منه!
وينطبق قول أم كلثوم هذا على كل ما يدور حولي من أحداث عامة حارت فيها العقول، وتاهت الأفهام، حيث يختلط الصح بالغلط أحيانا، ويختلط «الغلط» بالصح في أحيان أخري -مع الفرق الكبير بين الخليطين- وإلا كيف نفسر التزايد الهائل في عدد الفقراء القابعين تحت خط الفقر مع تزايد -هائل برضه- في عدد الأثرياء الذين (يلعبون بالفلوس لعب، هُمَّه وعيالهم وأحفادهم)، وطبعا صانع ثروته من «حلال» ربنا يبارك له، أما الآخرون فلديهم ما ينتظرهم يوم يبعثون!
وضمن مرات كثيرة دعيت لأفراح شديدة الفخامة والبذخ في فنادق الـ»عشرة ستار» حيث يتم زواج «السلطة بالمال» في حفلات أكثر من أسطورية تتكلف الملايين بأطعمة مستوردة مباشرة من «مكسيم باريس» ومطربين أجانب مشاهير من كل العواصم لإحياء «الليلة الكبيرة» على رأي «صلاح جاهين»، وهي الليلة التي تُختتم مع تباشير الصباح حيث «ينفض المولد» فإذا ما التقيت بعد شهر أو شهرين بوالد العريس، أو والد العروس لأسال أيهما: إيه أخبار العرايس، ويا تري قّربت تبقى جدّ، لأفاجأ بالإجابة: يسمع من بقك ربنا.. بس العيال «اطّلّقوا» بعد أسبوعين!