بقلم : محمود كامل
معجب أنا دائماً بآراء وتعليقات صديقي عالم النفس الشهير “د. أحمد عكاشة” الذي انتقلت إليه صداقتي القديمة بشقيقه المثقف الكبير “الدكتور ثروت عكاشة” الذي رحل عنا منذ أيام، ومن بين أحدث ما قاله “الدكتور أحمد” تعليقاً على بلوغ عدد الذين سحبوا أوراق الترشح لرئاسة الجمهورية إلى “ألف” ساحب للاستمارة، بأنه يفسر ذلك، خاصة بأحاديث عدد منهم عن المنصب الرفيع، بأن 90 % من هؤلاء مصابون “باضطرابات نفسية” حيث يتصور بعضهم أنه “المهدي المنتظر”، وآخرون يتصورون أن “الرب بعثهم” للإنقاذ، ضمن أحلام تشبه الكوابيس كبست على أنفاسهم لسحب الاستمارة نجدةً لشعب مصر، ومن بينهم عدد لا بأس به مصاب -رغم شبشب الحمام- “بداء العظمة”، وهي أمراض يعرّفها “علم النفس” بأنها بارانويا، أو “انفصام في الشخصية” مع أن الكثيرين منهم يبدون -لمن لا يعلم- وكأنهم أناس طبيعيون، ويفسر الدكتور عكاشة الأمر أكثر بالقول إن كل مجتمعات العالم 20 % منها هي القادرة فقط على القيادة باعتبارهم الأكثر ذكاء وقدرة، وأن موضوع الحرية والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات أمر منافٍ تماماً لاختلاف البشر في القدرات والإمكانات، مطالباً بضرورة إخضاع جميع المرشحين المحتلمين لاختبارات نفسية للتأكد من سلامة قواهم العقلية، حتى لا نفاجأ بعد الوصول إلى كرسي الرئاسة بتصرف رئاسي “يودّي البلد في داهية”.
وقد وصف العالم النفسي الكبير كثرة أعداد الذين سحبوا استمارات الترشيح بأنه استهانة بالمنصب الرفيع والخطير، واهتزاز لاحترام الناس له، وقال متهكماً: إنها ظاهرة فريدة قد ندخل بها موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية.. حدّش عايز استمارة قبل ما نقفل الباب!