Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«وِش» الإنسان.. و«قفاه»!

«وِش» الإنسان.. و«قفاه»!

 

بقلم – محمود كامل

الفرق الوحيد بين الـ «وِش» والـ «قفا» أنَّ أحدهما «مقبل» والآخر «مدبر»، إلا أنَّ ما قاله قدامى المصريين في أمثالهم له منطق آخر أكثر تجسيماً من ظاهر الكلمات عندما قال المثل: «اللي ما يعجبك وشه.. يحوجك الزمن لـ «قفاه»، وهنا ندخل دائرة التعامل الإنساني بين فرد وآخر بتأكيد لا مفر منه بأنَّ «الزمان دوّار»، وأنَّ المسائل ليست بظواهرها، وأنَّ الخضوع للغضب من شخص ما في واقعة ما ليس محمود العواقب، وهو ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إياكم.. والغضب!

 

وفي وقائع حياتية كثيرة قد يؤدي ما يسمى بـ «الكيمياء الإنسانية» أن تكره إنساناً بلا سبب، أو تحب آخر -برضه- بلا سبب ليتلاقى الناس أو ينفضون ضمن أقدار قد تجمعهم أو تفرقهم، إلا أنَّ عبقرية التعامل الإنساني ألّا تتحول الكراهية بين امرئ وآخر إلى «حائط سد»، ولا تتحول المحبة والصداقة إلى «سبهللة» ليعرف منا من الأسرار ما يخص البيت وحده، أو نعرف من أسراره ما لا يصح ولا يليق، ذلك أنَّ الحدود مطلوبة في الحالين –الصداقة وانعدامها- وهو ما عبّر عنه شاعر قديم حكيم بما أتذكر جزءاً فقط من بيت شعره الذي يتحدث عن تلك الحدود التي قد تسمح للصديق عند تحوله عن الصداقة بأنه قد يكون أعلم بـ «المضرّة».

وفي الجانب الآخر -عدم المحبة- أن تترك بينك وبين من لم تحب خيطاً رفيعاً للعودة، ذلك أن دورات الزمان غير مضمونة، ففي واحدة من تلك الدورات قد يكون إنقاذ حياتك أو مستقبلك –أو مستقبل أي ممَّن تحبهم- في يد واحد من هؤلاء الذين لم تسترِح لهم يوماً، وقد تكون عودتك المضطرة –بغير شعرة الود التي تركتها بينك وبينه- نوعاً من النفاق مكشوف العورة، الذي يسيء دائماً للمضطر، ما لم يكن ذلك المذكور لديه من الأصالة والقدرة على الاستيعاب ما يسمح له بتقديم الخدمة المطلوبة، يكون حظك من السماء لو كان هذا الشخص ممن يؤمنون بأن «حاجة الناس إليكم من أفضال الله عليكم»!
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله