تدمر "المسلة" ….. أرسلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” بعثة خبراء في مهمة فورية إلى موقع التراث العالمي في تدمر بسوريا.
وقالت اليونسكو – في بيان امس الثلاثاء – إن الهدف الرئيسي من هذه المهمة، التي ترأستها مديرة مركز التراث العالمي، هو تقييم الحالة العامة لمدينة تدمر وتحديدا تدابير الحماية الواجب اتخاذها على الفور من خلال تقييم الأضرار التي تعرض لها كل من الموقع والمتحف على حد سواء.
وأضافت أن اللجنة ستحدد الشروط الأولية والمرجعية بالإضافة إلى كيفية التعاون مع المجتمع الدولي بهذا الشأن، في حين أن المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، قد أكدت، قبل إرسال البعثة، مبادئ اليونسكو التوجيهية قائلة: “تتجسد الأولوية المطلقة في مدينة تدمر بتقييم الأضرار وذلك بهدف تجنب خسارة أي من الآثار خسارة يصعب تداركها”.
وتابعت قائلة “لا بد من اتخاذ كل اجراءات الحيطة والحذر والمسؤولية خلال أي عملية مستقبلية في الموقع، ولا يمكن فصل مدينة تدمر عن غيرها من مواقع التراث في سوريا تماما، كما أنه لا يمكن فصل هذا التراث عن معاناة شعبه من نزاع ما زال قائما”.
وأوضحت المديرة العامة ان الوضع في مدينة تدمر يتطلب تعاونا وتوحيدا للجهود أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يستدعي وقفة جدية من كل الشركاء، وفي هذا الخصوص، ستنظم اليونسكو مؤتمر خبراء دولي لمناقشة تدابير الحماية الفورية في مواقع التراث الثقافي في سوريا وذلك في الفترة بين 2و 3 يونيو القادم.
يشار الى أنه تم إرسال بعثة التقييم الفورية في أعقاب كل من القرار الذي اعتمدته لجنة التراث العالمي في جلستها التاسعة والثلاثين التي عقدت في مدينة “بون” الألمانية في يونيو 2015، وقرار المجلس التنفيذي لليونسكو والذي تم اعتماده بالإجماع في الجلسة التاسعة والتسعين بعد المائة بشأن الدور الذي تضطلع به اليونسكو لحماية مدينة تدمر والحفاظ عليها على شاكلة غيرها من مواقع التراث العالمي في سوريا.
ومن أعضاء فريق هذه البعثة، مدير مكتب اليونسكو في بيروت بالإضافة إلى فريق عمل تقني من اليونسكو تقع على عاتقه مسؤولية تنفيذ مشروع “الحماية الطارئة لمواقع التراث الثقافي في سوريا” والممول من الاتحاد الأوروبي.
وستقدم البعثة للجنة التراث العالمي تقريراk عن المهام التي أنجزتها وذلك في الجلسة الأربعين للجنة والمقرر عقدها في العاصمة التركية إسطنبول في شهر يونيو 2016، وستتطرق البعثة في تقريرها إلى النتائج التي توصلت إليها، كما ستقدم توصيات خاصة فيما يتعلق باجراءات الحماية الواجب اتخاذها يدا بيد مع فريق إدارة الموقع بالإضافة إلى غيرهم من الأطراف المعنية.
يذكر أن موقع التراث في مدينة تدمر يشكل واحة في الصحراء السورية شمال شرق العاصمة دمشق، ويحتضن آثارا لمدينة عظيمة كانت من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم، ويشهد الفن المعماري في مدينة تدمر على عراقة الحضارات التي تعاقبت عليه خلال القرنين الأول والثاني، وتبرز آثار تدمر تمازج التقنيات اليونانية والرومانية مع التقاليد المحلية مع بعض اللمسات الفارسية.