Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

قرية مجدلون البستان بسوريا … خضرة دائمة ومياه عذبة على مدار العام

طرطوس " المسلة " … على سفوح سلسلة جبلية مكسوة بالغابات على بعد نحو 8 كيلو مترات إلى الغرب من مدينة صافيتا بمحافظة طرطوس تتوضع قرية مجدلون البستان بأراضيها المروية بينابيع المياه العذبة دائمة الجريان المنتشرة في أسفل هذه السفوح.

وحسب الروايات فإن تسمية مجدلون البستان تعود إلى كلمة مجد البستان وجنة البساتين نظراً للبساتين التي تميزها منذ القدم والتي تعتبر الأقدم في المنطقة والمحافظة وخاصة الحمضيات منها حيث ارتبطت هذه البساتين بوجود مصدرين ثابتين للماء هما عين الكنيسة وعين الكرم دائما الجريان إلى جانب بعض الينابيع الأخرى التي تستمر حتى بداية الصيف إضافة إلى نهر الغمقة الشتوي الذي يستمر حتى نهاية الربيع تقريباً وينتهي مصبه في مدينة طرطوس.

وبين أنيس إبراهيم من أهالي القرية إن قريته تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة حيث ظهرت فيها بعض الآثار الفينيقية والبيزنطية مثل مجموعة من الغرف والأروقة والطرق والحمامات والمنازل القديمة المغطاة بالتراب التي استفاد السكان الحاليون من حجارتها في بناء منازلهم.

وأشار إلى انه تم في عامي 1968 و 1969 اكتشاف حجرين الأول مستطيل الشكل مكتوب عليه بثلاث لغات منها اليونانية والرومانية والثاني بازلتي موشوري الشكل على وجوهه عدة رسوم منها أفعى منحوتة تقابلها امرأة عارية وعنقود عنب وطفل ونقل الحجران إلى متحف طرطوس.

وأوضح ابراهيم ان أهالي القرية استفادوا من الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها قريتهم وينابيع المياه العذبة المارة منها حيث اقاموا على جانبيها المتنزهات والاستراحات الشعبية التي يؤمها الناس من مختلف مناطق المحافظة بغية الاستمتاع بالطبيعة الخلابة والجو اللطيف بعيدا عن رطوبة البحر وبشكل خاص في فصل الصيف ومنها الاستراحات المقامة على جانبي نبع الكرم والذي تعود تسميته لكثرة كروم الحمضيات المجاورة له منذ القدم والتي تعتبر من اوائل الكروم واكبرها في المحافظة.

ولفت إلى ان أراضي القرية تتمتع بخصوبة كبيرة ساهمت في انتاجها الوفير المياه القادمة من نبع عين الكنيسة ذات الأهمية التاريخية المميزة حيث وجد على جانبيها الكثير من الاثار القديمة العائدة لأيام الفينيقيين كتلك المكتشفة في محيط النبع الموجود ضمن غرفة صخرية يتطلب الوصول إليها دخول سرداب صخري طويل حفر في نهايته جرف صخري لتجميع المياه يقدر ارتفاعه بثلاثة أمتار.

وأوضح ابراهيم ان الاهمية السياحية لمجدلون البستان تزداد بوجود غابة سرستان التي ترتفع نحو 400 متر عن سطح البحر وتشكل مقصدا لأهالي القرية والقرى الأخرى المجاورة لها للتمتع بربوعها دائمة الخضرة وهوائها النقي حيث تحتوي أنواعا مختلفة من الأشجار مثل السنديان الأوجي المميزة التي تتداخل باشجار القطلب والزعرور والزيتون والخرنوب والبلوط والنباتات الشوكية مثل الجربان والعجرم والريحان إضافة إلى الكثير من الحيوانات البرية الضارية والنادرة والزاحفة وأنواع متعددة من الطيور أهمها السمن والدرغل والحجل والشحرور والغراب والهدهد والباشق والنسر.

وبين أحمد منصور مختار القرية ان الأهالي يعتمدون بشكل اساسي على الزراعة كمصدر رزق لهم وينسقون أوقاتهم بما يسمح لكل منهم تقديم المساعدة للآخر وخاصة خلال عمليات قطاف الحمضيات والزيتون التي تحتاج إلى أعداد كبيرة من الايدي العاملة فضلا عن أن نساء القرية عرفن بانهن من أمهر مربيات دودة الحرير وصانعات المناديل الحريرية وذلك بسبب توفر المرعى المناسب لتربيتها وهي اشجار التوت المحبة للمياه.

ولفت إلى ان القرية وحسب الروايات المتناقلة سكنت منذ عصور قديمة كونها منطقة خصبة ذات مياه وفيرة الأمر الذي شجع على الهجرة اليها من مختلف المناطق السورية مؤكدا انها لم تخضع لسلطة الاقطاع المباشرة فأراضيها بقيت مسجلة بأسماء سكانها إضافة إلى شغفهم بالتحصيل العلمي منذ الخمسينيات حيث يحمل معظمهم شهادات علمية متميزة.

يشار إلى ان القرية تتبع إداريا لبلدية رأس الخشوفة1 ويبلغ عدد سكانها نحو 3000 نسمة وترتفع عن سطح البحر 300 متر وتضم عدة حارات سميت كل منها باسم العائلة التي تسكن فيها وهي عين الكرم والخربة والأوضا وبيت إحسا وبيت ليلى وبيت سكرية وبيت حربا.

المصدر : سانا


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله