اللاذقية " المسلة " … تشير المعطيات الأثرية إلى أن المدفن الأوغاريتي الذي اكتشف عام 1997 ويقع على بعد250 مترا إلى الجنوب من خليج مينة البيضا متوسطا أرضا زراعية واسعة يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد فضلا عن انه كان مخصصا لعائلة ذات مكانة اجتماعية مرموقة.
وتظهر مكتشفات المدفن الاثري ذات المحتوى والطراز الأوغاريتي العريق أن مملكة أوغاريت باللاذقية اقامت علاقات وتبادلات تجارية متينة مع كل من مصر و اليونان و قبرص وغيرها من الأماكن والدول القديمة.
مدير آثار اللاذقية الباحث جمال حيدر يقول إن المدفن الذي يقع دون مستوى الأراضي المجاورة بمترين بني من الحجر المنحوت بثمانية مداميك كانت تغطيه سبعة ألواح حجرية و هي بمثابة القفل للمدفن اما المدخل الى المدفن من الجهة الجنوبية فيتم النزول اليه بواسطة درجتين توءديان الى دهليز ضيق مسقوف ومن ثم إلى باب المدفن و منه إلى بهو مستطيل.
ويوضح حيدر أن أعمال التنقيب في المدفن بدأت بتنظيف الموقع من الأعشاب والنباتات و إزالة الطبقة السطحية فوقه ما أدى إلى ظهور معالم خمس طاقات موزعة على جدران المدفن الشرقي والغربي والشمالي واحتوت على لقى اثرية من البرونز و الفخار شكلت جزءا مهما من الاساس الجنائزي الذي عثر عليه داخل المدفن بينما تم تخصيص الجدار الجنوبي لباب المدفن.
ويضيف أن متابعة التنقيب في بهو المدفن كشفت عن مجموعة من اللقى الأثرية المتنوعة الشكل والحجم والاستخدام والمادة التي صنعت منها مبينا أنه عند التعمق في الحفر والاقتراب من الأرضية تم لحظ ازدياد كثافة البقايا العظمية المفتتة بفعل الرطوبة العالية اذ تم العثور على هيكل عظمي كان بحالة سليمة تقريبا احتفظ به كنموذج للدراسة.
وبين مدير الآثار أن أعمال تفريغ المدفن من محتوياته استمرت حتى الكشف عن أرضية مستوية مبلطة بالحجارة المنحوتة لافتا إلى أن آخر الخطوات التنقيبية تركزت في مدخل المدفن حيث تم العثور على مجموعة من القطع واللقى الاثرية كانت محفوظة بحالة جيدة.
ويشير الباحث حيدر إلى أن مجموع اللقى الأثرية التي تم العثور عليها هو 150 لقية أثرية البعض منها كامل والبعض تم ترميمه في حين أن جزءا تعذر ترميمه مبينا أن اللقى عبارة عن قطع فخارية كالجرار المتنوعة الأشكال و الأحجام و أباريق وصحون و طاسات و مطرات و دمية لثور و اخرى لكلب و قطع حجرية عبارة عن رؤوس مغازل و فرزات للزينة و قطع عظمية لهيكل عظمي و قطع عظمية مشغول عليها و تزيينات برونزية عبارة عن طاسات و قصعة ورؤوس سهام و خناجر و مشاحف و سنانير لصيد السمك و دمية لغزال و قطع رصاصية عبارة عن تقالات لشباك الصيد و أخرى فضية تضم خاتمين لنساء.
المصدر : سانا