بابل "المسلة"… ناقش مسؤولون وخبراء وأكاديميون واقع القطاع السياحي في بابل، مؤكدين انه قطاع متردٍ ومهمل ومتخلف ولا يرتقي إلى مكانة المحافظة من حيث وجود الأماكن الأثرية والدينية والسياحية.وقال ممثل هيئة السياحة الخبير مجيد العزاوي: لقد تم تشريع قانون وزارة السياحة والآثار من قبل مجلس النواب وسينفذ حال نشره بالجريدة الرسمية وهذا القانون أعاد هيكلية الوزارة حيث أصبحت هيئات للسياحة وأخرى للآثار ووكيل لكل واحد منهما، مؤكدا أن الوزارة تعمل على رسم السياحة والآثار ضمن خارطة علمية وتقوم بعمليات التدريب مع الهيئات الجامعية والحكومية وفتح المناطق والاهتمام بالتراث والآثار والتنقيب وان القطاع الخاص هو من يدير القطاعات بكل أنواعها.
وبين أن بابل لها تاريخ كبير أي أنها رمز تاريخ وديني، واللوم يقع على مجلس المحافظة والمحافظة للاهتمام بقطاع السياحة ويمكن أن تكون من أهم المحافظات جذبا للسياحة لكنها تفتقر للبنى التحتية من فنادق ومطاعم وطرق ومتاحف وكذلك توفير خطط سياحية.
من جانبه، قال رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة خالد عبيد حمزة : يمكن أن نضع خططاً علمية للاهتمام بهذا القطاع وأن تشارك كل القطاعات فيه، مبينا إن بابل تمتلك أكثر من 420 موقعا اثريا و400 موقع ديني، وان المواقع الأثرية ما زالت مهملة ومجلس المحافظة قام بخطوة جيدة عام 2007 وخصص مبالغ للتنقيب في ثلاثة مواقع أثرية وثلاثة أماكن تراثية.
مشيرا الى أن هناك خططا لترميم قصر بابل ومشروع بناء جزيرة المهناوية السياحية الذي يعد اكبر مشروع سياحي في العراق .
الى ذلك، قال نائب رئيس هيئة الاستثمار عباس الطائي: إن السياحة والآثار تشكل نفطا دائما للعراق، مشيرا إلى أن هيئة استثمار بابل وضعت خططا لمشاريع سياحية مميزة وكثيرة منها استثمار ضفاف شط الحلة من مدينة الحلة إلى سدة الهندية وبطول 22 كيلو مترا تقام عليها حدائق كازينوهات ومطاعم ومدن ألعاب وهناك فرصة استثمارية كبرى وهي جزيرة المهناوية السياحية القريبة من مدينة الحلة وتم اتخاذ الموافقات الخاصة بها من اغلب الجهات، وهي تضم فنادق ومسارح مطاعم وقاعات وفنادق للاجتماعات.
وبين إن هناك 7 فرص استثمارية لمشاريع سياحية من مدن العاب موزعة على مختلف أنحاء المحافظة، مؤكدا هناك محاولات لكي تكون هناك فرص استثمارية في قطاع الآثار إلا أننا صدمنا بالقوانين والأنظمة الخاصة بالآثار رغم الإمكانات الكثيرة إلا أننا لم نصل إلى نتيجة.
من جانبه أكد عضو لجنة الثقافة والإعلام في مجلس محافظة بابل فاهم مانع وجود موانع كثيرة لارتقاء بقطاع السياحة والآثار منها عدم وجود استقرار سياسي وأمني في البلد وصدور قانون وزارة السياحة والآثار.
إلى ذلك، قال مدير مركز بابل لتطوير مجتمع الأعمال صلاح بهية: إن اجتماعا لمجموعة قطاعات السياحة من الحكومة المحلية والقطاع الخاص وممثل صندوق الآثار العالمي عقد في بابل لمناقشة كيفية النهوض بالواقع السياحي لمدينة بابل الأثرية وقد تبلورت لدينا أفكار ورسم خارطة الطريق لتفعيل الواقع السياحي في مدينة بابل الأثرية والمحافظة والسير بخطوات منها العمل على إنشاء مركز إعلامي وموقع الكتروني سياحي يتم الإشراف عليه مباشرة من قبل المحافظة، وعمل ارتباطات مع الشركات السياحية العالمية عن طريق موقع الالكتروني والفيس بوك وتشجيع الصناعات اليدوية الفلكلورية وإقامة معارض تسويقية داخل مدينة بابل الأثرية وإقامة دورات تدريبية لكافة العاملين في القطاع السياحي من قيادات وكوادر وسطية من القطاع العام والخاص وتأسيس معهد بابل للسياحة والفندقة لغرض إعداد الكوادر المؤهلة للسياحة وإعداد كوادر مخصصة (دليل سياحي ) لمن يجيدون اللغات الأجنبية.
وأضاف بهية: من الأفكار الأخرى البحث عن مصادر التمويل المحلية والعالمية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على دفع العاطلين بالاتجاه نحو القطاع السياحي ودعمه من قبل الوزارة وتسهيل الحصول على قروض للمشاريع الصغيرة وإعادة النظر بتشريعات والتعليمات السابقة والعمل على اصدار قوانين جديدة وتأسيس مؤسسات جديدة تتلاءم والتطور الحاصل في هذا القطاع على المستوى العالمي والنظر بقانون هيئة السياحة العامة، فضلاً عن وضع تعليمات جديدة للجباية للدخول إلى مدينة بابل الأثرية والمناطق الأثرية في المحافظة يتلاءم والتسويق السياحي وإصدار تعليمات إلى دوائر الدولة لتقديم الخدمات إلى المناطق الأثرية (البلديات والكهرباء والاتصالات) ، ووضع خطط جديدة تتناسب والحركة السياحية وإعادة النظر بالمستويات العلمية والثقافية لرجال الأمن العاملين في المناطق السياحية والأثرية وتشكيل قسم خاص بالشرطة السياحية والأمن السياحي وفق المعايير العالمية .
وتابع : وكذلك فتح باب الاستثمار للمشاريع الصغيرة الخاصة بالخدمات السياحية وتسهيل حصولهم على قطع اراض صغيرة لتلك الخدمات وباسعار مناسبة مع وضع معايير سياحية وتشجيع الاستثمار المحلي والعالمي في الاماكن السياحية والإسراع بتأهيل فندق بابل السياحي لاستقبال الزائرين وإقامة المخيمات السياحية المؤقتة في حال حصول زخم وعمل قاعدة بيانات للقطاع السياحي وتشجيع القطاعات الخدمية (فنادق ومطاعم وشركات سياحية وشركات نقل)، على تشكيل روابط لتنظيم وتطوير القطاعات وفق المعايير العالمية ومواكبة التطورات وتشجيع الشركات السياحية على تطوير طرق الجذب السياحي من خلال فتح كل شركة بموقع الكتروني وإصدار البروشورات والخرائط السياحية واعتماد الأدلاء السياحيين وعمل برنامج سياحي وفتح القنوات مع الشركات السياحية العالمية وتشجيع السفرات المدرسية والجامعية والحركات الكشفية (الكشافة) لزيارة محافظة بابل والاطلاع على مواقعها الأثرية والدينية والسياحية.
المصدر: المدى العراقية