شهر نوفمبر شهد قدوم مليون و 700 الف سائح
القاهرة "المسلة"…. توقع وزير السياحة اللبناني فادي عبود يوم الاثنين ان ترتفع أعداد السياح القادمين الى لبنان بنسبة 20 بالمئة في 2012 لتعوض انخفاضا بنفس النسبة خلال العام الحالي…ورغم أن ثورات الربيع العربي لم تمر على لبنان الا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سوريا التي يمر عبرها عادة نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا الى لبنان.
وفضلا عن تداعيات ثورات المنطقة على قطاع السياحة المحلي شهد لبنان أزمة سياسية في بداية العام ادت الى الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. كما عاشت البلاد في النصف الاول من 2011 حالة توتر وترقب للقرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري والذي اتهم عند صدوره في يونيو حزيران أربعة عناصر من حزب الله بالاغتيال وهو ما نفاه الحزب.
وقال عبود في مقابلة هاتفية مع رويترز من القاهرة "توقعاتي ترتكز على وضع سياسي وأمني مستقرين. اتوقع أن تكون زيادة عدد السياح في العام 2012 بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع العام 2011 الذي شهد تراجعا بنسبة 20 بالمئة."
واوضح أن أعداد السياح حتى شهر نوفمبر تشرين الثاني بلغت حوالي مليون و 700 الف سائح أي بانخفاض نحو 200 الف عن العام 2010 حيث بلغت عدد السياح حولي مليون و900 الف.
وأضاف "توقعاتنا للعام 2012 خيرة (متفائلة) جدا. نحن نعتبر انفسنا وجهة سياحية مميزة جدا في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالموضوع الامني والاستقرار الذي ينعم به لبنان فبالتالي نحن نعتقد أن موسم الصيف (المقبل) والمواسم الاتية ستكون خيرة جدا."
ومضى يقول انه حتى نوفمبر كان هناك انخفاض حوالي 20 بالمئة بعدد السياح عن سنة 2010 "لكن فيما يتعلق بالانفاق توجد زيادة. ويقتصر انخفاض (اعداد الزوار) على السائح العربي ولكن توجد زيادة في انفاق السياح الاوروبيين والامريكيين والافريقيين."
وقال "انفاق السائح الذي يأتي برا أقل من انفاق الذي يدخل من المطار. فالاعداد التي خسرناها جراء سياح البر لم تؤثر كثيرا على الانفاق."
وأوضح الوزير أن السياحة في لبنان "تمثل 22 بالمئة من الدخل القومي. هذا الرقم كان العام الماضي ونحن هذا العام نتوقع برغم انخفاض العدد ان نبقى بنفس النسبة تقريبا" بفضل ارتفاع الانفاق.
وشهد اقتصاد لبنان نموا بطيئا هذا العام بلغ نحو اثنين بالمئة وهو أقل بكثير من مستويات تراوحت بين سبعة وثمانية بالمئة على مدى السنوات الاربع الماضية.
ولبنان واحد من أكثر البلدان مديونية في العالم اذ يبلغ الدين العام نحو 60 مليار دولار.
ويروج لبنان لنفسه منذ فترة طويلة كبلد متنوع يضم اثارا رومانية وكهوفا جيرية ومنتجعات وشواطيء وحياة ليلية صاخبة. ويركز في حملته الترويجية على المغتربين اللبنانيين والمنحدرين من أصل لبناني.
وقال ان أعداد السياح العرب الذين يأتون الى لبنان برا انخفض 90 بالمئة هذا العام مع الاضطرابات المستمرة منذ شهور في سوريا وهي الدولة المجاورة الوحيدة التي لها حدود مفتوحة مع لبنان.
اضاف "حوالي 300 الف سائح يأتون الى لبنان برا وبالطبع فان الانخفاض هو اكثر من 90 بالمئة… بدون أدنى شك الاحداث في سوريا كان لها تأثير مباشر على سوق السياحة في لبنان."
وقال عبود أن احصاءات حركة الركاب بمطار بيروت تشير الى ارتفاع في عدد الزوار بنسبة تتراوح بين ثلاثة وخمسة بالمئة.
ويواجه الرئيس السوري بشار الاسد منذ أكثر من ثمانية أشهر احتجاجات مناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما وتقول الامم المتحدة انها أسفرت عن سقوط أكثر من 4000 قتيل.
وقال وزير السياحة الذي قام بزيارة الى بلدان في امريكا الجنوبية لتوقيع اتفاقيات سياحية في اكتوبر تشرين الاول ان "الخطة الاولى والاساسية بالنسبة الى وزارة السياحة هي تنويع مصادر السياح والتركيز أكثر وأكثر على المنحدرين من أصل لبناني.
واضاف "في الزيارة الاخيرة الى أمريكا الجنوبية تبين أن عندنا أكثر من عشرة ملايين من أصل لبناني. فمن غير المستحيل ان يأتي مثلا نصف مليون سائح من امريكا اللاتينية الى لبنان سنويا."
ولكنه شدد على أن من المعوقات أمام السياحة في لبنان أسعار تذاكر السفر جوا حيث انها مرتفعة جدا مقارنة مع بلدان أخرى.
وقدم وزير السياحة مثلا على أن المغترب اللبناني اذا ما أراد زيارة بلاده مع عائلته فهو بحاجة الى ان يدفع ما بين 1200 و1300 دولار لكل تذكرة سفر. ووصف هذا الرقم بانه "مخيف جدا" وقال ان تذكرة السفر بين لندن- القاهرة أو لندن-لارناكا أو لندن-تل ابيب مثلا هي بنصف سعر تذكرة لندن- بيروت.
كما اشار الى عدم وجود رحلات مباشرة بين معظم بلدان أمريكا الجنوبية ولبنان مشيرا الى أن حوالي 200 الف ارجنتيني يزورون اسرائيل سنويا بينما لا يزيد عدد الزوار من الارجنتين للبنان عن حوالي 2000 زائر.
وتحدث عبود عن أهمية المؤتمرات الاقتصادية والفعاليات الثقافية التي تشهدها بيروت وخصوصا حفلات المطربة فيروز التي تجتذب العديد من السياح.
وقدمت فيروز في التاسع والعاشر من ديسمبر حفلتين في لبنان اجتذبت كل منهما نحو أربعة الاف شخص من اللبنانيين والعرب الذين طاروا الى بيروت خصيصا لهذه المناسبة.