التعليم أساس التنمية لـ 138 مليون من الفقراء
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر يعلن فوز فاضل حسن عابد مؤسس "براك" بجائزة WISE للتعليم وهي أول جائزة عالمية كبرى في مجال التعليم.
فاضل حسن عابد :"أسعى لعالم خال من جميع أشكال الاستغلال والتمييز. والتعليم هو خير طريق لهذا المسعى"
الدوحة "المسلة" خاص … حاز فاضل حسن عابد على جائزة وايز العالمية الأولى للتعليم تقديرا لتفانيه على مدى عشرين عاما في التخفيف من قسوة الفقر عبر التعليم.
وقد قدم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر لفاضل حسن عابد، ميدالية ذهبية مصممة خصيصا للجائزة كُتب عليها كلمة "التعليم" بأكثر من 50 لغة، وذلك أمام أكثر من 1300 مندوب في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العالمي الثالث للابتكار للتعليم (وايز) في الدوحة بتاريخ 1 نوفمبر.
لجنة تحكيم جائزة وايز 2011 هم:
• الدكتور جيمس اتش بيلينغتون، أمين مكتبة الكونغرس، الولايات المتحدة الأمريكية.
• سعادة نيلادي باندور، وزير العلوم والتكنولوجيا، وعضو البرلمان، أفريقيا الجنوبية.
• البروفسور جيفري دي ساكس، مدير معهد كوكب الأرض، جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
• السيدة فاطمة رفيق زكريا، رئيس مؤسسة مولانا أزاد لأمانة التعليم، الهند.
• سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني، رئيس مؤتمر وايـز، ورئيس لجنة تحكيم جائزة مؤتمر وايـز، مؤسسة قطـر، قطر.
رؤية: التعليم لتغيير حياة الفقراء.
ولد فاضل حسن عابد عام 1936 وأكمل تعليمه الثانوي في داكا ثم توجه إلى غلاسكو لمتابعة دراساته الجامعية. تابع دورات تدريبية في مجال إدارة المحاسبة في لندن وعاد إلى وطنه ليتولى منصب إدارة القسم المالي في "شركة شيل للنفط".
وخلال حرب استقلال بنغلادش عن باكستان عام 1971، عاد فاضل إلى المملكة المتحدة حيث جمع الأموال دعما لبلاده التي كانت تعيش صراعا داميا. وفي نهاية الصراع، اكتشف أن بلده الذي نال استقلاله حديثا قد تدمر. مستخدماً مدخراته الخاصة، أسس فاضل "لجنة بنغلادش للنهوض بالريف (براك)"، وأطلق حملة طويلة المدى لتحسين حياة الفرد من خلال تعليم المناطق الريفية الفقيرة، حملة طالت الآن ما يقرب 138 مليون شخص في 10 دول.
وقد طبقت "براك" مبدأ الاعتماد على الذات من خلال التعليم لمجموعة واسعة من قطاعات التنمية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأساسية والدعم الزراعي وحقوق الإنسان والخدمات القانونية، فضلا عن تمويل المشاريع الصغيرة وتنمية المؤسسات.
على مدى أكثر من 40 عاما، أصبحت "براك" واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية في مجال التعليم في العالم، وتساهم مباشرة في تعليم أكثر من 10 ملايين طالب في كافة المراحل التعليمية. كما تركز "براك" جهودها على توفير التعليم للأطفال والشباب الذين لم يحصلوا على نظام التعليم التقليدي.
حاليا، سجل ما يقارب 750,000 طفل، 70 بالمئة منهم من الفتيات، في المدارس الابتدائية الخاصة بـ "براك" في بنغلادش. حيث تعد معدلات النجاح أعلى بكثير مما هي عليه في المدارس الابتدائية الرسمية ومن المفترض أن يواصل الجميع تعليمهم في المدارس الثانوية. وقد توسعت أعمال "براك" لتشمل مرحلة ما قبل الابتدائية والمرحلة الابتدائية والتعليم المستمر، كما أنشأت مركزا لتنمية اليافعين مخصصا للفتيات.
ومن الجدير بالذكر بأن "براك" كيفت برامجها لتتلاءم مع مجتمعات عدد من البلدان الأخرى في أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى عبر إنشاء 11,000 مدرسة. ففي أفغانستان لوحدها أنشأت "براك" 4000 مدرسة ابتدائية، وقد تخرج أكثر من 122,000 طالب، 84 بالمئة منهم من الفتيات. وحاليا، سجل ما يزيد عن 125,000 طالب في هذه المدارس.
وتحت قيادة فاضل حسن عابد، واصلت "براك" تطورها وتجاربها ونموها بالتعاون مع الشركاء كما واصلت تكيّف وملائمة خبراتها لتعزز الاندماج الاجتماعي وقدرات الإنسان وزيادة فرص تطوره.
عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" :
يعتبر مؤتمر وايز مخصص لبناء مستقبل التعليم من خلال الابتكار. اطلقت مؤسسة قطر هذه المبادرة عام 2009 تحت رعاية صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر. وتكمن مهمة المؤتمر في معالجة التحديات التي تواجه التعليم في القرن الحادي والعشرين ووضع حلول عملية ومستدامة. يعقد وايز كل عام قمة دولية توفر منصة فريدة من نوعها ومكان التقاء لقادة الفكر والخبراء من كافة القطاعات لتبادل الأفكار الجديدة حول للتعليم في ظل عالمنا السريع التغيُّر. كما يُعد مؤتمر القمة مبادرة على مدار السنة مخصصة لتوسيع نطاق الحوار والتوصل إلى أبعد من الحلقات التقليدية للأسرة التعليمية من أجل تعزيز وتنفيذ أعمال ملموسة. وسوف يعقد مؤتمر القمة "وايز" 2011، في العاصمة القطرية، الدوحة خلال الفترة من 1 – 3 نوفمبر 2011. للمزيد من المعلومات الرجاء زيارة موقع "وايز" الالكتروني .
أسس فاضل حسن عابد "براك" والمعروفة سابقا باسم "لجنة بنغلادش للنهوض بالريف" عام 1972 لمعالجة آثار الأزمات الإنسانية، التي تلت كفاحا طويلا في سبيل الاستقلال عن باكستان. وعلى مدى العقود الأربعة التالية، بنى أكبر منظمة غير الحكومية في العالم واكثرها فاعلية بمساعدة 120,000 عامل، مستنداً على مبدأ تعزيز قدرات الناس على التطور كأفراد، وفي إدارة ورعاية أسرهم والمساهمة في مجتمعاتهم. وقد وصلت انشطة المنظمة التعلمية والتعليمية الآن إلى ما يقارب 140 مليون شخص في 10 دول آسيوية وإفريقية و من أمريكا الوسطى. وبتوجيه من فاضل حسن عابد حصل الكثير منهم على الأدوات اللازمة لإنشاء مؤسسات تجارية صغيرة خاصة بهم، منهم من عمل في مجال الصحة أو ساهم في تعليم أجيال من الأطفال. ولتحقيق هذا الانجاز الكبير، قام السيد فاضل بتأسس شبكات دولية من أفراد ومنظمات ومؤسسات حكومية معنية بالشأن نفسه.
وتعد "براك" واحدة من أكبر المؤسسات غير الحكومية في مجال التعليم في العالم، وتساهم مباشرة في تعليم أكثر من 10 ملايين طالب في مراحل ما قبل الابتدائية والابتدائية والثانوية، وتركز جهودها على توفير التعليم للأطفال والشباب الذين لم يحصلوا على نظام التعليم التقليدي.
وفي معرض كلامه عن الفائز، قال الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني رئيس مؤتمر "وايز":
"تجسد حياة فاضل حسن عابد ونشاطاته قيم وايز. فقد ادرك بأن التعليم يعد بمثابة جواز سفر للاندماج الاجتماعي وتوفير إمكانيات النجاح. حيث اكتشف صيغة ناجحة، وقام بتكييفها لتتلاءم مع المجتمعات المختلفة وبتوسيع انتشارها، في بنغلادش أولا ومن ثم في بلدان أخرى. وكنتيجة مباشرة، يعيش الملايين من الناس حول العالم بصحة أفضل، وسعادة أكبر وحياة أكثر إنتاجية. اذ تعتبر رؤيته وعمله الدؤوب وإصراره الدائم مكونات حيوية في عملية الابتكار، ويقف مثالا لنا ولكل الذين يؤمنون بأن التعليم، أكثر من أي شيء آخر، يحدد مصير الأفراد والمجتمعات، الامر الذي دعا لجنة التحكيم فيه خير مثال لنيل جائزة وايز"
وفور فوزه بالجائزة، قال فاضل حسن عابد "أود أن أشكر مؤسسة قطر لتخصيص هذه الجائزة الرائعة وعلى تكريمي و "براك" بالحصول على جائزة وايز الأولى. لقد اكتشفت مرارا وتكرارا، اثناء أربعة عقود من عملي مع "براك"، بأن التعليم هو الحافز الأساسي للتغيير".
تم الإعلان عن تخصيص جائزة "وايز"، باعتبارها منحة كبرى تقديراً لفرد أو فريق تميز بمساهمة بارزة في مجال التعليم على مستوى العالم، في ختام قمة "وايز" السابقة في ديسمبر 2010. فبالإضافة إلى الميدالية الذهبية، يحصل الفائز على جائزة مالية قدرها 500,000 دولار أمريكي.
وبدعوة عالمية لحث المبدعين في مجال التعليم على الترشيح للحصول على الجائزة، اقامت لجنة دولية مميزة تتألف من 11 خبيرا تربويا تقييما أوليا، ثم اخذت لجنة تحكيم رفيعة المستوى من خمسة أفراد بارزين، برئاسة سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني، القرار النهائي.