Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

بداية مبهرة لبرنامج التدريب علي الخدمات السياحية. بقلم جلال دويدار

بقلم‮ :‬‮ ‬جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين

ما هو الفرق بين مقصد سياحي ومقصد آخر؟ كيف يمكن الفوز في عملية التنافس من أجل الحصول علي أكبر عدد من السياح وتعظيم العائد المحقق بالعملات الحرة؟


ليس جديدا القول إن المقومات التراثية والحضارية تحتل عنصرا مهما في تحقيق هذا الهدف‮.. ‬ولكن من ناحية أخري أصبح معروفا أن النتائج ـ ونظرا للتطورات الاجتماعية والثقافية ــ تتسم بمحدودية الاعداد والعائد‮ . ‬إن الاهتمامات أصبحت تتجه ومنذ حوالي أربعة عقود نحو الأنشطة الترويحية وفي مقدمتها السياحة الشاطئية لقضاء الاجازات التي تأتي علي هامشها زيارة المعالم الأثرية والتاريخية‮.‬
‮> > >‬
ولأن رقعة ممارسة هذه النوعية السياحية قد اتسعت لتشمل العديد من الدول التي تتوافر لها امكانات الجذب‮.. ‬فقد كان من الطبيعي ان تحتدم المنافسة بين هذه الدول من أجل تحفيز السياح علي تفضيل مقصد عن‮ ‬غيره‮. ‬من هنا جاء الاهتمام بالارتفاع بمستوي الخدمات التي توفر للسائح أكبر قدر من‮ »‬التدليل‮« ‬وهو الأمر الذي يدفعه إلي أن‮ ‬يزيد من انفاقه‮. ‬يدخل ضمن هذه الخدمات توافر الأمن والأمان في كل مكان يذهب إليه وعند استخدام وسائل النقل إلي جانب الإحساس بالترحيب والتودد من كل الذين يتعاملون معه خلال رحلته‮. ‬كما يأتي في مقدمة الخدمات التي يتأثر بها السائح بشكل كبير‮.. ‬الطعام الذي يقدم إليه ويتوافق مع مزاجه ونزعة التذوق عنده‮. ‬بالطبع فإنه وحتي يمكن الوصول إلي هذا الهدف فإن ذلك يحتاج إلي تعظيم الامكانات بالمعرفة والتدريب والدراسة القائمة علي الاحتراف والممارسة‮.‬
‮> > >‬
في‮ ‬هذا المجال استطاعت مصر من خلال امكاناتها الحضارية والتراثية والمناخية والترويحية ان تقفز بعدد السياح في عام ‮٠١٠٢ ‬إلي ما يقرب من ‮٥١ ‬مليون سائح حققوا دخلا من العملات الحرة‮ ‬وفقا للإحصائيات البنكية قدرة ‮٥.٢١ ‬مليار دولار‮. ‬ويقول الخبراء إن هذا الرقم قد يصل إلي ‮٠٢ ‬مليار دولار إذا ما أضيفت إليه المعاملات السياحية التي تتم خارج البنوك‮. ‬هذا الدخل الضخم إلي جانب ما تحققه قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج والارتفاع في حصيلة الصادرات كان كفيلا بمنح الجنيه المصري القوة اللازمة للصمود في المضاربات علي أسعار العملات الأجنبية إلي جانب المساهمة في تمويل شراء الاحتياجات المعيشية اللازمة للإنتاج والحياة‮.‬
‮> > >‬
إيمانا بأهمية التدريب ودوره في الارتقاء بالخدمات التي يتطلع إليها السائح كان لابد من توجيه الاهتمام إلي هذا الجانب من قبل أجهزة السياحة‮. ‬جاءت المبادرة منذ عدة سنوات من جانب الاتحاد العام للغرف السياحية بدعم وتمويل من صندوق السياحة يقدر بـ ‮٥٦ ‬مليون جنيه‮. ‬جاء علي رأس البرامج التدريبية المتقدمة والتي تجاري أحدث ما وصل إليه العالم إقامة أكبر مركز في العالم والشرق الأوسط للتدريب علي قيادة السيارات خاصة الحافلات السياحية‮.‬
‮ ‬بدأت عملية إنشاء هذا المركز في مدينة ‮٥١ ‬مايو علي مساحة هائلة وتمت الاستعانة بالخبرات العالمية لتجهيزه وإعداده‮. ‬وتجري حاليا اللمسات الأخيرة لافتتاحه وتشغيله في الشهر القادم‮.‬
‮> > >‬
وفي يوم الأحد الماضي شهد مبني أكاديمية أخبار اليوم في مدينة ‮٦ ‬أكتوبر فاتحة مبهرة للإنجازات في مجال التدريب المتقدم‮. ‬لقد تمثلت هذه الخطوة في افتتاح أول مركزين في الشرق الأوسط لإعداد الطهاة اللازمين لسد حاجة الفنادق والمطاعم السياحية التي تعد وكما ذكرت عنصرا مهما وفعالا في معركة المنافسة علي اجتذاب السياح‮.‬
تمثلت مساهمة أكاديمية أخبار اليوم في إنجاز هذا المشروع بتقديم المقر بأحد المباني التابعة لها‮. ‬وكان في مقدمة الحضور في حفل الافتتاح محمد بركات رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم والدكتور أحمد زكي بدر رئيس أكاديمية أخبار اليوم وهشام زعزوع مساعد وزير السياحة وإلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية وأعضاء مجلس الإدارة ولفيف من كبار العاملين في السياحة والفندقة بالإضافة إلي حسين بدران المسئول عن برامج التدريب‮.‬
‮> > >‬
شمل برنامج الحفل كلمات كل من‮ ‬محمد بركات وهشام زعزوع وإلهامي الزيات‮. ‬وتركزت كلها حول دور وأهمية السياحة للاقتصاد القومي بينما تحدث إلهامي الزيات وحسين بدران عن استراتيجية التدريب والتي تستهدف تأهيل العاملين في كل الأنشطة السياحية‮. ‬أشاروا إلي ان الدفعة الأولي التي بدأت التدريب في مركز إعداد الطهاة تضم ‮٥٠٢ ‬دارسين وأن هذا البرنامج يتضمن تخريج ‮٠٠٥ ‬دارس كل سنة‮. ‬ولن يقتصر توفير الخريجين علي المشروعات في مصر بل من المنتظر ونظرا لنقص العمالة في هذا المجال علي مستوي الشرق الأوسط ان تتخاطفهم المشروعات السياحية في الدول العربية أيضا‮. ‬ويقول حسين بدران إن الخريج الواحد يتكلف إعداده ‮٠١ ‬آلاف جنيه‮.‬
لا جدال ان هذا البرنامج السياحي الطموح يعد المشروع الأول علي مستوي الجمهورية في مجال التدريب‮.. ‬ومن المتوقع ان تنعكس نتائجه إيجابا علي الاقتصاد القومي‮.‬

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله