ويأتي الإجتماع الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس بحضور هانز دورفيل مدير الشؤون الاستراتيجية في المنظمة الدولية .. في إطار تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي المادي والمعنوي لإمارة أبوظبي والدولة بشكل عام.
وصرح محمد خلف المزروعي أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حققت تطورا كبيرا في مجال صون التراث وتعزيز جهود وآليات الحفاظ عليه حيث أنجزت حوالي /300/ بحث ودراسة حول تراث إمارة أبوظبي ووثقت أكثر من /400/ عنصر تراثي و/14/ ألف صورة توثق لمفردات التراث بجانب العشرات من الأفلام التسجيلية والتوثيقية.
وأشار إلى تأسيس الهيئة لفرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية للمحافظة على التراث الإماراتي الأصيل وخاصة العيالة والحربية والتغرودة واستطاعت الفرقة خلال فترة وجيزة تبوأ مكانة متميزة على الصعيد المحلي إضافة إلى مشاركتها في فعاليات متعددة داخل الدولة وخارجها.
وقال المزروعي إن الهيئة تواصل في إطار تعاونها الإستراتيجي مع منظمة اليونسكو ترجمة نخبة من إصدارات اليونسكو إلى اللغة العربية في خطوة تعزز مسيرة التعاون بين دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم لخدمة الثقافة الإنسانية بصفة عامة والتراث الإنساني بصفة خاصة.
وأوضح أن ترجمة بعض الإصدارات يسهم في إطلاع شريحة واسعة من المهتمين والمتخصصين بالتراث على الإنجازات التي تحققها اليونسكو في مجال رعاية الثقافة الإنسانية والتراث الثقافي كعنصر بارز فيها إضافة للتعريف بثقافات الشعوب الأخرى وموروثها الشعبي بشتى صوره وأشكاله .. لافتا إلى أن هذه الإصدارات المترجمة تشكل نافذة جديدة تطل من خلالها اليونسكو على قرائها في العالم العربي بلغتهم وثقافتهم الأساسية.
وقال مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن الهيئة تكثف جهودها حاليا لتسجيل عدد من ركائز التراث الوطني المتفردة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو وفي مقدمتها حرفة " السدو " التي تمثل مهارات النسيج التقليدية والألعاب الشعبية وفن العيالة وتراث التغرودة.
وأشار إلى أن الخبراء والباحثين في التراث المعنوي في الهيئة قد أعدوا قوائم جرد لحوالي /400/ عنصر من بين عناصر التراث الثقافي غير المادي في الدولة ضمن الإجراءات التي تتطلبها اليونسكو لاعتمادها في القائمة التمثيلية لديها.
من جهتها أشادت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" خلال أعمال اجتماعات المؤتمر العام لليونسكو يوم الاثنين الماضي بالجهود المتواصلة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لحماية ورعاية وترويج التراث الثقافي لإمارة أبوظبي والإمارات ككل الأمر الذي ساهم في تحقيق اعتراف دولي بـ " القيمة العالمية الاستثنائية " لهذه الثقافة عبر إدراج المواقع الثقافية في مدينة العين على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في يونيو الماضي وكذلك إدراج الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في نوفمبر 2010 بفضل جهود /12/ دولة عربية وأجنبية قادتها دولة الإمارات.
وضمن توجهات منظمة اليونسكو في بناء القدرات الوطنية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ورشة تدريب للمدربين في العالم العربي في إبريل الماضي حيث تم تأهيل /11/ خبيرا إماراتيا ليصبحوا مدربين مؤهلين ومعتمدين من اليونسكو في مجال التراث المعنوي.
وكانت دولة الامارات قد وقعت وسلطنة عمان خلال شهر مارس الماضي على الملف الخاص بالتغرودة والعيالة لرفعه بشكل مشترك لمنظمة اليونيسكو لتسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي وتم تقديم الملف لليونسكو على أن تبحثه لجنة الخبراء وفق جدول أعمالها لتقييمه. والمتوقع أن يتم إعلان منظمة اليونسكو عن قائمة جديدة لعناصر التراث غير المادي على مستوى العالم خلال شهر نوفمبر المقبل في جزيرة " بالي " في إندونيسيا.
باريس " المسلة " … بحث محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وكيشور راو مدير مركز التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " .. سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
