Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الأقصر تتشح بالسواد ,, حدادا على شهيد الحدود

 

أبناء ارمنت الحيط : دماء عماد لن تذهب هدرا

عماد يتبقى له أسابيع قليله على انهاء خدمته ,, وكان يستعد للسفر للسودان

اختار فتاة لخطبتها ولم يخبرا احد عن اسمها احد

الاقصر – محمد عبد اللطيف الصغير … المكان مدينة ارمنت الحيط التاريخية غرب الأقصر , الزمان الواحدة والثلث ظهرا , الحدث مدخل المدينة او كما يطلق عليه الاهالى هناك كوبري السيما الذى يكتظ دائما بمئات البائعين وعربات السرفيس يبدو هادئ تماما الا من بعض الصبيه الذين هربوا من حرارة الجو الى احد المصارف , مسلمى ارمنت خرجوا من صلاة الظهر بمسجدى البصرى والزلفى على صراخ وعويل ينبعث من درب ضيق بالقرب من اطلال معبد ارمنت التاريخى , نساء المدينة اتشحت بالسواد , الفقيد لا يخص ارمنت فقط هذه المرة بل هو فقيد وشهيد مصر عماد عبد الملاك شحاتة 21 عاما الذى توفى متأثرا بجراحه التى أصيب بها قبل أسبوعين اثر الهجوم البربري لإسرائيل على الحدود المصرية , العشرات من اهالى القرية من المسيحيين والمسلمين تجمعوا بالقرب من منزل الشهيد المجاور لمقام سيدى البصرى غير مصدقين خبر وفاته , جميعهم كان يراودهم الأمل فى ان يعود عماد ليوزع ابتساماته المعهودة على الجميع ولكن القدر كان أسرع من امال أصدقائه ومحبيه بعد معاناة شديدة مع الم الإصابة التى أنهكت جسده النحيل .

ذهبنا الى منزل الشهيد عقب سماع خبر الوفاة والتقينا بأشقائه وعدداً من اقاربه وأصدقائه وجيرانه .مايكل عبد الملاك 29 عام الشقيق الأكبر للشهيد أكد ان عماد كان يتمتع بحب جميع أبناء المدينة نظرا لطبيعته الهادئة ومشاركته الدائمة لاقاربه وجيرانه وأصدقائه من المسلمين والمسيحيين فى الأفراح والاتراح, وأضاف مايكل ان الشهيد التحق بالخدمة العسكرية فى شهر مايو عام 2009 وكان يتبقى له أسابيع قليلة على انهاء الخدمة وفى أخر أجازة للشهيد قبل أحداث سيناء ببضعة ايام اتفق مع شقيقه الأوسط رامى على السفر معه حيث يعمل بالسودان ليقوم بتكوين نفسه والزواج من فتاة حددها خلال زيارته الأخيرة ورفض ان يخبر عنها احدا .

 وأشار مايكل ان الشهيد كان قبل التحاقه بالخدمة العسكرية مثل الغالبية من أبناء الاقصر فى مجال السياحة لمساعدة والده الذى يعمل مسعفا فى ارمنت .

امجد فوزي خال الشهيد أكد ان عماد كان يمتلك شجاعة لا مثيل لها وكان يؤكد دائماً انه على استعداد لان يفدى تراب الوطن بروحه ودمه وكان يعلم مدى خطورة الموقف على الحدود الا انه كان دائماً يقول انه على أتم الاستعداد لأى مواجهه من أى نوع, وعن تفاصيل الساعات الأولى بعد إصابة عماد أكد فوزى ان والده فور سماعه لخبر اشتباكات سيناء فى احد المحطات الفضائية قام على الفور بالاتصال بعماد ورد على الهاتف احد العمداء وأكد لوالده ان ابنه بصحة جيدة ولم يصبه سوء وهو فى الخدمة الان الا ان قلب والده كان يشعر ان نجله أصابه مكروه ما فعاود الاتصال مرة أخرى بعد بضعة دقائق ليأتي صوت عماد المبهج دائماً خافتاً وساكناً على غير العادة ليخبره انه بصحة جيدة وانه كان بعيدا عن هذه الأحداث , الا ان والده ووالدته واشقائه أحسوا ان عماد يتحدث بصعوبة بالغة وهو ما تأكد لهم فى صباح اليوم التالي عندما تحدث لهم احد قادة كتيبة عماد ليخبرهم باصابتة بطلقتين أسفل ساقه واعلي الركبة فتوجه على الفور أكثر من 20 فرداً من ابناء ارمنت الى مستشفى العريش الا ان الخدمة الطيبة السيئة تسببت فى تدهور حالته الصحية قبل ان يتم نقلة الى المستشفى العسكري بكوبري القبة ليكتشف الأطباء هناك انه مصاب بطلقة دمرت القولون تماما وأحدثت نزيفا داخليا جعل عماد يدخل فى غيبوبة دائمة وتم إجراء 4 عمليات جراحية الا ان حالته ساءت تماما خلال الأيام الماضية ليلقى وجه ربه صباح يوم السبت .
 

ويقول بصري احمد سيد احد جيران الشهيد ان عماد كان يتمتع بدماثة خلق وكان دائم التواجد فى جميع المناسبات ولم يكن له اى خلاف مع احد لذلك مسلمى ارمنت قبل مسيحيها حزنوا لوفاته الا انهم يعلمون ان دماء عماد لن تذهب هباء وأعلن بصرى ان المئات من اهالى ارمنت الحيط والقرى المجاورة قد شاركوا فى تشييع الجثمان .

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله