تستعد إمارة دبي لاستقبال موسم المعارض والمؤتمرات الذي يلي عادة فترة من الهدوء النسبي التي تسود خلال فصل الصيف حيث بدأت الفنادق تكثيف جهودها لاستقطاب الشركات العالمية والإقليمية التي تحرص على المشاركة في الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الإمارة بصفة دورية وتمثل طفرات يعول عليها القطاع الفندقي سنوياً .
وباتت سياحة المعارض والمؤتمرات تستحوذ على أكثر من 55% من إجمالي أعمال القطاع الفندقي في دبي، وتشكل العمود الفقري لإشغال الغرف الفندقية، وتؤدي دوراً كبيراً في تنشيط حركة التسوق ومبيعات التجزئة في الإمارة .
قالت مصادر عاملة في القطاع الفندقي في دبي إن فنادق الإمارة تستقبل موسم المؤتمرات والمعارض من خلال توفير كافة الخدمات والتسهيلات التي يحتاج إليها العارضون، وتوقعت أن يرتفع متوسط نسب إشغال القطاع الفندقي إلى 85% بالإضافة إلى أن العائد على الغرف يصل إلى مستويات مرتفعة بسبب ارتفاع الأسعار في ظل زيادة الطلب .
أوضحت مصادر عاملة في القطاع أن الإمارات أصبحت من أفضل دول المنطقة في مجال توفير خدمات تنظيم واستضافة المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية والأحداث الكبرى الاقتصادية والثقافية والفنية، بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية متطورة، تم إنشاؤها على مدى السنوات القليلة الماضية .
وتوقعت المصادر أن تشهد سياحة الحوافز والمؤتمرات نمواً ملحوظاً خلال العام الجاري، بحسب الحجوزات التي وصلتهم في النصف الاول من العام الجاري والتي تشير الى نمو قطاع المعارض والمؤتمرات بنسبة كبيرة تتراوح بين 10% إلى 20% خلال العام الجاري، لا سيما مع نمو المعارض والمؤتمرات بصفة مستمرة في دبي .
وقال معين سرحان المدير العام لفندق “ميلينيوم بلازا” إن المعارض التي تقام في دبي بشكل خاص والدولة بشكل عام، وصلت إلى مراحل متقدمة وتلاقي إقبالاً متزايداً من قبل كبرى الشركات العالمية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في الطلب على الغرف الفندقية، متوقعاً أن ترتفع نسب الإشغال خلال موسم المعارض بنسبة 20% لتصل إلى 90% في فترة المعارض الضخمة مثل “ستي سكيب” و”جيتكس” و”الخمسة الكبار” وغيرها .
وقال سرحان ان الأسعار المعقولة الموجودة في فنادق دبي الآن أسهمت في خلق العديد من الخيارات أمام المشاركين في تلك المعارض والشركات وأصحاب الأعمال، حيث مكنت أصحاب الأعمال المتوسطة والصغيرة من القدوم إلى دبي والمشاركة في المؤتمرات والمعارض المقامة فيها .
وأضاف أن المعارض والمؤتمرات في دبي تشكل رافداً مهماً لمختلف القطاعات الاقتصادية في دبي، بما فيها القطاع الفندقي والسياحي ومراكز التسوق وغيرها، مشيراً إلى أن الفنادق تتلقى حجوزات مبكرة للمعارض التي ستنطلق خلال الربع الأخير من العام الجاري .
قال حمد بن مجرن المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال في دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، إن سياحة المعارض والمؤتمرات تعتبر العمود الفقري للقطاع السياحي في دبي، مشيراً إلى أن دور العارضين لا يقتصر على المشاركة في المعارض فقط بل يسعى معظمهم إلى تمديد أقامتهم بعد انتهاء المعارض الأمر الذي يحقق دخلاً جيداً لهذه الفنادق بالإضافة إلى انه ينشط حركة التجزئة في مراكز التسوق .
وقال حمد بن مجرن إن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تسعى إلى الترويج لسياحة المعارض والمؤتمرات من خلال المشاركة في معظم المعارض العالمية المتخصصة في هذه المجال حيث تقوم بتوفير كافة التسهيلات للعارضين معتمدة على توفر بنية تحتية عالمية لهذا النوع من السياحة، مشيراً إلى أن الدائرة تمتلك خططاً قوية تؤهلها لأن تسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة دبي كوجهة لسياحة الحوافز والمؤتمرات عن طريق اجتذاب أعداد متزايدة من السائحين القادمين لحضور تلك الفعاليات في دبي .
وأضاف بن مجرن أن دبي تتميز بهذه النوع من السياحة على صعيد المنطقة لما تملكه من بنية تحتية ومراكز للمؤتمرات والمعارض بالإضافة إلى فنادق على أعلى المستويات وبنية تحتية لا يوجد مثيلها على الصعيد الإقليمي .
ومن جهته، أشار مدحت برسوم المدير العام لفندق كابيتول دبي إن قطاع سياحة الأعمال والمؤتمرات يعد أحد أهم روافد القطاع السياحي في الإمارة لافتا إلى أن نسب الإشغال خلال المعارض الرئيسية تصل إلى 100%، لذلك تحرص معظم الفنادق على استقطاب العرضين من خلال توفير كافة التسهيلات اللازمة .
وأوضح برسوم أن الربع الأخير من كل عام غالباً ما يعتبر فترة الذروة في العمل، خاصة مع تنظيم المعارض والمؤتمرات، والتي تسهم في تحريك السوق بشكل ملموس .
وقال برسوم إن المعارض في دبي تشكل رافداً شديد الأهمية لمختلف مرافق الفندق وليس للغرف الفندقية فقط حيث تشهد القاعات حجوزات لمناسبات مرتبطة بهذه المعارض، بالإضافة لزيادة المدخول من المطاعم المختلفة في الفندق .
وأكد أن المعارض التي تقام في دبي بشكل خاص والدولة بشكل عام وصلت إلى مراحل متقدمة، وتلاقي إقبالاً متزايداً من كبرى الشركات العالمية للمشاركة فيها مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الغرف الفندقية في دبي .
وقال موسى الحايك الرئيس التنفيذي للعمليات بمركز ورزيدنس البستان إن الفندق يستعد بشكل خاص لموسم المعارض من خلال توفير كافة التجهيزات اللازمة للعارضين والمشاركين في المؤتمرات، لافتاً إلى أنه في موسم المعارض ترتفع نسبة الإشغال في معظم فنادق دبي بنسب تراوح بين 80 و85% .
وأضاف الحايك أنه يمكن تقسيم الفنادق خلال موسم المعارض من حيث نسب الإشغال إلى ثلاث حلقات، فالحلقة الأولى تكون من نصيب الفنادق الموجودة بالقرب من موقع الحدث أي في شارع الشيخ زايد، والحلقة الثانية التي يقع فيها مركز البستان تستفيد من المعارض الضخمة مثل جيتكس ومعرض دبي للطيران التي تصل نسبة الإشغال فيها إلى 100% أما الحلقة الثالثة وهي الأقل استفادة من المعارض والمؤتمرات فهي التي تقع على أطراف الإمارة وبعيدة عن الحدث .
وأوضح الحايك أن المركز يضع برنامجاً تسويقياً متكاملاً، يتضمن المشاركة في جميع المعارض السياحية ضمن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ثم يقوم بالإعلان عبر وسائل الإعلام عن عروضه التسويقية التي نقدمها خلال هذه المناسبة، ونرسل مندوباً تسويقياً دائماً كل شهرين يجول على العملاء في دول مجلس التعاون الخليجي ليقف على متطلبات العملاء وحاجاتهم الجديدة .
وقال أشرف حلمي المدير الإقليمي ومدير تطوير الأعمال في شركة ايبروتيل العالمية لإدارة وتشغيل الفنادق إن المعارض تؤدي دوراً محورياً في دفع عجلة السياحة في دبي وترفع نسب الإشغال إلى معدلات عالية، وخاصةً إذا كانت تلك المعارض ذات أهمية كبيرة، مثل المعارض التي تروج للسياحة أو معرض الطيران الذي يرفع نسب الإشغال إلى 100% .
12 معرضاً ومؤتمراً جديداً
ضمت أجندة هذا العام 12 معرضاً ومؤتمراً جديداً منها ما أُقيم في النصف الأول كمؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات العامة ومعرض التنقل والنقل الحضري، ومنتدى دبي العالمي للطاقة، واجتماع الجينو البشري . ومنها ما يقام خلال الشهور المقبلة، كالمؤتمر العالمي لمرضى السكري في ديسمبر/كانون الأول والذي يشكل انعقاده بدبي منعطفاً مهماً فى مجال تنظيم واستضافة المؤتمرات الكبرى، حيث يتوقع أن يحضره أكثر من 000 .12 شخص، و500 متحدث، وكذلك المؤتمر لسنوي للجمعية الدولية للقانونيين، الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط ويقام في أكتوبر/تشرين الأول، ان التراجع الاقتصادي العالمي ألقى بظلال واضحة على أسعار الطائرات الخاصة وأرجعها إلى وضعها الطبيعي بعد أن كانت تتضخم بشكل يفوق قدرة رجال الأعمال . أما الآن فقد أصبح قطاع الطيران الخاص أكثر جذباً للشركات للدخول إليه وهو ما يتضح جلياً في حجم طلبات الترخيص المقدمة .
هلال المري: تنشيط قطاع السياحة والفنادق
قال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي إن المعارض والمؤتمرات التي ينظمها ويستضيفها مركز دبي التجاري العالمي سنويا ويصل عددها إلى نحو 100 فعالية تُحدث رواجاً كبيراً في قطاع السياحة والفنادق خلال فترات انعقادها، خاصة المعارض التجارية الكبرى والمؤتمرات العالمية منها . وأكد المري أن المركز يُسهم بدور كبير في تنشيط وتطوير سياحة الأعمال في دبي بفضل ما يجتذبه من أرقى فئات الزوار المختصين والمهنيين من مختلف دول العالم للمشاركة بفعالياته وزيارتها والذين تتجاوز نسبتهم50% من خارج الإمارات بعدد من المعارض الكبرى .
وقال المري إن قطاع المعارض والمؤتمرات لعب دوراً حاسماً في تنشيط حركة لتجارة وتشجيع مناخ الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي بدبي والمنطقة، وأوضح أن أجندة فعاليات مركز دبي التجاري العالمي في النصف الثاني من عام 2011 تحفل بعدد من المعارض والمؤتمرات المهمة مثل أسبوع جيتكس للتقنية وأسبوع دبي الدولي للجواهر، ومعرض دبي للطيران، ومعرض الخمسة الكبار، ومعرض دبي الدولي للسيارات التي ترفع بكل تأكيد نسبة إشغالات الفنادق بصورة كبيرة، وهو ما نلمسه دائما بفندقي نوفوتيل وأيبيس التابعين للمركز .