القاهرة " المسلة" نقلا من الشرق الاوسط– ردود فعل كبيرة نالتها أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه، سواء على الصفحات الإلكترونية، أو في الشارع المصري. فمنذ صباح أمس تفاعل أعضاء «فيس بوك» كعادتهم مع الحدث، ومن قبل بدء المحاكمة بدأت التعليقات لتستمر طيلة مدة المحاكمة التي استمرت نحو 4 ساعات، ثم بعد تأجيل المحاكمة.
تعليقات القراء بدأت بالاستشهاد بالآيات القرآنية التي تصف مشهد مثول مبارك ونجليه في قفص الاتهام، منها: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء»، «إنه لا يفلح الظالمون»، «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد».
ومع بداية ظهور الرئيس السابق ونجليه على شاشات التلفزيون، تنوعت التعليقات ولقطات الفيديو التي تصور لحظات من المحاكمة، فكتب الأعضاء: «يحيا العدل.. حق الشعب المصري لن يضيع أبدا، وكل الشعوب ستحصل على حقوقها بالإرادة والإيمان»، و«لا تنسوا.. هذه المحاكمة تأتيكم برعاية دم أكثر من 800 شاب مصري زي الورد و1080 مفقودا و3 آلاف فقدوا إحدى أعينهم»، و«هنيئا للثوار هذا الإنجاز.. مبارك وأنجاله ورجاله في القفص في محاكمة علنية تشهد على عظمة ثورة المصريين.. اليوم حققت الثورة واحدا من أهم أهدافها.. والبقية تأتي»، و«هرمنا.. من أجل هذه اللحظة التاريخية»، و«بعيدا عن إجراءات المحاكمة أو قرارها.. يجب توجبه الشكر لحكومة شرف والمجلس العسكري على الوفاء بوعودهم بمحاكمة مبارك علنيا»، و«اللهم إنا نسألك العدل لا صورته»، و«ولا بد من يوم محتوم تترد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم اسود على كل ظالم».
روح المصريين الساخرة لم تكن بعيدة عن المحاكمة، فعبر «فيس بوك» و«تويتر» تسابق الأعضاء لكتابة ملاحظاتهم الساخرة، فيما أنشئت عدة صفحات على «فيس بوك» تواكب الحدث؛ أكثرها تعلق على قيام مبارك وهو على سريره في القفص بحك أنفه كثيرا، وهو ما استغله الأعضاء للسخرية بإنشاء صفحات بعناوين: «مناخير مبارك أول مناخير في التاريخ خلف القضبان»، و«الراجل اللي حاطط صباعه في مناخيره وهو في قفص الاتهام.. حسني مبارك»، ومن المجموعات الأخرى: «الشعب يريد تحريك السرير يا مبارك»، و«الراجل اللي واقف جنب سرير مبارك»، و«أنا شمتان يا مخلوع»، و«إدي الميكرفون لزميلك»، و«مين الراجل اللي نايم ورا جمال وعلاء».
التعليقات الساخرة والكوميدية كانت بالطبع هي الأساس الذي تعتمد عليه هذه الصفحات، فمنها «حكمت فقتلت فظلمت فنهبت فسرقت فحاولت تورث فانسجنت يا حسني»، و«أقوال لا تنسى.. عبد الناصر: ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، السادات: مستعد أن أذهب إلى آخر العالم، مبارك: موجود يا فندم»، و«واحد من محامين المدعي المدني بيقول إن مبارك مات من 2004.. طيب سوزان مبارك كانت بتبوس مين في نهائي كأس أفريقيا 2006؟»، و«ده أجمل رمضان عشته في حياتي علشان شوفت المخلوع وهو نايم على سريره ف القفص»، و«القاضي: حكمت المحكمة حضوريا على محمد حسني السيد مبارك بالإعدام شنقا.. مبارك: إحنا لحقنا؟! القاضي: انت عايزني أفر كل ورقة، يا رجل كبر مخك»، و«الرئيس الحق.. هو من يفسد في البلاد لثلاثين عاما.. ثم يهدأ لينظف مناخيره في قفص الاتهام».
أما في الشارع المصري، فاختلفت ردود الفعل، حيث قال أحمد مصطفى، 26 سنة، صاحب سوبر ماركت، من المفترض أن يتم الحكم على مبارك من الآن، كل ما يحدث وما نراه على شاشات التلفزيون ما هو إلا مضيعة للوقت، لأنه من المعروف للمحكمة والناس أن حسني مبارك قتل المتظاهرين، لكن على هذا الوضع وأمام طلبات محاميه ستطول المحاكمات، ولن يحكم عليه من الأساس، لأنه وقتها سيكون مبارك قد مات، الثورة لم تنجح إلا بالحكم على مبارك.
في حين اختلفت معه مريم عبد الله، من «حركة أبناء مبارك»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» عن المحاكمة: «لا الدين ولا الدستور يقولوا أن تتم محاكمة مريض على نقالة ويتم وضعه في القفص، أين حقوق الإنسان من ذلك، الرئيس مبارك يحاكم ولكن في مثل هذه الظروف لا يجوز».
ومن الحركة نفسها، تقول فتحية عوض، وتعمل في حياكة الملابس، إن مبارك لم يأمر من الأساس بقتل المتظاهرين، مشيرة إلى أنهم يثقون في إخلاص مبارك لشعبه، معتبرة أن المحاكمات مؤامرة على مصر والعالم كله.
أما محمد طه، طبيب بشري، فقال: «أنا سعيد جدا بهذا المشهد. الشعب المصري لم يكن يحلم في يوم من الأيام أن يرى هؤلاء الفاسدين في القفص، ولو طالت المحاكمة ليس هناك ما يقلقنا، نحن نثق في القضاء العادل».
محمود جمال، 19 سنة، بائع جرائد، يرى أن المحاكمة كانت لا بد أن تكون في محاكم ثورية، ويتوقع أن يأخذ مبارك براءة «لأن القانون المصري به العديد من الثغرات التي من الممكن أن يستغلها محاموه، أما المحاكم الثورية كما حدثت في عصر عبد الناصر فهي التي ستأتي بحق الناس، لذا لا بد من تطبيق المحاكم الثورية».
سيد حسن، 33 سنة، يخبرنا أنه على باب الله، ويبين أنه مع محاكمة نجلي مبارك علاء وجمال، «لكن مبارك لا، فهو لم يفعل شيئا، هو فقط يريد أن يعيش في مصر ويدفن فيها».