يُتوقع ان ينمو موسم العمرة هذا العام أكثر من 50 في المئة، وفق ما قال مسؤولون في شركات للحج والعمرة ووكالات السفر في السعودية، مرجعين ذلك إلى الإقبال الكبير على السياحة الداخلية، ومنها السياحة الدينية، وذلك نتيجة للأوضاع التي تشهدها مختلف الدول العربية، التي كانت تستقطب عدداً كبيراً من السعوديين سنوياً. وفي الوقت الذي بدأت فيه هذه الشركات بتسويق برامجها لموسم العمرة في شهر رمضان، تذمرت من عدم توافر حجوزات ومقاعد على الخطوط السعودية.
وقال المدير العام لشركة «حملة الإحسان» عبدالله الغامدي لـ «الحياة»، إن «من أهم العقبات التي تعترض نمو قطاع العمرة هذا العام، عدم توافر حجوزات ومقاعد على الخطوط السعودية، الذي بات العائق الرئيسي أمام مختلف شركات العمرة في السعودية». وأضاف: «خاطبنا المسؤولين في الخطوط السعودية، واجتمعنا معهم في مكة، وبحثنا الموضوع من مختلف جوانبه ولم نجد التجاوب، بسبب عدم وجود رؤية لديهم، إذ يؤكدون أن العمل في هذا المجال لا يحقق لهم إيرادات وأرباحاً جيدة».
ولفت الغامدي إلى أن «الطلب على العمرة بدأ منذ وقت يشهد نمواً كبيراً، خصوصاً من الفئتين العليا والمتوسطة، اللتين تفضلان السفر بالطيران بدلاً من الاعتماد على النقل البري». وأكد أن «شركة «ناس» لديها مقاعد للعمرة، ولكنها محدودة، ولا تغطي الطلبات الكبيرة من الداخل»، متوقعاً أن «تنمو العمرة هذا العام بنحو 50 في المئة، مقارنة بالعام الماضي، بسبب الأوضاع الخارجية في الدول العربية، التي كانت تستقطب عدداً كبيراً من السعوديين الذين اتجهوا هذا العام إلى السياحة الداخلية، ومنها السياحة الدينية». وطالب الغامدي الجهات المختصة في الخطوط السعودية بـ «إعادة النظر في وضع الحجوزات أو فتح الطيران الداخلي إلى جدة للشركات الخليجية، والتي من المتوقع أن تساهم في حل المشكلة، وترفع من حجم التنافس الذي سيكون في مصلحة المواطن».
من جهته، قال مسؤول الحجوزات في شركة «الفرقان للحج والعمرة» عماد علي، إن «الاقبال على العمرة هذا العام، خصوصاً في رمضان، سيكون كبيراً، اذ نستقبل يومياً كثيراً من الاستفسارات حول حملات العمرة التي من المتوقع ان تزيد مع بداية العشر الأواخر من الشهر الجاري». ولفت الى أن «هناك فئة كبيرة من المواطنين والمقيمين يعتمدون على النقل الجماعي بواسطة الباص للذهاب الى العمرة في ظل وجود عروض كبيرة من مختلف الشركات».
وأكد علي أن «اسعار العمرة تتراوح بين 150 ريالاً و400 لمدة ثلاثة أيام، وهذا ما جعل الطلب عليها مرتفعاً في شكل كبير»، مشيراً الى أن «الذهاب للعمرة بواسطة الطيران أصبح يمثل عقبة لدى كثير من الفئات والشركات الراغبة في ذلك، بسبب عدم توافر مقاعد وحجوزات في الوقت الحاضر، ومن المتوقع ان تزيد هذه الأزمة مع بداية رمضان».
ويقول مدير شركة عمرة (رفض ذكر اسمه)، ان «العقبة الوحيدة التي تعترض عمل شركات العمرة هي عدم توافر حجوزات ومقاعد، إذ إن هناك فئة كبيرة من الناس تفضل السفر للعمرة بواسطة الطيران». وتوقع أن «يتم تسجيل زيادة في أعداد المعتمرين والزوار من الداخل هذا العام، ما يرفع من حجم عوائد موسم العمرة»، مشيراً الى ان «العمرة من الخارج متوقع ان تتراجع بنسبة 20 في المئة بسبب تأثير الأحداث الجارية في كل من مصر وسورية وتونس في إيرادات القطاع».
وكان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل اطلع الشهر قبل الماضي على الخطة الإستراتيجية للجنة الحج والعمرة ودراساتها وبرامجها المستقبلية لتطوير خدمات الحج والعمرة، واستمع خلال استقباله رئيس غرفة مكة المكرمة بالنيابة زياد فارسي ورئيس اللجنة سعد القرشي وعدد من الأعضاء، إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها شركات ومؤسسات العمرة للمعتمرين والزوار، والدراسات التي تنوي اللجنة القيام بها لتطوير هذه الخدمات، ووعد بتذليل العقبات.