عمان ….. قلعة العقبة معلم أثري يعود للعهد المملوكي، تقع وسط ثفر الأردن الباسم ، مدينة العقبة جنوب المملكة، وقد تحولت القلعة اليوم إلى متحف.
وتم في عام 2004 تشييد سارية تحمل علم الثورة العربية الكبرى في الساحة المجاورة للقلعة، لتكون السارية الأكثر ارتفاعا بالعالم في وقته، وهي واقعة وسط ساحة كبيرة سميت بساحة «الثورة العربية الكبرى»وهي من أهم وأبرز معالم العقبة وتقع بمحاذاة الشاطىء.
قصة بناء القلعة
بحسب تقرير صحفي نشر في مجلة الهلال المصرية سنة 1914 وبحسب مصادر موثقة فقد بُنيت القلعة في الأصل كقلعة صليبية، وقد تم إعادة بنائها بشكل كبير من قبل المماليك في القرن الرابع عشر، وتحديدا في عام 1587 ميلادية في فترة حكم آخر سلطان مملوكي، و تغيرت عدة مرات بعد ذلك. يوجد نص عربي مكتوب بخط النقش منحوت في الممر الأول للقلعة، و التي تبين اسم السلطان المملوكي قنصوة الغوري ( 1501-1516) والمسؤول عن بناء هذه القلعة.
ومع بداية القرن السادس عشر، وقعت العقبة تحت سيطرة الحكم العثماني. و تراجعت مكانة المدينة و ظلت عبارة عن قرية صغيرة و قليلة الأهمية لصيد السمك لمدة حوالي 400 سنة. خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917، انسحبت القوات العثمانية من المدينة بعد قيام الجيش العربي التابع للشريف حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى بمساعدة لورانس العرب بالهجوم عليهم. وأصبحت أحد معاقل الثورة الرئيسية ضد الأتراك.
أقسام القلعة
للقلعة شكل رباعي وعلى كل زاوية كان يقوم برجا حجريا وقد تهدمت الآن ولها بوابة عظيمة بقنطرة يدخل منها الى صحن القلعة بدهليز وقناطر، وعلى اليمين والشمال ديوانان كبيران نقش على جدرانهما كتابات تشير الى باني القلعة ومرمميها، ومما كتب» أمر بإنشاء هذه القلعة المباركة السعيدة مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري سلطان الاسلام والمسلمين» و « مولانا السلطان الملك الأشرف مراد بن سليم خان عز نصره جدد هذه القلعة».
وقد وقعت القلعة تحت السلطة المصرية حتى سنة 1892 حيث جرى تسليمها الى الدولة العثمانية الى أن انطلقت الثورة العربية الكبرى فاتخذتها القبائل الأردنية مقرا للقيادة ومنطلقا لتحرير بلاد الشام من الحكم العثماني الذي استمر 400 عام، وتحتفل الأردن هذا العام بمئوية تلك الثورة العظيمة التي سعت لتوحيد العرب واقامة دولة تجمعهم حسبما ذكرت الدستور.
تفاصيل حياة العقبة
ويقول الباحث عبدالله المنزلاوي المتخصص في شؤون العقبة «لقد حملت القلعة تفاصيل حياة العقبة منذ نشوئها فيها سكن الناس واليها التجأوا في الحروب وفيها عقدوا اسواقهم فباعوا واشتروا وظلت القلعة المعلم الرئيسي للمدينة حتى عصرنا الحديث يرتادها السياح من كافة اقطار المعمورة.
وفي عام 1917، كانت قلعة العقبة المحطة الاردنية الاولى لقوات الثورة العربية الكبرى ومنطلقها الى ارجاء الوطن العربي الكبير فيها نزل احرار العرب ومنها انطلقت ثورتهم وفي باحاتها وقف الشريف الحسين بن علي ليعلن استمرار التحرير العربي فكانت قلعة العقبة مرتكزهم ومؤنهم.. وانشأوا فيها غرف الجند ومستودعات السلاح ومخازن المؤونات وبقيت القلعة حامية العقبة تنتظر شيخها حتى حل بها عام 1924 فنزل شريف العرب الحسين بن علي في ساحاتها واقام خيامه تحت ظلالها.
وما ان وصلت سفينة الشريف الى ميناء العقبة حتى وجد اهالي المدينة قد استعدوا لاستقباله فزينوا الشوارع ورفعوا الاعلام ونصبوا سعف النخيل ترحيباً بالشريف وعلى رصيف الميناء اصطفت جموع المستقبلين من اهالي العقبة والبدو والوفود الاخرى والجنود والموظفين لاستقبال الشريف وقد نزل الى الرصيف وصافح الجميع ثم تحرك الموكب وسط هتافات الاهالي الى دار الحكومة المجاورة الى قلعة العقبة.
وبدأت العقبة تستقبل جموع المهنئين والمبايعين وبدأ الشريف بترتيب اوضاعه في المدينة وكان لاهالي العقبة النصيب الأكبر في هذه الترتيبات فقد افرد الشريف لوجوه العشائر اماكن خاصة في ديوانه واصبح لكل واحد محله الخاص في خيمة الشريف.
اختلف الباحثون في تاريخ قلعة العقبة اذ نسبها معظمهم الى السلطان المملوكي قانصوه الغوري اخر السلاطين المماليك استناداً الى النص الكتابي المنقوش داخل القلعة وارجعها البعض الى اقدم من ذلك الى فترة الظاهر بيبرس».
مقصد السواح
يزور قلعة العقبة حاليا آلاف السواح العرب والأجانب باعتبارها معلما سياحيا وتاريخيا يضيء على مراحل وحقب تاريخية عديده، كذلك باعتبارها شاهده على تأسيس الدولة الأردنية المعاصرة وعلى أحداث مفصلية شهدتها المنطقة منذ بدايات القرن العشرين، وتشرف على القلعة وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة.