Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تلاقى الأديان على المحبة والسلام بالملتقى الثقافى جاردن سيتى للمحامية ريتا

كتب د. عبد الرحيم ريحان

القاهرة "المسلة" …. تحت عنوان " تلاقى الأديان على المحبة والسلام " أقامت المحامية ريتا بدر الدين  مساء السبت 9 أبريل الملتقى الثقافى جاردن سيتى فى حضور سفير جمهورية كازاخستان فى مصر السيد بيريك أرين والسادة أعضاء السفارة والدكتورة آمنه نصير عضو مجلس النواب وأستاذ الفلسفة الإسلامية وقداسة المطران اللبنانى جورج شيحان راعى الأبرشية المارونية فى مصر والسودان وكبار المستشارين وقيادات حالية وسابقة بالحكومة وإعلاميين وشعراء وفنانين .


افتتحت المحامية ريتا بدر الدين المؤتمر بالترحيب بالضيوف مؤكدة أن المرحلة الحالية هى مرحلة خطيرة من حيث التراجع الأخلاقى وتزايد الفكر المتطرف بمنطقة الشرق الأوسط وهى مهد الأديان ومركز انطلاق القيم والفكر المستنير لكل بقاع العالم النابع من سماحة الأديان وذلك لتلقى علوم دينية مغلوطة لا علاقة لها بالإسلام خلقت روح الكراهية والقتل والتدمير باسم الدين .


وأضافت بأنها تسعى دائماً فى صالونها لمواجهة ذلك بالقوى الناعمة المتمثلة فى العلم والموسيقى والفن والأدب والإحساس بالجمال ودعت إلى عقد مؤتمر دولى لقضايا تسامح الأديان والتواصل مع الغرب وينطلق هذا المؤتمر من مصر بلد الأزهر كما دعت لبعثات علمية تخرج من الأزهر لكل أوروبا يحمل مشاعلها علماء مستنيرين أمثال الدكتورة آمنه نصير .


وأكدت المحامية ريتا بأن لبنان مثل يجب أن يحتذى به فى المحبة والتسامح فقد انطلقت العلاقات بين الشعب اللبنانى من مبدأ أن المسيحى لا يكون مسيحى حتى يكون مسلماً والمسلم لا يكون مسلماّ حتى يكون مسيحى فأصبح الكل فى واحد مؤكدة أن مسيحى الشرق هم من حافظوا على التراث الإسلامى واللغة العربية وكانت الأديرة أماكن لنشر الثقافة .


تكريم سفيرة الإسلام
وكرّم الملتقى الدكتورة آمنه نصير تقديراً لريادتها وعطائها الفكرى المستنير ودورها الفعّال فى إعلاء ونشر القيم الإسلامية الإنسانية فى الوطن العربى والمحافل الدولية .


و أكدت الدكتورة آمنه نصير فى كلمة الشكر أنها تسعد بلقب سفيرة الإسلام فى أوروبا وأشادت بأساتذتها ومنهم ذكى نجيب محمود وعبد الرحمن بدوى ومصطفى حلمى وروت أنها مثلت مصر منذ 8 سنوات فى مؤتمر عن التسامح بسويسرا وكانت المسلمة الوحيدة من بين 24 شخصية عالمية لاقت احترام وتقدير الجميع بكلماتها التى أكدت على تقديرها للإنسان فى أى مكان فى العالم بصرف النظر عن لونه أو دينه فهو الإنسان الذى كرمه الله فى البر والبحر كما مثلت مصر فى 20 مؤتمر منها بفرنسا وألمانيا وهولندا .


وأضافت بأن طفولتها مثلت هذا الفكر الراقى فكر التسامح ونشر السلام حيث كان أفراد عائلتها بقريتها بمحافظة أسيوط يدفعون دية الثأر للعائلات المتصارعة لنزع فتيل الاقتتال بلا نهاية ونشر السلام وأشارت لدراستها العليا لشخصية جمال الدين أبو الفرج بن الجوزى البكرى البغدادى العراقى وهو من تتلمذ على يديه إبن تيمية وله كتب عظيمة مثل صفوة الصفوة ونقد العلم والعلماء وهو الكتاب الذى قرر معنى الاستقامة والفكر وقد تعلمت من كتبه ومن أساتذتها الاستقامة والفكر المتوازن والفلسفة وأسفت أنها لم تمارس الأستاذية التى تعلمتها منهم على أبنائها الطلبة فى استخدام الشدة واللين لأن جيل اليوم يحتاج مثل هذه الشدة مع الرفق واللين .


وأوضحت الدكتورة آمنه نصير أن لها 50 مؤلفاً على مدى 73 عاماً من العطاء تناولت قضايا بعينها ومنها المرأة المسلمة بين عدل التشريع وواقع التطبيق وقد ناقشت قضايا المرأة فى ضوء العدل الإلهى وكتاب حوار حضارات لا صدام من أجل الإنسان أوضحت فيه أنه لا خصومة بين بنى الإنسان والخصومة تصنعها السياسة وأكدت أن ما يشغلها هو الإنسان ويؤذيها أن ترى الإنسان مهان.


وتعرّضت لشخصية أبو الوليد بن رشد الذى سجن ثلاث مرات وأحرقت مؤلفاته وقبل وفاته بشهرين استدعاه أمير قرطبة ليسترضيه وحينها سأله أحد الخبثاء لو عرضت عليك مسألة فبما تفتى بالنص أم العقل فرد عليه قائلاً عجبى النفس السوية لا تفرق بين نور العقل ونور الشرع لأن النور لا يطفئ النور وأكدت أنها تقدمت لمجلس النواب بقانون ازدراء الأديان منذ أيام.


التعرّف على الآخر
وأشار قداسة المطران اللبنانى جورج شيحان راعى الأبرشية المارونية فى مصر والسودان إلى دور الكنيسة بلبنان فى الرسم القانونى للدولة وأن لبنان كان موجوداً بمؤسساته الروحية قبل الدولة وحذر من مخططات عالمية لتفرقة الشعوب العربية عن طريق نشر ثقافة الطائفية والأقليات لإشعال الصراعات الدينية والطائفية بالشرق حتى تكون لهم الغلبة دائمة كما أشار إلى دور هيئة التنمية الكاثوليكية فى نشر ثقافة المحبة وكان لهم دور هام فى تهدئة الأمور فى الأحداث الطائفية بالبياضية بالأقصر بفتح مجالات مشتركة للعمل يعمل بها المسيحى والمسلم جنباً إلى جنب كما دعى رجال الدين المسلمين والمسيحيين خصوصاً فى القرى بأن يتجولوا سوياً أمام الناس فى القرى ليكونوا قدوة ودافع لنشر ثقافة المحبة وطالب بلغة الحوار المتواصل للتعرف على الآخر والاستفادة المتبادلة بالخبرات .


وأوضح الأب جورج شيحان بأنه عاش بالأردن 15 عام وكان للكنيسة اللبنانية انفتاح على الشعب الأردنى بمذاهبه ومازالت العلاقة مستمرة حتى الآن  .


تجربة كازخستان
ورصد السيد بيريك أرين سفير جمهورية كازاخستان فى مصر تجربة كازاخستان فى مواجهة حرب طائفية كانت متوقعة وستقضى على مستقبل الدولة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى لوجود العديد من الجماعات العرقية بكازاخستان تبلغ 130 جماعة عرقية وعدد 17 طائفة ولكن تبنت الدولة فى دستورها حرية العقيدة لجميع السكان وتعتبر كازاخستان أكبر دولة غير ساحلية فى العالم من حيث المساحة وتبلغ 2724900 كيلو متر مربع وتحتل المكانة التاسعة عالمياً من حيث المساحة ورغم ذلك سكانها 17.04 مليون نسمة وحققت منجزات كبرى تحت قيادة الرئيس نور سلطان نازاربايف والذى أسس إنجازاً عظيماً لخدمة السلام العالمى يتمثل فى تأسيس منتدى زعماء الأديان العالمية والتقليدية منذ عام 2003 وتعقد المؤتمرات بشكل دورى وقد شارك المرحوم الشيخ محمد سيد طنطاوى فى ثلاث مؤتمرات وهو المؤتمر الوحيد فى العالم الذى يجلس فيه أصحاب الديانات المختلفة على طاولة واحدة .


رسائل السلام
وأشار المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الأسبق إلى ضرورة اختيار رجال دين مستنيرين وعلى مستوى عال من الثقافة للدعوة  فى أوروبا وأشاد بكلمة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بألمانيا وزيارة مفتى الديار المصرية للسويد وزيارة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية بمقر إقامته أثناء زيارته الحالية بمصر مؤكداّ أنها تحمل فى طياتها رسائل الحب والسلام .


وقد شارك المستشار عدلى حسين بنفسه فى مؤتمرات الحوار بين الأديان مرافقاً للمرحوم الشيخ محمد سيد طنطاوى شيخ الجامع الأزهر السابق فى كانتبرى بإنجلترا كما استضاف أسقف كانتبرى حين كان محافظاً للمنوفية وهو عضو فى مفوضية للحوار بين الأديان مقرها بالرمو وأكد على تعاليم الإسلام السمحة من خلال آيات القرآن الكريم التى تؤكد عدم الإكراه فى الدين وتدعو لمبدأ حرية الأديان كما شارك بكلمة عن قيمة تلاقى الأديان المستشار محمد الشناوى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق.


وأوضح الدكتور إبراهيم زكى المحامى بأن القومية العربية علاج لكل النزعات العرقية والطائفية بالوطن العربى فإنه أيام القومية العربية لم يكن هناك أى نزاع طائفى أو عرقى واحتوت القومية العربية كل ذلك ولكن حدث اختراق يهدف إلى شق الصف العربى بشغله دائماً بصراعات طائفية وعرقية تقضى على حاضره ومستقبله وعلاوة على الصراع بين الأديان فهناك الصراعات الأخطر داخل الديانة الواحدة .


وأكد المستشار أيمن فؤاد رئيس محكمة الاستئناف على مبادئ العلاقات الروحية بين الأديان والبحث عن العوامل المشتركة لتلاقى الأديان وأثنى على كلمة المحامية ريتا وكيفية مواجهتها للفكر المتطرف عن طريق العلم والثقافة .


شهدت الندوة أيضاً تشريف المستشار عادل شريف نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمستشار أحمد هارون والمستشار محمد أبو زيد واللواء محمد جنيدى مساعد وزير الداخلية والدكتور محمد اليمانى وكيل أول وزارة الكهرباء والمتحدث الرسمى للوزارة والدكتور سعيد توفيق رئيس المجلس الأعلى للثقافة الأسبق والدكتور الموسيقى والنحات حسين نوح والدكتور عادل حسنى استشارى التجميل والفنانة دينا عبد الله ونجلاء غنام رئيسة إذاعة الأغانى وداليا عبد الوهاب مطربة الأوبرا والسيدات ضحى الكواكبى ومنى القرشى وندى عبود ناشطات فى العمل الاجتماعى ولانا أبو زيد ممثل المجلس القومى للمرأة والشاعرة سارة أبو زيد.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله