..وعلى مصر السلام!!…بقلم – سعيد جمال الدين
بقلم – سعيد جمال الدين
ما يحدث فى مصر حاليا يعد بمثابة كارثة أخلاقية تظهر صورة غير حقيقة عن الشعب المصرى ذو الحضارات المتعددة والتى تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام .. فهل ما نراه فى الشارع المصرى الآن هى الحقيقة لأخلاقيات شعب مصر الذى أكد رسولنا الكريم أن فيها خير جنود الأرض ؟
.. هل نظل نسعى إلى النفخ فى الكير .. وإشعال المزيد من الحرائق والفتن بدلا من إخمادها من خلال تمسكنا بكتاب الله العزيز ؟.. لقد أكد الرسول محمد بن عبد الله صلى اله عليه وسلم ( أن الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقظها ) فهل هناك أكثر لعنة الله على من يوقظ الفتن ؟..نحن نأبى أن تكون مصر ( فرجة ) للعالم من خلال التقاتل بين الطوائف الإسلامية والمسيحية .. أو حتى الإساءة ولو بالقول والفعل لأى إنسان يعيش ويحيا ويحب لهذا الوطن ..
أنا لا أنكر أن العابثين والمفجرين لهذه الفتنة من داخل مصر ولكن من يفعل هذا لا يمكن إلا أن يوصف بالخيانة والخسة والندالة .. فالبرغم من قناعتى بان هناك أيادى تلعب فى الداخل لخلق المزيد من الفتنة داخل مصر وللأسف الشديد فهم يستغلون البعض ممن ذهب عقولهم وأغرتهم إما بالشهادة أو الأموال فى سبيل تحيق ما يربون إليه من خراب ودمار لمصر وألا تكون لها قائمة بعد ما تحقق من إنتصار من تغيير النظام …
أتمنى أن يعيد هؤلاء ممن أراحوا دماغهم من التفكير فى مصلحة البلد وتغليب العنف والقوة عن العقل والمنطق أن يعيدون تفكيرهم وأن ينحوا قوتهم وعنفوانهم وأن يحتكموا إلى ما بقى من عقله وقلبهم إذا كان مازال ينبض ويدق بحب مصر أن يفكروا جيداً فى مصلحة وطنهم وأن ينظروا لمن هو المستفيد من عدم استقرارها وتوقف تقدمها ..
فإذا كنا قد ألقينا بالاتهامات على النظام السابق وعملائه بأنهم هم من كانوا يشعلون فتيل الفتنة الطائفية أو تجدد الاشتباكات بين البعض من العائلات التى بينهما ثأر ودم .. فماذا إختلف الأمس والبارحة عن البوم ..
إننا بأشعالنا لنار الفتن أياً كانت نوعها فإنما نشعل النار فى هذا الوطن الذى نحيا وسنظل نحيا عليه ..فالعواقب وخيمة على الجميع وليس فئة عن الأخرى أو طائفة على الطوائف الثانية ..
فقد استمعت إلى أنين العاملين فى القطاع السياحى الذين أكدوا توقف حالهم سواء فى الفنادق أو المطاعم أو البازارات إمتداداً لسائق الحنطور والترجمان من الأزمات التى تعرضوا إليها خلال الفترات الماضية وخاصة ما واكبت ثورة 25 يناير والانفلات الأمنى وتعدد حوادث الفتنة ونقل الصحافة الأجنبية ووكالات الإعلام لصورة مصر والدمار الذى يلاحقها والتى تركت أثارها الواضح على الاقتصاد المصرى خاصة السباحة والاستثمارات …
وبدلاً من أن نرى الصحف ووكالات الإنباء وشبكات التليفزيون العالمية تنقل الصورة التى من المفترض أن تكون لمصر بعد الثورة واستثمار لفت نظر العالم إليها مرة أخرى بجذب المزيد من السياحة ووقوفنا وقفة المعتز والفخور بما قدمه .. نجنا نقف لندافع عن أفعال أساءت إلى مصر فى الداخل والخارج ..
وإذا استمر هذه الظروف على هذا المنوال فقولوا على مصر السلام ووقتها لن ينفع الندم وعلى الله قصد السبيل……….