أبوظبى / عبير عبدالحليم
قال مديروا ومسؤولوا وكالات سياحة وسفر في الدولة إن الحجوزات الخاصة بالسياحة الداخلية ستشهد زيادة بنسب كبيرة تصل إلى 30٪ خلال موسم الصيف المقبل، نتيجة تطور العديد من المقاصد السياحية الجديدة في الدولة.وقالوا إن هناك ارتفاعاً يراوح بين 10 إلى 30٪ في أسعار عروض السفر للخارج خلال الصيف المقبل، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.
وأكدوا أن هناك زيادة في الحجوزات إلى الوجهات الأوروبية وتركيا، إضافة إلى إقبال على وجهات جديدة مثل الدول الاسكندنافية في شمال أوروبا، وبعض الدول الإفريقية مثل كينيا، في الوقت الذي تراجع الإقبال على الوجهات التقليدية في شرق آسيا، نتيجة تصاعد المخاوف من الإشعاعات النووية، ودول الشرق الأوسط نتيجة للأحداث غير المستقرة التي تشهدها المنطقة.
السفر إلى أوروبا
وتفصيلاً، قالت مستشارة السفر في وكالة «المسعود للعطلات»، بورتيا لو بو، إن «الوجهات الأساسية للسفر هذا الصيف تتركز في أوروبا، خصوصاً اليونان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الوقت الذي تراجعت الحجوزات إلى الوجهات العربية بشكل كبير، نتيجة لعدم الاستقرار الذي تشهده بعض بلدان المنطقة حالياً.
وأضافت أن «أسعار عروض السفر لهذا العام شهدت زيادة تصل نسبتها إلى 16٪ مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بسبب ارتفاع أسعار الوقود، في الوقت الذي شهدت أسعار معظم الفنادق الأوروبية استقراراً، بل وأحياناً انخفاضاً بسبب المنافسة الشديدة بينها لاجتذاب السائحين، نتيجة زيادة عدد الغرف الفندقية هناك».
سياحة داخلية
من جانبه، قال مدير المبيعات في شركة «سفر للسياحة والسفر»، إسماعيل جحا، إن «السياحة الداخلية في الدولة ستشهد هذا الصيف نمواً بنسب تصل إلى 30٪ من جانب الإماراتيين والخليجيين والمقيمين العرب، لعدم استطاعة عدد كبير منهم السفر العام الجاري إلى بعض البلدان العربية التي كانت وجهات مفضلة لهم خلال الأعوام الماضية، نتيجة الاضطرابات السياسية التي تشهدها تلك البلدان».
وأضاف أن «أبرز وجهات السياحة الداخلية هي دبي وأبوظبي والفجيرة ورأس الخيمة، إذ يوجد إقبال كبير على قضاء الإجازة الصيفية في دبي بصفة خاصة، مع قرب مهرجان الصيف، فضلاً عن وجود اهتمام بالمنتجعات الصحراوية في أبوظبي، خصوصاً (قصر السراب) و(صير بنى ياس)».
وأوضح أن «أسعار السياحة الداخلية ستكون معتدلة هذا الصيف، خصوصاً في أبوظبي، في ضوء دخول أكثر من 6000 غرفة فندقية جديدة إلى سوق الإمارة هذا الصيف، ما يشعل المنافسة بين الفنادق لمصلحة المستهلك»، لافتاً إلى أن «برامج السياحة الداخلية بصفة عامة توفر نحو 90٪ من قيمة برامج السياحة الخارجية، إذ يتم الاستغناء عن تكاليف تذاكر الطيران بصفة خاصة، وهو ما يظهر أثره في حالة العائلات الكبيرة على وجه التحديد، فضلاً عن انخفاض أسعار فنادق الدولة، مقارنة بالأسعار في بعض الدول الأوروبية».
وجهات جديدة
وأشار جحا إلى أن «هناك إقبالاً شديداً على السفر إلى الوجهات الأوروبية وتركيا، كما يوجد إقبال على السفر إلى وجهات جديدة مثل الدول الاسكندنافية في شمال أوروبا ودول إفريقية مثل كينيا في ظل تراجع الإقبال على الوجهات الآسيوية التقليدية مثل ماليزيا وتايلاند نتيجة التخوف من الإشعاعات النووية التي تسرب من محطة فوكوشيما، بعد زلزال اليابان».
وبين أن «هناك ارتفاعاً في أسعار عروض الصيف بنسب تراوح بين 15 إلى 30٪ نتيجة ارتفاع أسعار النفط»، موضحاً أن «نسب الارتفاع تختلف باختلاف الوجهة السياحية وشركة الطيران ودرجة السفر».
وأشار إلى أن «هناك استمراراً في الإقبال على وجهات آسيوية مثل هونغ كونغ باعتبارها مركزاً اقتصادياً وعاصمة للتسوق»، لافتاً إلى أن «تسيير شركة (كاثي باسيفيك) خطاً مباشراً بين أبوظبي وهونغ كونغ سيدعم هذا الاتجاه».
وجهات آسيا
واتفق المدير العام لمكتب «أبوظبي للسفريات»، محمد الصالحي، مع جحا في أن معظم الوجهات التي تشهد إقبالاً تتركز في أوروبا، وعلى رأسها لندن وباريس وجنيف، مضيفاً أن هناك إقبالا، لكن بنسب أقل من المعتاد على العروض السياحية الخاصة بالشرق الأقصى، خصوصاً سنغافورة وهونغ كونغ وأستراليا وماليزيا وتايلاند، في الوقت الذي تراجع الطلب على السفر إلى العديد من وجهات الشرق الأوسط نتيجة لأحداث المنطقة».
وقال إن «أسعار تذاكر الطيران ارتفعت بنسب تصل إلى 10٪ خلال الفترة الماضية، نتيجة زيادة أسعار النفط، ومن المتوقع أن تشهد أسعار التذاكر مزيداً من الزيادات خلال الفترة المقبلة، حال استمرار أسعار النفط في الارتفاع».
وأشار إلى أن «تنوع المقاصد السياحية المختلفة في الدولة، التي تتطور عاماً بعد عام، يرجح أن تشهد الحجوزات الخاصة بالسياحة الداخلية، خصوصاً في دبي وأبوظبي وخورفكان ورأس الخيمة، زيادة بنسب تراوح بين 20 إلى 30٪ من جانب الخليجيين، خصوصاً من جانب مواطني السعودية والبحرين وسلطنة عمان، إضافة إلى بعض الوافدين الذين لن يستطيعوا الذهاب إلى بلدانهم، بسبب ما تشهده من أحداث واضطرابات سياسية».
ولفت إلى أن «معدلات الإشغال في فنادق أبوظبي تراوح بين 75 إلى 80٪، ومن المتوقع أن تشهد استمراراً في تسجيل معدلات جيدة خلال الصيف».
شهر رمضان
بدوره، قال نائب المدير العام لوكالة «البادي للسفريات»، حسن الدياسطي، إن «الإقبال على السفر خلال موسم الصيف المقبل سجل تراجعاً مقارنة بالعام الماضي، نظراً لقصر الموسم الذي سيقتصر على يوليو المقبل، نتيجة حلول شهر رمضان المبارك في أول أغسطس المقبل».
واتفق الدياسطي مع وكلاء السياحة على أن الوجهات المفضلة تتركز هذا العام على أوروبا، مشيراً إلى أن «تراجع الحجوزات لمنطقة الشرق الأوسط لا يشمل جميع دولها، إذ إن هناك تراجعاً كبيراً حتى الآن في السفر إلى سورية على سبيل المثال، بينما تشهد الحجوزات إلى مصر إقبالاً من جانب المصريين أنفسهم، لكن حجوزات المواطنين إلى مصر شهدت تراجعاً ملموساً».
وذكر أن «ارتفاع أسعار عروض السفر الصيف المقبل لا يشمل جميع الوجهات، إذ من المتوقع أن تشهد الأسعار الخاصة ببعض الوجهات التي لا تلقى إقبالاً انخفاضاً نتيجة عدم وجود طلب يوازي العرض».