تقارير تصفه بالسائح ذي الطاقة الإنفاقية العالية:
الجزائري يصرف 500 دولار أسبوعيا في تونس!
يصنف السائح الجزائري في تونس من الفئة الأكثر إنفاقا حيث بلغت القيمة التي ينفقها في هذا البلد الجار والشقيق 500 دولار في الأسبوع ولذلك فهو يصنف من أهم الزبائن خاصة بعد التراجع الذي سجله السياح الأجانب بسبب الأزمة العالمية.
وحسب التقارير التي وقفنا عليها بتونس فإن عدد السياح الجزائريين الذين يزورون تونس بلغ 1.2 مليون سائح، وهو رقم مهم جعل السلطات التونسية تولي اهتماما بالسائح الجزائري الذي يعتبر مصدرا مهما للعملة الصعبة. وقد ظهر هذا الاهتمام من خلال تغيير المعاملة عبر المداخل الحدودية حيث أصبح الجزائريون يحظون بنوع من الترحاب ويلقون تسهيلات كبيرة في المراقبة التي لم تعد تستغرق وقتا طويلا.
وحسب مصادرنا بتونس فإن شرطة الحدود ومصالح الجمارك التونسية تلقت تعليمات تصب كلها في تسهيل العبور للجزائريين وترغيبهم لدخول تونس، وتؤكد التقارير السياحية أن السياح الجزائريين المتوافدين على تونس في تزايد مستمر، ويرتقب أن يفوق عددهم هذا العام النسبة المعتادة مع العلم أن 85 % من الجزائريين يدخلون تونس برا، ويشكل معبر أم الطبول أحد أهم المعابر التي تعرف توافدا مكثفا فاق 6000 جزائري في اليوم والرقم مرشح للارتفاع، وهو الأمر الذي أخذته السلطات التونسية بعين الاعتبار، حيث قامت مؤخرا بإنجاز مقر للمرصد السياحي التونسي بمعبر ملولة المقابل لأم الطبول والذي سيشرع في العمل لاحقا. وينتظر أن يكون بمثابة نقطة توجيه للسياح الجزائريين بمجرد دخولهم للتراب التونسي.
وتؤكد الإحصائيات التي تحصلنا عليها ان 65 % من الجزائريين الذين يسافرون الى الخارج يتحولون إلى تونس، وهي أيضا نقطة عبور بالنسبة للعديد من التجار الجزائريين الذين يتعاملون مع الدول الأسيوية، يضاف اليهم عدد هام من المهاجرين الجزائريين المقيمين بجنوب أوروبا (خاصة فرنسا) والذين أصبحوا يقضون عطلهم في تونس بدلا من البقاء في الجزائر.
وإذا كانت المصالح السياحية التونسية تعتبر الجزائري سائحا ذا طاقة إنفاقية عالية فإن أغلبية مصاريفه تكون خارج الفنادق وذلك عكس السياح الأوروبيين حيث يفضل الجزائري أن يكون أكثر حرية، وبالتالي يلجأ الى الشقق المفروشة وهي الطريقة التي أصبحت تعرف رواجا كبيرا بين العائلات التونسية والجزائرية خاصة في كل من الحمامات ونابل وسوسة وطبرقة وهي الوجهات الاربع التي يستهدفها الجزائريون بالدرجة الاولى وتتقدمهم مدينة سوسة التي تسجل عادة أكبر المداخيل للسياحة التونسية.
وبالرغم من هذا التوافد المهم للجزائريين الا أنهم أقل عددا من الليبيين الذين بلغوا 1.5 مليون سائح خلال السنة لكن أغلبيتهم يدخلون تونس من أجل السياحة الاستشفائية التي يستهدفونها من أجل العلاج بمياه البحر أو ما يعرف بـ “الطلاسو ترابي” التي تعرف هي الأخرى رواجا كبيرا وسط السياح الجزائريين خاصة بعدما اقتحمت شركة سياحة وأسفار الجزائر هذا القطاع بقوة وأصبحت أهم متعامل يتولى نقل السياح الى تونس من أجل السياحة العادية والعلاجية.
تجدر الإشارة الى أن مداخيل السياحة التونسية وصلت العام 2008م إلى 3.3 مليار دينار تونسي وحققت 38 مليون ليلة سياحة مع تسجيل دخول لـ 7 ملايين سائح خلال السنة الماضية، وكل هذا في بلد تشكل السياحة بالنسبة إليه البترول الذي لا ينضب.
المصدر : الشروق اليومى