القاهرة- سامي صبري
أكثر من 20 عاماً مرت على إنشاء الأوبرا الجديدة ونحو 140 عاماً على إنشائها للمرة الأولى على يد الخديوي إسماعيل في عام 1869م، فكانت أول أوبرا في الشرق الأوسط وأكثرها إبداعاً وحماية للفن الجميل.
وقام بوضع تصميماتها المصممان الإيطاليان أفوسكاني وروسي، وروعي في التصميم الدقة الفنية والروعة المعمارية والزخارف والأشكال الفنية الراقية، وتمت الاستعانة بعدد كبير من أشهر الرسامين والمصورين العالميين لتزيين الأوبرا وتجميلها.
وقد استغرق تشييد الأوبرا الخديوية ستة أشهر، وتكلف بناؤها آنذاك مليوناً وستمئة ألف جنيه، وتم افتتاحها في الأول من نوفمبر عام 1869 مع الاحتفال بافتتاح قناة السويس، وكان بصحبة الخديوي إسماعيل في حفل الافتتاح الإمبراطورة أوجيني، زوجة الإمبراطور نابليون الثالث والإمبراطور فرانسوا جوزيف عاهل النمسا وولى عهد روسيا وعدد كبير من عظماء وأقطاب السياسة والفكر والفن من جميع أنحاء العالم.
لعبت الأوبرا الخديوية على مدى قرن من الزمان دوراً مهماً في إثراء الحركة الفنية في مصر، فكان لها أثر عظيم فى فروع الفن المختلفة، خصوصاً الفن المسرحي فكانت الحارسة على الفن الراقي؛ لذلك كانت نوعية الجمهور المتردد على مسرح الأوبرا من وجهاء ونبلاء المجتمع.
وتوالت على رئاستها أسماء مختلفة، حتى جاء يوم الثامن والعشرون من أكتوبر 1971 ليكون يوماً حزيناً على المصريين الذين استيقظوا ليجدوا مبنى الأوبرا بكل أبهته وعظمته أثراً بعد حريق مدمر، لتظل مصر بلا أوبرا 17 عاماً، حتى تم بناؤها مرة أخرى على ضفاف نيل القاهرة بخبرة يابانية على قطعة أرض مساحتها 45000م2 ومساحة أرضيات المبنى ذاته 13855م2 ويرتفع إلى سبعة طوابق، وافتتحها الرئيس المصري حسني مبارك في أكتوبر من عام 1988م.
يحتوي مبنى دار الأوبرا الجديدة على ثلاثة مسارح وهي: المسرح الكبير الذي جهز لتقديم العروض الكبيرة، واستقبال الفرق العالمية ويسع 1200 مقعد، بينما يتسع أصغر مسارح الأوبرا إلى نحو 500 مقعد، روعي عند تصميمه وجود انحناءات في الحوائط من شأنها توزيع الصوت وتردده، ويخصص لتقديم العروض الصغيرة، والمواسم الثقافية واللقاءات والندوات العامة.
كما يتسع المسرح المكشوف الذي يتسم بطابع شرقي فى طرازه إلى نحو 600 مقعد ما بين المدرجات الثابتة أو المتحركة لتمكن المشاهدين من حرية الحركة والاستمتاع بالهواء الطلق في ليالي الصيف.
* معايير الاختيار
عن كيفية اختيار الضيوف من المطربين للغناء فى مسارح الأوبرا، وإذا ما كانت لا تزال حفلاتها تجذب الجمهور أم لا، يقول محمد حسني، مدير إدارة الإعلام في الأوبرا، إن اختيار الضيوف المشاركين في حفلات الموسيقى العربية مهمة صعبة؛ لأن جمهور الأوبرا جمهور مختلف ويسعى إلى سماع فن حقيقي وأصوات جيدة.
وبالتالي فهم يسهمون بشكل كبير في تكوين الفكرة الأساسية عن الضيوف المشاركين من المطربين. أما اختيار الضيوف فتقوم باختيارهم الدكتورة رتيبة حفني، مستشار رئيس لجنة دار الأوبرا ورئيس الموسيقى العربية، بجانب جيهان مرسي، مدير عام الموسيقى العربية واللجنة التحضيرية.
وأشار إلى أن حفلات دار الأوبرا لاتزال تحقق نجاحات منقطعة النظير لدرجة أنه فى أوقات كثيرة نقع في مشكلة بسبب نفاد التذاكر ويظل التوافد مستمراً من الجمهور الذي يرغب في هذه الحفلات.
وعن كون ما يتردد عن أن نوعية الجمهور الذي يأتي لهذه الحفلات هم من الكبار وليس من الشباب الذين عزفوا عن المجيء للأوبرا يقول: هذا أمر غير حقيقي، فالشباب يحضرون إلى الأوبرا، وأيضاً هناك حفلات يحضرها الكبار.
ومن جيل الوسط والشباب وهي تختلف من مطرب لآخر، ولكن على كل حال؛ فالجمهور الشباب موجود وليس مقتصراً على دخوله الأوبرا لسماع مطربين شباب، ولكن من كل الأجيال، فمثلاً الموسيقار عمر خيرت على الرغم من كبر سنه فإن 80% من جمهوره من الشباب وهذا مثال واضح.
المصدر: العرب أونلاين-