Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

لعبة ممتلكات وطيران الخليج… بقلم / ابراهيم ابوصندل

لعبة ممتلكات وطيران الخليج

بقلم / ابراهيم ابوصندل

يروى عن نابليون بونابرت إنه قال: “أسوأ شيء في السياسة، الشروع بعمل ثم تركه ناقصا”. وقبله قول أبي الطيب المتنبي: “ولم أر في عيوب الناس شيئا .. كنقص القادرين على التمام” !

استطاع المجلس النيابي منذ البداية أن يضيق الخناق على بعض المشروعات غير الناجحة، والتي تكلف الشعب البحريني الكثير من مقدراته، ومنها حلبة سباق البحرين، وطيران الخليج مع الفارق بينهما.

كما استطاع المجلس ومنذ البداية أيضا أن يضبط علاقة بعض الشركات مع الحكومة، وأن يجبرها على تحويل جزءا من إيراداتها إلى خزينة الدولة ومنها شركة ألبا.

بعد هذه التجرية تم تأسيس شركة ممتلكات لتعزل الشركات التي تملكها – أو تملك بعض أسهمها – الحكومة، وذلك من أجل التخلص من تدخل المجلس النيابي سواء في منح الأموال الطائلة من خزينة الدولة، أو في الرقابة على هذه المشاريع الفاشلة والتي أصبحت عبئا ثقيلا على الدولة وعلى خزينتها وأولويات المواطن ومصالحه.

تأسيس ممتلكات جاء بصورة تحوم حولها الشبهات الدستورية والقانونية والاقتصادية أيضا، وقد برز توجه من النواب أو بعض الكتل للطعن في شركة ممتلكات من الناحية الدستورية، كون الشركة قد استحوذت على مليارات تملكها الدولة، وحولتها إلى ما يشبه الملك الخاص بهدف تمكين البعض من التصرف فيها دون حسيب ولا رقيب لا من المجلس النيابي ولا حتى من الحكومة.

إلا أن النواب لم يواصلوا في هذا التوجه (أعني الطعن في دستورية ممتلكات) مراعاة لسمة التدرج في العملية السياسية، وحفاظا على العلاقة بين مختلف الأطراف طمعا في الوصول لتحقيق أهداف الشعب من خلال التوافق وليس التصادم والتجاذب.

لم يكن سكوت المجلس النيابي ضعفا وإنما احتراما، ولم يكن غض الطرف جهلا؛ وإنما رغبة في التعاون والتناصح. ولكن يأبى المثل إلا أن يطرح نفسه “لا يستقيم الظل والعود أعوج”، أو كما قيل في القواعد الأصولية “ما بني على باطل فهو باطل”، وهنا يصدق قول بونابرت والمتنبي.

الآن وبعد تحقيق خسائر خيالية، وتخبط إداري لا مثيل له، نسمع عن إعادة بناء طيران الخليج ودعمها وحماية موظفيها !! إذاً ماذا كنا نفعل خلال ثمان سنوات !!

لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن طيران الخليج قد فشلت، سواء من خلال مجالس إداراتها المتعددة أو رؤسائها التنفيذين على اختلاف جنسياتهم، أو من خلال السياسات التي استخدمت حتى الآن لمحاولات إعادة بنائها وتأتي ممتلكات في مقدمة الفاشلين !

لقد استهلكت (طيران الخليج) ثروات هذا الشعب، وانتقلت ملايين أهل البحرين لتستقر في أيدي ثلة قليلة مستفيدة ليس فقط من وجود طيران الخليج؛ وإنما ربما من حالة الفساد المستشرية فيها.

لقد آن الأوان للاعتراف بفشل هذه الشركة وفشل القائمين عليها، وحان الوقت لوقف التبرع القسري بالدماء من جسد الشعب البحريني رغما عنه وليس تبرعا بها، وضخها في جسد طيران الخليج، فقد مرض الشعب واعتلت صحته، ولم تتحسن صحة الشركة المعتلة.

آن الأوان أيضا لتتمة العمل وإكمال النقص، وذلك بوضع النقاط على الحروف، واتخاذ الموقف الشرعي والعادل فيما يتعلق بشركة ممتلكات.


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله