نفى مسؤولون مغاربة تأثر بعثات الحجاج إلى بيت الله الحرام بمخاوف انتشار انفلونزا الخنازير، رغم أن تلقيح الحجاج ضد الفيروس كان اختيارياً وليس اجبارياً، بحسب ما أكد الرسميون، فيما عبّر حجاج عن استيائهم جراء إرغامهم على التطعيم باللقاح.
وأكد مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة المغربية عمر المنزهي، أن نسبة امتناع الحجاج عن أخذ اللقاح تكاد تكون منعدمة، “والحاج الممتنع يعود للقبول من تلقاء نفسه على أخذ اللقاح، بفضل التوضيحات التي يقدمها له الأطباء المختصون”.
وبدأت الوزارة بحملات التلقيح منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، وبحلول اليوم الأحد سيكون تم تلقيح ما يزيد عن نصف الحجاج ضد الانفلونزا.
وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أكد أمام مجلس النواب، حيث نفى الأنباء التي تحدثت عن “إجبار” الحجاج المغاربة على تطعيمهم باللقاح المضاد لفيروس إتش 1 إن 1، وقال جوابا على أسئلة نواب برلمانيين: إن الحجاج “لا يُجبَرون على أخذ التلقيح و المسألة إختيارية”.
إلا أن بعض الحجاج تحدثوا عن “إجبارهم” على التلقيح، منهم سيدة حاولت التملص من التلقيح بشتى الوسائل. لكن، في النهاية، تم إقناعها بضرورة تناوله قبل التوجه إلى الديار المقدسة، بحسب ما قالت لـ”العربية.نت”.
كذلك قال حجاج مغاربة آخرون، وصلوا إلى المدينة المنورة، إن تلقيحهم ضد الفيروس “كان إجبارياً”.
ولم يخضع الفوج الأول من الحجاج المغاربة للتلقيح لعدم توفره حينها، غير أن السلطات قررت إرسال ما يكفي هؤلاء الحجاج من الجرعات ضد الفيروس، بعد وصول حوالي مليون جرعة من فرنسا. يُذكر أن البعثة الصحية المغربية للحج تضم أكثر من 20 طبيبا اختصاصيا في أمراض التنفس والإنعاش وغيرها من الأمراض، مُزودين بكافة الأدوية المضادة للفيروس وبالأقنعة الواقية.
وقال رئيس المجلس العلمي للرباط عبد الله اكديرة، إن التوعية المكثفة ومتابعة الأطباء وذوي الاختصاص في علوم الأوبئة، بددت كل التخوفات الطبيعية من تداعيات التلقيح، والتي كانت موجودة لدى الحجاج المغاربة الذين سافروا أو في طريقهم للسفر إلى السعودية لأداء مناسكهم.
وأضاف اكديرة أن المجلس العلمي للرباط على سبيل المثال شهد إقبالا كبيرا من طرف الحجاج المغاربة لتلقي الدورات التدريبية واللقاءات التكوينية التي أطرتها مندوبيات وزارة الصحة من خلال أطباء وعلماء الاوبئة الذين كانوا يجيبون مباشرة على أسئلة الحجاج ويردون على تخوفاتهم.