مواطنون وخليجيون : الدوحة أصبحت الوجهة الأولى للسياحة العائلية
أكد عدد من المواطنين والزُّوَّار من دول مجلس التعاون الخليجي أن الدوحة أصبحت وجهة سياحية فريدة من نوعها على مستوى المنطقة، خاصة مع تعدد النشاطات والفعاليات المختلفة والمتنوعة التي شهدتها قطر في الآونة الأخيرة، والتي تناسب العائلات من جميع الجنسيات.
وثمن هؤلاء، في حديثهم مع «العرب» اهتمام الحكومة المتواصل في دعم النشاط السياحي في البلاد، مُشيدين بالدور الذي تلعبه الهيئة العامة للسياحة في هذا الصدد، والمتمثل في خلق أفكار جديدة وجاذبة للسكان ومواطني دول المجلس.
وأكد هؤلاء أن النهضة التي شهدتها قطر في مختلف المجالات لم يكن ينقصها إلا بعض الأنشطة السياحية والفعاليات والترويج لها بشكل فعال، وهو ما بدأت الجهات المسؤولة تلتفت إليه في السنوات الأخيرة، مثمنين دور تلك الجهات في عكس وجه قطر المشرق داخلياً وخارجياً.
واستقبلت قطر قرابة ثلاثة ملايين زائر خلال العام الماضي، مسجلة بذلك نسبة نمو قدرها %3.7 مقارنة بعام 2014، ونمو بنحو %72 مقارنة بـ2010، مما يمثل معدل نمو سنوي قدره %11.5 على مدار السنوات الخمس الماضية.
جهود
وتعكس هذه الأرقام المجهود الكبير الذي تبذله الهيئة العامة للسياحة، بوصفها الكيان الحكومي الرئيسي للتخطيط والترويج للسياحة بالدولة، في العمل مع شركائها في القطاع لتخطيط وتنظيم وترويج وتطوير قطاع سياحي مسؤول، ومستدام يساهم في مستقبل قطر ويجعل من قطر وجهة سياحية رائدة، بالإضافة إلى عرض مقومات قطر وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية كمقصد مميز تتوفر فيه مرافق الأعمال والتجارب الأصيلة والترفيه العائلي.
وفي جولة لـ«^» داخل أروقة متحف الفن الإسلامي، الذي استضاف على مدار أسبوع كامل مهرجان قطر للأغذية بعدد زوار وصل إلى 200 ألف زائر من قطر ودول مجلس التعاون، تحدث الزوار عن التحول الكبير الذي شهدته البلاد في تنظيم الفعاليات والمهرجانات من هذا النوع، مما جعلها الوجهة السياحية الأولى للعائلات في منطقة الخليج العربي.
فعاليات متنوعة
بداية، يقول المواطن سعيد الهاجري: إن الدوحة تشهد تطوراً ملحوظاً في قطاع السياحة، معرباً عن تطلعه لأن تصبح قطر المدينة الأكثر جذبا للزوار، والسياح خلال السنوات القادمة؛ وذلك لأن العديد من المدن المجاورة وقعت في فخ تكرار الحدث، بينما الدوحة لديها الفرصة لصنع أحداث متطورة طوال العام.
ويضيف الهاجري أن الدولة تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها لتنظيم الفعاليات والأنشطة السياحية المتنوعة، كما أنها قد نجحت وخلال الخمس سنوات السابقة من خلال المهرجانات والمشاركات الخارجية في وضع قطر على خارطة السياحة العالمية.
الأنشطة الترفيهية
ويؤكد أن قطاع السياحة يخدم نفسه بنفسه، مشيراً إلى أن مواقع الفنادق في قلب مدينة الدوحة يساعد كثيراً في الحركة من وإلى كافة الأنشطة الترفيهية، لافتاً إلى أن سياسة الهيئة العامة للسياحة وتطلعاتها لخلق واقع أفضل للسياحة القطرية يجعل قطاع السياحة أكثر تفاؤلاً في السنوات القادمة.
ويطالب الهاجري بضرورة توفير مدينة ألعاب كبيرة تخدم الأطفال والعائلات، بغض النظر عن مدن الألعاب الموجود داخل المجمعات التجارية، مؤكداً أن الدولة باتت بحاجة كبيرة لمثل هذه المدن.
ومن جانبه، يقول المواطن أحمد أبو عبدالله: إن تنظيم الفعاليات المتنوعة، مثل مهرجان قطر للأغذية وقرية الاحتفالات الساحرة، وغيرها من الأنشطة المختلفة، يساعد كثيرا العائلات والزوار لقضاء وقت أفضل، كما أنه يروج لدولة قطر، كدولة مليئة بالمقومات السياحية.
ويضيف أبو عبدالله: «هذه الفعاليات تساهم أيضاً في دفع السياحة الداخلية كما تساهم بقدر كبير في خلق أجواء من الترفيه، فلم يعد لدينا مهرجان الصيف فقط، بل هناك العديد من الفعاليات التي تساهم في تنشيط السياحة الداخلية كما تربط الدوحة بالعديد من الأحداث العالمية».
وجهة الخليجيين
من جهته، يقول المواطن السعودي ماجد العبدالله التميمي، الذي جاء إلى الدوحة مع عائلته في زيارة لمدة أسبوع: إن الأجواء التي شهدها هذا العام في قطر تختلف عن العام السابق والأعوام المنصرمة، لافتاً إلى أن القطاع السياحي في قطر شهد تغيرات جذرية خلال السنوات الخمس الماضية. ويشيد التميمي بالفعاليات والأنشطة التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة في قطر، مؤكداً بأنها تناسب جميع الأعمار وكذلك الأطفال والنساء والكبار. ويضيف: «الدوحة أصبحت قبلة السياحة العائلية الأولى في منطقة الخليج العربي».
نمو الغرف الفندقية
وحول أسعار الفنادق في الدوحة، ينوه التميمي بأن الأسعار معقولة في هذه الأوقات، أما خلال موسم الإجازات الرسمية ترتفع بشكل كبير جداً، فيما عدا حالات الحجز المبكرة. وقد شهد عام 2015 افتتاح وتسجيل بيانات 15 منشأة فندقية جديدة في قطر، مما زاد المعروض من الغرف بنسبة %30 (5000 غرفة) وجعل إجمالي الطاقة الاستيعابية الفندقية في البلاد تزيد على 20 ألف غرفة سواء كانت ضمن فندق أو شقة فندقية، ومع نهاية العام، فتحت 5 منشآت (1.046 غرفة) أخرى أبوابها، وستبدأ تلك المنشآت بتسجيل بيانات أدائها في 2016.
ولا تزال الفنادق فئة 5 هي الأكبر عددا، حيث تضم ما يقرب من 8900 غرفة موزعة على 39 منشأة فندقية، وبالرغم من الزيادة الملحوظة في المعروض، فقد بقيت معدلات الإشغال الإجمالية فوق %70.
تضاعف
وفي ضوء استعدادات قطر لاستضافة فعاليات كبرى مثل مونديال 2022، من المرتقب أن يتضاعف المعروض من الغرف وذلك مع وجود 56 فندقا و13 مبنى يضم شققا فندقية من المقرر الانتهاء منها خلال السنوات الخمس المقبلة، ومن بين هذه الفنادق والمباني، هناك 20 منشأة من المقرر افتتاحها خلال عام 2016، وهو ما يعني زيادة في المعروض بمقدار 4 آلاف غرفة.
دفع عجلة التنمية
من جهته، يقول محمد أحمد الضاحي: إن قطر تحتل مرتبة متقدمة على لائحة المدن السياحية الأكثر جذباً في منطقة الخليج، وقد ساهمت مثل هذه الفعاليات والمهرجانات التي تنتهجها الهيئة العامة للسياحة إلى حد كبير في ترسيخ هذه المكانة من خلال الترويج لقطر التي ذاع صيتها في كافة أنحاء العالم كوجهة سياحية مفضلة على مدار العام.
ويضيف الضاحي أن المهرجانات والفعاليات تلعب دوراً كبيراً في دفع عجلة النمو الاقتصادي، من خلال الزوار والسياح الذين يزورون الدوحة وينفقون في الأسواق والفنادق والمطاعم وغيرها، وينعكس ذلك بالفائدة على جميع القطاعات التجارية على حد سواء.
تنشيط
ويشير إلى أن الهيئة العامة للسياحة لا تقصر في تنشيط حركة السياحة داخل قطر، لافتاً إلى أن الزحام الذي تشهده طرق العاصمة والسيارات التي تحمل أرقام من دول الخليج خير دليل على النشاط الذي تشهده قطر وقدرتها على جذب الزوار من دول المنطقة.
ويتبين من تقرير الهيئة العامة للسياحة الأخير أن أعداد الزائرين من دول مجلس التعاون الخليجي شهدت زيادة قدرها 16% في العام الماضي، عما كانت عليه في 2014.
سياحة أسرية
من ناحيته، يقول أنور أمين الطيري: إن الدوحة تشهد خلال السنوات الأخيرة قدوم العديد من العائلات من دول مجلس التعاون الخليجي التي زارت الدوحة، مشيراً إلى أن الفعاليات المتنوعة تشكل متنفساً لها.
ويؤكد الطيري أن المهرجانات والفعاليات أصبحت تساهم في دعم وتشجيع الفنادق، التي تعمل على رفع نسب إشغالها عبر تقديم عروض صيفية تمكن العائلات بالتمتع والترفيه بدولة قطر عبر تكاليف إقامة مناسبة تتوافق ومختلف مستويات الدخل.
ويشير إلى أن مثل هذه المهرجانات والفعاليات تعمل كذلك على الترويج للسياحة القطرية وفقا لرؤية قطر 2030، التي تتطلع لخلق سياحة عالمية تسير خطوة بخطوة مع التطور الكبير الذي تشهده دولة قطر.
العرب