يوم 7 مايو القادم يكون قد مضي 75 عاما علي تأسيس مصر للطيران علي يد باعث النهضة الاقتصادية والصناعية في مصر الراحل العظيم طلعت حرب. وعندما نتحدث عن مصر للطيران فلابد أن يجرنا هذا الحديث إلي تاريخ الطيران المدني الذي ترتبط نشأته في مصر بل في الشرق الأوسط كله بظهور مصر للطيران.
تعاقب علي ادارة هذه الشركة العظيمة رجال عظام منذ عام 1932 وحتي الآن. بدأت خطوات لإنشاء شركات الطيران العربية الواحدة تلو الأخري بعد سنوات عديدة من بداية مصر للطيران لنشاطها والذي جاء مصاحبا لميلاد العديد من شركات الطيران في الدول المتقدمة.
***
بعد هذه السنوات الطويلة من العمل في خدمة الطيران المدني والنقل الجوي وبالتالي السياحة العالمية خاصة إلي مصر فإن مصر للطيران ومهما تفوقت عليها بعض الشركات الشرق أوسطية في حجم الأسطول والامكانات المادية ستظل دائما وفي تقييم خبراء الطيران المدني العالميين هي الأصل وهي القدرة والامكانات البشرية والفنية.
وحتي ندرك ما حققته مصرللطيران بعد 75 عاما من مسيرتها الطويلة في خدمة الطيران المدني فلابد أن تقارن بين رأس مالها الذي لم يكن يتجاوز ال80 ألف جنيه عام 1938 وبين ما تم اعلانه في آخر اجتماع للجمعية العمومية لمصر للطيران برئاسة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني حيث بلغت أصول الشركة 12 مليار جنيه ورأسمالها مليار جنيه بينما بلغ الفائض في ميزانيتها 344 مليون جنيه. من ناحية أخري فقد تم التعاقد علي شراء 12 طائرة حديثة طراز بوينج 737/800 في اطار خطة زيادة حجم الأسطول إلي 64 طائرة حتي عام .2010 يضاف إلي ذلك الطفرة الهائلة التي حققتها الشركة تحت قيادة الفريق أحمد شفيق وادارة المهندس عاطف عبدالحميد رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة لمواكبة تطوير عمليات الحجز واستخدام التذكرة الالكترونية والتعامل عن طريق الانترنت. كما شملت عملية التطوير تقسيم نشاط مصر للطيران إلي عدة شركات متخصصة آخرها شركة اكسبريس التي ستتولي مسئولية الخطوط الداخلية ابتداء من يونيو القادم.
***
لا يفوتني وأنا أتحدث عن هذا العيد الماسي لمصر للطيران ان أشير إلي علاقتي بهذه المؤسسة الوطنية التي تمتد إلي 48 عاما مضت عندما اختارني أستاذنا الراحل الكبير أبو الصحافة المصرية الحديثة مصطفي أمين عندما كنت طالبا في كلية الآداب قسم صحافة وقبل تخرجي كأول مندوب صحفي لجريدة الأخبار بل وفي كل الصحافة المصرية بمطار القاهرة. اتاح لي هذا الاختيار أن أتخصص في شئون الطيران والسياحة وهو ما أدي إلي توطيد علاقتي بكل المسئولين والعاملين في مصر للطيران. ولا يمكن التأريخ لهذه الفترة الطويلة التي استغرقتها هذه العلاقة دون الاشارة إلي الرجال العظام الذين تعاقبوا علي رئاسة وقيادة هذه الشركة وأنشطتها المختلفة وفي مقدمتهم الفريق صدقي محمود والفريق حسن محمود والفريق جمال عفيفي والمهندس أحمد توفيق البكري والفريق جمال عرفان والفريق نبيه حشاد واللواء طيار عبدالحميد محمود واللواء طيار مسلم نوفل واللواء طيار يحيي العيدروس والمهندس محمد فهيم ريان الذي كان ظاهرة في النهوض بمصر للطيران والدفاع عن حقوقها ودعم اسمها ومكانتها في عالم الطيران والبنوك العالمية. ثم اللواء طيار عبدالفتاح كاطو ويتولي مسئولية ادارة الشركة حاليا المهندس عاطف عبدالحميد رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران.
هذا هو تاريخ مصر للطيران الذي هو بكل المقاييس تاريخ مشرف يرتبط بدخول الطيران والنقل الجوي المدني منطقة الشرق الأوسط.. عيد ماسي سعيد لمصر للطيران وعقبال العيد المئوي بإذن الله.