لندن – المركز الحسيني للدراسات – "المسلة" ….. في حدث ثقافي قلّ نظيره في العاصمة البريطانية لندن، كرّمت دائرة المعارف الحسينية في حفل بهيج جرى مساء الجمعة الأول من ابريل 2016م، العاملين والمتعاونين معها من علماء وباحثين وأساتذة جامعات.
وجرى خلال الحفل الذي أقيم تحت عنوان "ملتقى الأحبة" بمناسبة ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وصدور الجزء المائة من مجلدات دائرة المعارف الحسينية، منح دروع التقدير والشكر لأكثر من ثلاثين شخصية علمية وعلمائية، قدّمها بنفسه راعي الموسوعة الحسينية ومؤلفها الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي، عرفاناً منه بالجهود الطيبة التي بذلها المُكرّمون خلال ثلاثين عاماً من عمر الموسوعة الحسينية التي صدر منها حتى الآن عُشرها من مجموع نحو تسعمائة مجلد.
وعبّر المحقق الكرباسي خلال حفل التكريم عن كبير شكره وامتنانه لكل العاملين والمتعاونين مع دائرة المعارف الحسينية في داخل المملكة المتحدة وخارجها وبخاصة في لبنان والعراق وإيران وباكستان والكويت وغيرها، واصفا إياهم بأنهم عملوا معه وتعاونوا كخلية نحل ولم يبخلوا على الموسوعة الحسينية بما يملكون من طاقة وهمة وإرادة وتفان وإيثار.
وترجم راعي الموسوعة الحسينية شكره الى أرجوزة شعرية من أربعين بيتاً ذكر فيها أسماء كل الذين تعاونوا معه من باحثين وباحثات وعاملين وعاملات، قال في مطلعها:
لي أخوةٌ في الله منهم أرتوي … نسغَ الولا دومًا لما قد يحتوي
أنتم جميعًا إخوتي بل مُهجتي … أيضا شقيقاتي يدي في نجدتي
وكما هو ديدنه في تواضعه، عبّر آية الله الكرباسي عن اعتذاره لأي تقصير قائلا:
شُكرًا لكم من خادمٍ ها يعتذرْ … من خطئةٍ أو فعلةٍ قد تنتشرْ
أرجو لكم مستقبلًا فيه الهنا … إني لكم أدعو بألوان المُنى
ووضع الكرباسي، الذي بلغت مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة نحو الألفين، نفسه في مصاف الخدم، فقال في أرجوزته:
خيرُ الورى مَنْ خادمُ السبطِ الذي … موسوعةٌ حازت عقول المُحتذى
فخرٌ لنا في كوننا نحنُ الخدمْ … نسعى الى إحياء أهداف القممْ
ووصف العاملين والمتعاونين مع دائرة المعارف الحسينية بأنهم:
أصحابُنا فيهم فقيهٌ لامعُ … بلْ شاعرٌ أو كاتبٌ كمْ بارعُ
فيهم قضاةٌ أو مُربِّ ساسةُ … سارت بهم دومًا نفوسٌ ماسَةُ
كلٌ له فنٌ وعلمٌ أو لُغى … فيه اختصاصٌ يهتدي للمُبتغى
في حقلِ إعلامٍ عروضٍ أو أدبْ … في لهجةٍ حازتْ بعجمٍ أو عَرَبْ
فيهم إمامٌ أو خطيبٌ واعظُ … بل عارفٌ فيه الهوى من لافِظِ
وفي أسلوب بديع أتى الشاعر الكرباسي على أسماء الذين عملوا أو تعاونوا معه من الذكران والإناث، حيث قال في أرجوزته:
أسماؤهم فيها صفاتٌ ناطقةْ … تسمو على ذاتٍ بنفسٍ صادقةْ
فيهم حسينٌ واحدٌ، فيهم حسنْ … هذا ثلاثٌ، حيدرٌ فردٌ سَكَنْ
عباسُ يتلو جعفرًا بعد الصَّفا … كانوا من الفرد الذي فيه الرَّفا
هذا عليٌ في ثلاثٍ قد أتى … اثنين بسم المُصطفى حمدًا سَتَا
أذكُرْ جوادًا مرتضى ذا واحدُ … هذا خليلٌ أو جمالٌ حامدُ
في هاشم مثنى، نضيرٌ وحدُهُ … هذا وليدٌ غابَ عنّا رِفدُهُ
عبدان للباري عزيزٌ مؤتمَنْ … والآخر التوّاق فيمن قد حَسَنْ
مُستبصرٌ فيهم لهُ وَسْمٌ عُمَرْ … جمعٌ بنا مُستبصرٌ يا مَن حَضَرْ
والأسماء الواردة إشارة الى الأساتذة من الذكور: الدكتور حسين رشيد الطائي (العراق)، المهندس حسن حسين الكاظمي (العراق)، آية الله الشيخ حسن رضا مزمل حسين الغديري (باكستان)، الأستاذ حسن موسى الفتلاوي (العراق)، السيد حيدر راجي الموسوي (العراق)، الدكتور عباس جعفر الإمامي (العراق) المستشار في الموسوعة الحسينية، السيد جعفر راجي الموسوي (العراق)، الأستاذ صفاء فرج الله الجعفري (العراق)، الأستاذ علي محمد التميمي (العراق) وهو أول الذين شاطروا المؤلف العمل في موسوعته منذ عام 1991م، الأستاذ علي شُكُر البياتي (العراق)، الفقيد المهندس علي محمد حسين الجمالي (العراق)، الدكتور محمد أكبر كرگر (أفغانستان)، المهندس محمد علي صاحب الأعرجي (العراق)، الشيخ جواد محمد ميرزا (الهند)، السيد مرتضى شبر العدناني (العراق)، المستشار القانوني خليل إبراهيم المرعشي (العراق)، جمال كريم السليماني (العراق)، الشيخ هاشم حسن رضا الغديري (باكستان)، المهندس هاشم سلطان علي الصابري (إيران)، الدكتور نضير رشيد الخزرجي إعلامي وباحث ومحقق في دائرة المعارف الحسينية نحو عشرين عامًا (العراق) وهو ثاني الذين شاطروا المؤلف العمل في موسوعته، الدكتور وليد سعيد البياتي (العراق)، الدكتور عبد العزيز مختار شبين (الجزائر)، الأستاذ عبد الحسن راشد الدهيني (لبنان)، والأستاذ عمر عزيز آلاي بيك (العراق).
وفي تنويه الى قوله تعالى (للذكر مثل حظِّ الأنثيين) أشار المؤلف في أرجوزته الى إثنتي عشرة امرأة
وهن نصف عدد الذكور، ممن قدّمن خدماتهن في الموسوعة الحسينية، حيث قال في أربعة أبيات هي نصف عدد أبيات الذكور:
واستْ حُسيناً زينبٌ في الدائرةْ … آمالُ إيمانٌ رجاءٌ صابرةْ
زهراؤنا ترجو سهامًا مِنْ فرحْ … أيضاً ولاءٌ بلْ لُمى ضدَّ التَّرَحْ
في فاطمٍ جمعًا تلفَّظْ بيننا … أُذكُرْ مها أيضا نِهادًا عندنا
ذُكرانهم ضعفُ الإناثِ استنهضوا … طبقًا لفرقانِ العُلى طوْعًا رَضُوا
إشارة الى السيدات: زينب التمّ الشايقية (السودان)، آمال كاظم الشمري (العراق)، إيمان علي الحكيم (العراق)، رجاء رضا الموسوي (العراق)، زهراء محمد صادق الكرباسي (العراق)، سهام علي العسّاف (لبنان)، فرح العزاوي (العراق)، ولاء فيصل الخالدي (العراق)، لمى علي الخفاجي (العراق)، فواطم علي الحكيم (العراق)، مها عبد الحسن سمحات (لبنان)، ونهاد عبد الغني الحكاك (العراق).
وكان حفل التكريم قد بدأه المحقق الكرباسي بقراءة آيات من الذكر الحكيم نزلت بحق السيدة فاطمة الزهراء المولود في العشرين من جمادى الثانية، كما قرأ قصيدة بالمناسبة من نظمه بعنوان "عبقُ الولاء" جاء في مطلعها:
عَبَقُ الولاءِ فاحَ فأَثْمَلا … قَدَحُ الهناءِ فاضَ فأسبلا
وفي نهاية الحفل قدّم عدد من العاملين والمتعاونين شكرهم وتقديرهم لدائرة المعارف الحسينية ولمؤلفها الفقيه آية الله الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي، الذي استطاع منذ عام 1987م أن يخط أول موسوعة معرفية في تاريخ البشرية فاقت مثيلاتها العالمية من حيث الكم والكيف.