ذى قار "المسلة" …. عادت الروح السياحية من جديد إلى مناطق اهوار قضاء الجبايش التابعة إلى محافظة ذي قار، والتي شهدت نشاطا ملحوظا منذ مطلع العام الجاري 2016، في ظل زيادة واضحة في مناسيب المياه وعودة جزء كبير من مناطق الاهوار إلى سابق عهدها.
وما نشّط تلك الحركة، وجود أماكن سياحية كثيرة جعلت منها فرصة مهمة للعديد من السياح الأجانب والزوار المحليين، الذين نظموا سفرات جامعية للاطلاع على أهمية المنطقة ومناظرها الخلابة والتنوع الإحيائي والبيئي بعد اغمار مساحات واسعة منها بالمياه مؤخرا.
وعن ذلك، يقول قائم مقام قضاء الجبايش بديع الخيون للمربد ان المنطقة تشهد توافدا كبيرا ومتواصلا من المجاميع السياحية الأجنبية وكذلك وفود من الجامعات العراقية بالإضافة إلى السكان المحليين من عموم المحافظة.
ويضيف بأن الأمر الذي ألقى بظلاله بشكل ايجابي على الحركة الاقتصادية وانتعاش السوق المحلية وتشغيل الأيدي العاملة.
ويعد قضاء الجبايش من أهم المناطق السياحية في العراق، ما جعله محط اهتمام ونقطة جذب سياحي للكثير من الوفود والسياح مؤخرا، بحسب الخيون.
وأكد أن إدارة القضاء لديها خطة تعمل عليها لتطوير الواقع السياحي في الاهوار العراقية لضمان تحقيق مردود مالي جيد من خلال تشجيع المستثمرين للعمل السياحي وبناء منتجعات وفنادق ومرافق سياحية أخرى لدعم الاقتصاد الوطني في ظل الازمة المالية الحالية حسبما ذكرت موجز العراق.
ودعا الخيون الحكومة المحلية إلى العمل الجدي من اجل إيجاد الفرص الاستثمارية المناسبة وتوفير الأرضية والمناخ المناسب لعمل المستثمرين وتطوير القطاع السياحي في قضاء الجبايش.
ديفيد دي استاذ جامعي ايطالي يعمل في مجال تنقية المياه الراكدة ومياه المجاري كان احد السياح المتواجدين في المنطقة، وقال للمربد انه يحقق ثالث زيارة لمناطق الاهوار كونها منطقة مهمة ومتنوعة وتتمتع بالجمال الطبيعي والتنوع الإحيائي وانه يهتم في بيئة المنطقة كونها موطن الإنسان الأول والحضارة الأولى بحسب دراستهم في الجامعات الايطالية.
كما وعبّر عن سعادته لزيارة المنطقة من جديد، وأشار إلى رغبة كبيرة لدى أسرته وأصدقائه وزملائه في زيارة المنطقة مستقبلا.
وتؤكد الحكومة المحلية مساعيها في تنشيط الحركة السياحية من خلال تنظيم جولات سياحية مقابل أجور رمزية لتحقيق العوائد المالية الكافية لإدامة المناطق السياحية وتطويرها، بحسب رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس محافظة ذي قار أجيال الموسوي.
وأضافت للمربد أن لدى الحكومة خطة لتطوير متحف الشهيد في قضاء الجبايش والمتحف الحضاري في مدينة الناصرية، فضلاً عن طباعة دليل سياحي بلغات متعددة لتلك المناطق السياحية.
ويرجع مسؤولون انتعاش حركة السياحة في الاهوار إلى توفير بيئة آمنة جعلت تلك المناطق مراكز جذب سياحية طبيعة.
وعن ذلك يقول مدير شرطة قضاء الجبايش العميد نعيم خلف محمد أن الأجهزة الأمنية وفرت كامل الحماية لجميع السائحين والزائرين من خلال مرافقتهم بواسطة عدد من الزوارق النهرية، فيما أشار إلى حاجتهم للمزيد منها في ظل زيادة أعداد الواصلين للسياحة مؤخرا على اثر انتعاش المنطقة.
كما ودعا عبر حديثه للمربد إلى تشكيل مركز متخصص للشرطة النهرية لتامين الحماية للسياح الأجانب والمحليين ومرافقتهم ضمن جولاتهم السياحية من خلال إعادة السرية الثانية العسكرية للاهوار والتي تمتلك زوارق متخصصة وبواقع 30 زورقا بعد نقلها إلى حماية المناطق القريبة من الحقول النفطية ضمن حدود محافظة ميسان.
خلف أكد أن مناطق الاهوار تتمتع باستقرار امني واضح وتفاعل كبير مع الادلاء السياحيين الذين هم من أبناء المنطقة حصرا، لتامين الحماية الكاملة لكل من يرغب بزيارة المنطقة.
صاحب احد الزوارق النهرية ( أبو حيدر ) وهو دليل سياحي تحدث قائلا انه يقوم بنقل السياح طول النهار منذ الصباح حتى عودهتم مساءا، مشيرا إلى انه يعرف كل خفايا الاهوار ومناطقها ومنها بركة البغدادية المشهورة بسحر جمالها وانه يقوم بالحديث للسياح عن طيور المنطقة وأنواعها ومواعيد هجرتها وعودتها إلى مناطقها الأصلية.
موضحا أن الزورق الذي يملكه يعتبر مصدر رزقه الوحيد حاليا في نقل الزائرين إلى جميع المناطق.
وتقدر مساحة أهوار محافظة ذي قار قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي بمليون و48 ألف دونم في حين تبلغ المساحة التي أعيد اغمارها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمائة من مجمل المساحة الكلية للاهوار في حين تشكل مساحتها خمس مساحة المحافظة وتتوزع على 10 وحدات إدارية.