تستعد موانئ دول الخليج لاستقبال أكبر سفينة ركاب سياحية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ستصل سفينة “بريليانس اوف ذا سيز” والتي تشغلها “رويال كاريبيان انترناشيونال”، أكبر شركة عالمية متخصصة في إدارة وتشغيل السفن السياحية العملاقة، إلى موانئ الإمارات وعُمان والبحرين اعتباراً من شهر ينايرالمقبل.
ومن المقرر أن تصل “بريليانس” إلى ميناء دبي في 18 يناير 2010، تنطلق بعدها في رحلات سياحية لسبع ليالٍ إلى الخليج وبحر عُمان، تزور فيها موانئ مسقط والفجيرة وأبوظبي والبحرين. وبوصول السفينة إلى ميناء دبي تنطلق رسمياً عمليات شركة “رويال كاريبيان انترناشيونال” في أسواق الشرق الأوسط.
وتعمل السطات المحلية في الموانئ الخليجية على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتسهيلات والقيام بالتحضيرات اللازمة للتأكد من تحقيق أعلى درجات السلاسة والانسيابية في حركة السياح، خاصة مع توقع ارتفاع أعداد المسافرين على متن الرحلات البحرية السياحية خلال السنوات القادمة.
وقال حمد بن مجرن، المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: “تحمل واجهة مبنى الركاب الجديد في ميناء دبي الطابع العربي المعاصر الذي تشتهر به الإمارة. نهدف بشكل أساسي إلى تعزيز البعد التراثي الغني الذي تنعم به إمارة دبي والدور الذي لعبته كمركز بحري هام، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الضيافة المتميزة التي تخصها دبي لزوارها والدور الذي تلعبه على خارطة الوجهات السياحية العالمية”.
وتتوقع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، الجهة المشرفة على ميناء السفن السياحية في الإمارة، بأن تزداد أعداد مسافري الرحلات السياحية في دبي لتصل إلى 260 ألف مسافر هذا العام. وتتوقع الدائرة في العام القادم أن تزداد أعداد السفن السياحية التي تزور الإمارة بواقع 99 سفينة، أي نحو 383 ألف مسافر.
وأضاف المجرن: “نتطلع إلى تعزيز الدور الذي يلعبه ميناء السفن السياحية من خلال إعطاء أولوية للتصميم الداخلي والخارجي للبناء، وذلك من خلال الاهتمام بالقبب والأقواس والمنحوتات، التي تشكل بمجموعها عناصر رئيسية في الطابع المعماري الذي يميز الهيكل الخارجي للمبنى”.
ويشغل مبنى الركاب الجديد في ميناء دبي مساحة 3800 متر مربع، وهو مصمم ليتعامل مع ثلاث أو أربع سفن في وقت واحد. ومن المتوقع أن يكتمل المبنى بحلول شهر يناير من العام 2010 وحتى ذلك التاريخ فإن هناك مبنىً مؤقتاً سيغطي احتياجات السفن السياحية القاصدة دبي بدءاً من شهر سبتمبر 2009.
وبعد مغادرتها دبي، ستتوجه “بريليانس اوف ذا سيز” إلى العاصمة العُمانية مسقط. ومن جانبه رحّب خالد الزدجالي، مدير الأنشطة السياحية في وزارة السياحة العمانية، بانطلاق عمليات شركة “رويال كاريبيان انترناشيونال” في منطقة الخليج، مشيراً إلى أهمية هذه الخطوة في تعزيز قطاع الرحلات السياحية في منطقة الخليج عامة وسلطنة عُمان على وجه الخصوص.
وذكر الزدجالي: “لدى شركة رويال كاريبيان باع طويل في تشغيل وإدارة السفن السياحية العملاقة ونعتقد بأن قدوم سفينتها “بريليانس” إلى ميناء مسقط سيعزز قطاع الرحلات البحرية السياحية في السلطنة. ونحن من جانبنا سنعمل ما بوسعنا لتأمين الاحتياجات والبنية التحتية اللازمة لتسهيل حركة الركاب، خاصة وأننا نتوقع ارتفاع أعداد السفن السياحية التي سترسو في ميناء مسقط في العام 2010 بمعدل 40 بالمئة مقارنة بالعام الحالي 2009″.
وبعد مسقط تتوجه السفينة إلى الفجيرة وترسو بعدها في ميناء أبوظبي. وتتوقع هيئة أبوظبي للسياحة، الجهة المشرفة على قطاع السياحة في الإمارة، أن يصل عدد القادمين عبر منفذ أبوظبي البحري إلى أكثر من 200 ألف مسافر خلال الموسم القادم، والذي يمتد من نهاية نوفمبر 2009 ويستمر لبداية مايو 2010. ويُشار إلى أن ميناء أبوظبي استقبل في الفترة ذاتها من العام الماضي ما يقرب من 125 ألف مسافر.
وقال أحمد حسين، نائب مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة للعمليات السياحية: “ننتظر وصول سفينة “بريليانس اوف ذا سيز” إلى منياء أبوظبي ونتطلع للترحيب بطاقم السفينة والمسافرين على متنها بحفاوة تعكس حسن الضيافة الذي تشتهر به أبوظبي وتعطيهم فكرة عن غنى الموروث الثقافي التي تحظى به الإمارة”.
وأضاف: “يساهم إدراج أبوظبي ضمن الوجهات التي تزورها السفينة في تعزيز استراتيجيتنا لتنشيط حركة السياحة البحرية وترسيخ حضور الإمارة كوجهة سياحية رائدة حول العالم، والتعريف بالإمكانيات الكبيرة التي تقدمها لزوارها”.
ومن المتوقع أن تشهد إمارة أبوظبي زيادة بنسبة 60 بالمئة في حركة المسافرين على متن السفن السياحية خلال موسم العام 2009 و2010.
وقبل عودتها إلى دبي تبحر “بريلينانس” باتجاه ميناء سلمان في مملكة البحرين، والتي تسير بخطى حثيثة لتطوير قطاع السياحة فيها، حيث أنه يساهم بنحو 12 بالمئة في المنتج المحلي الإجمالي في البلاد.
وقال عيسى حساني، كبير أخصائيي تسويق القطاع السياحي في وزارة الثقافة والإعلام في البحرين: “تساهم الرحلات البحرية الترفيهية بشكل كبير في تطوير القطاع السياحي في المملكة. ترسو على شواطئ البحرين حالياً 3 سفن سياحية في الأسبوع، ما يمثل 120 ألف راكب في العام الواحد. ونأمل مع وصول سفينة “بريليانس” إلى المملكة أن نضاعف هذا العدد خلال السنوات القليلة المقبلة”.
من جانبها قالت هيلين بيك، المدير الإقليمي لشركة “رويال كاريبيان انترناشيونال” في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “حققنا حجوزات جيدة على رحلات “بريليانس اوف ذا سيز” وجاء أكثر من 60 بالمئة من عملائنا من المملكة المتحدة تلاها أمريكا فألمانيا، كما أننا نشهد إقبالاً جيداً من منطقة الشرق الأوسط. ومن خلال الإبحار في منطقة الخليج نحظى بفرصة جيدة لعرض المزايا والخدمات التي توفرها “بريليانس” وتعريف ضيوفنا في المنطقة بالأنشطة الممتعة التي تنتظر السياح على متن الرحلات البحرية الترفيهية”.
وأضافت: “نعتبر أنفسنا محظوظين لعملنا عن قرب مع موانئ المنطقة. لقد لمسنا دعماً قوياً من جانب السلطات المحلية في موانئ الخليج، وهذا بالضبط ما نحتاج إليه لتطوير قطاع الرحلات السياحية، فمن خلال تحديث الموانئ يحظى عملاؤنا بالخدمات الراقية والمتميزة التي نحرص على تقديمها باستمرار”.