يساهم النشاط السياحي بمعدل 6 بالمائة في الناتج المحلي الخام وتمثل الاستثمارات السياحية 4ر5 بالمائة من جملة الاستثمارات وتساهم السياحية التونسية بما يفوق 10 بالمائة من دخل العملة الصعبة من مجموع الصادرات التونسية ويغطي القطاع عجز الميزان التجارى بنسبة 65 بالمائة ويوفر حوالي 400 الف موطن شغل مباشر وغير مباشر فضلا عن مساهمته بدرجة هامة في تطوير عديد القطاعات الاخرى وخاصة منها النقل والمواصلات والصناعات التقليدية وتطوير البنية الاساسية وسائر المرافق العامة.
وتبرز المعطيات بوضوح الاهمية المتزايدة للنشاط السياحي ضمن الحركة التنموية الشاملة للبلاد خاصة في ظرف عالمي اتسم بضغوطات عدة من جراء تبعات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية.
علما وان هذا الظرف العالمي تميز اساسا بارتفاع اسعار النفط والمواد الاساسية بما اثر على القدرة الشرائية والميزانيات المخصصة للترفيه والسياحة.
وعلى الرغم من هذه التحولات تمكنت السياحة التونسية خلال سنة 2008 من تسجيل نتائج متميزة لاهم المؤشرات السياحية حيث بلغ الدخل 4ر3 م د اى بزيادة 1ر9 بالمائة. كما بلغ عدد الليالي المقضاة 38 مليون ليلة اى بزيادة 2 بالمائة0 وحقق عدد الوافدين 7 ملايين ارتفاعا بنسبة 2ر4 بالمائة.
كما تمكن القطاع خلال الفترة المتراوحة بين 01 يناير و31 مايو من السنة الجارية من تحقيق نتائج ملموسة تمثلت خاصة في الدخل السياحى بقيمة 097ر1 م د وعدد الليالي المقضاة ب751ر9 مليون ليلة وعدد الوافدين 248ر2 مليون سائح.
وقد اعتمدت السياحة التونسية منذ انطلاقتها في اوائل الستينات على استثمار كل المقومات السياحية انطلاقا من المخزون الطبيعي وصولا الى الثقافي والحضارى الضارب في عمق التاريخ اكثر من 3000 سنة وذلك في اطار خطة محكمة تهدف الى مزيد ادماج هذا النشاط في فضائها الاقليمي والدولي وتوفير الشروط الكفيلة بتدعيم قدرتها التنافسية.
ومن اهم المحاورالتى تسعى اليها تونس اثراء وتنويع المنتوج السياحي واعطاء الوجهة التونسية القدرة على المنافسة وتدعيم حصتها في الاسواق السياحية وتمديد الموسم السياحي واستقطاب نوعية خاصة من السياح من ذوى الدخل المرتفع لذلك تم التركيز على تطوير العديد من المنتوجات الجديدة على غرار السياحة الصحراوية /11000 سرير/ سياحة الصولجان /10 ملاعب قولف/ السياحة الثقافية والبيئية لتوفرها على مقومات قابلة للتثمين.
ولمواكبة الطلب السياحي المتزايد ولاهمية الموروث الحضارى والتقليدى الذى تزخر به تونس ملتقى الحضارات من قرطاج الى القيروان الى تونس العهد الجديد اصبحت السياحة الثقافية والبيئية خيارا استراتيجيا في تطوير السياحة التونسية من خلال تدعيم واثراء المنتوج وتطعيمه بعديد الاشكال من الموروث الحضارى والتاريخي والتقليدى والطبيعي.
ويتجلى ذلك بالخصوص من خلال البرامج التي تساهم في انجازها وزارة السياحة بالتعاون مع الاطراف المعنية بحماية المخزون الحضارى وتوظيفه من خلال تهيئة مناطق سياحية وانجاز عديد الوحدات السياحية من نزل واقامات ومطاعم ومراكز سياحية وتنشيطية مندمجة تميزت بطابعها المعمارى الاصيل اصدار التراتيب القانونية اللازمة بهدف تشجيع الاستثمار الخاص بانماط جديدة للايواء السياحي على غرار دور الضيافة والنزل ذات الطابع المميز والاقامات الريفية احياء المواقع الاثرية وتنشيطها وتهيئة المتاحف الاثرية والبيئية والعادات والتقاليد الشعبية وتجهيزها بمرافق الاستقبال والتعريف بمكوناتها تهيئة مسالك سياحية بالمدن العتيقة وخاصة بالمناطق التاريخية والقرى الجبلية مع دعم الاطراف المكلفة بحماية التراث والمحيط كجمعيات صيانة المدن والبلديات حتى تواصل القيام باعمال الترميم والانقاذ والصيانة للمعالم التاريخية وخاصة المهجورة منها والتي كانت مهددة بالاندثار الحفاظ على الخصائص المعمارية لعديد المعالم التاريخية والمتميزة بطابعها مع اعادة توظيف البعض منها وجعلها تساهم في خلق ديناميكية ونشاط دائم بالمدن العتيقة كاقامة حفلات ليلية وعروض ثقافية.
كما ساهم القطاع السياحي في الحفاظ والنهوض بالتراث اللامادى كالموسيقى والفنون بصفة عامة من خلال دعم برامج النشر والتعريف بالتراث والارتقاء بالمهرجانات الثقافية كمهرجان المالوف مهرجان جربة مهرجان دوز ومهرجان الجاز بطبرقة ومهرجان القصور الحصراوية فضلا عن الترويج لمنتوجات الصناعات التقليدية من خلال عرضها بصالونات المنتوج الحرفي التي كانت مهددة بالانقراض وتكوين ادلاء مختصين في التراث والثقافة والبيئة وذلك في اطار الية 28 لصندوق 2121 قصد تنشيط المواقع الثقافية من جهة وفتح افاق الشغل امام حاملي الشهادات العليا من جهة اخرى.