أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن الهيئة لم يعد هدفها إقناع المواطن بأهمية السياحة بل اللحاق بتطلعاته وتلبية احتياجاته مشيراً إلى أن درجة الوعي بالسياحة ارتفعت لدى السائح المحلي وارتفع سقف توقعاته لما سيقدم له من خدمات سياحية .
واضاف ان السائح السعودي الآن ليس هو السائح السعودي الذي بدأنا معه قبل عشر سنوات .. المواطن اليوم تجول في مناطق الدنيا وتثقف وأصبحنا مطالبين بتحقيق تطلعاته بخدمات تليق بالسياحة مع أسرته بأقل قدر من النفقات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بمقر الهيئة في الرياض عقب رعايته حفل توقيع العقود مع الشركات الراعية لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2009 الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال الفترة من 12- 16 / 4 / 2009 م برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض تحت عنوان “المواطن اليوم يريد منا التجربة السياحية المتكاملة “.
وأكد في المؤتمر أن تركيز الهيئة ينصب على تنمية السياحة المحلية وتطويرها وقال لا نريد أن تكون السياحة عبئاً أمنياً أو اجتماعياً في المملكة .. فالهيئة أثبتت بأنها حريصة على قضية الأمن ونحن هدفنا الأساس تطوير السياحة للمواطنين وأسرهم والشباب لأن أكبر سوق سياحي لدينا هو السوق الوطني، ولسنا ملزمين ولا متحمسين لفتح السوق السياحي للسائح الأجنبي لأن اليوم من العيب والخطأ أن نركز على استقطاب السياح من خارج بلادنا ونحن لم نقدم الحد الأدنى من الخدمات للسائح المواطن الذي يتوق للسياحة في بلاده.
وأشار إلى أن الهيئة تنتظر صدور عدد من القرارات المهمة المرفوعة للحكومتنا الرشيدة التي سيكون لها تأثيرها الكبير على صناعة السياحة في المملكة, وستكمل عملية البناء في القطاع الاقتصادي بشكل منظم مؤكداً أن المملكة حريصة على دعم التنمية السياحية بالقرارات والأنظمة التي تسهم في تطوير هذا القطاع وتهيئته للمواطنين.
وأشار إلى أن تطوير صناعة السياحة يصب في دورة الاقتصاد المتكاملة مؤكداً أنهم في الهيئة طموحهم الأساسى هو تجربة سياحية متكاملة بجميع عناصرها وهذه لم تتهيأ حتى الآن في المملكة بسبب التداخلات والتقاطعات الكثيرة.
وقال القرارات بدأت تصدر ونتأمل أن يكون هناك نقلة كبيرة جداً خلال سنتين أو الثلاث سنوات خاصة أننا لازلنا متأخرين خصوصاً في تطوير المواقع السياحية.
وأضاف استلمنا وفق التنظيم الجديد للهيئة 4 قطاعات جديدة هي قطاع الآثار والمتاحف والسفر والسياحة والإيواء السياحي والفنادق وقطاع الاستثمار السياحي ونحن ندير هذه القطاعات ونبنيها من جديد بضغط عالي على البنية البشرية لدينا , كما أننا نعيد الاستثمار بالكامل في عمليات التنقيب الأثري وشراكاتنا مع 9 فرق دولية تعمل في المواقع الأثرية بالشراكة مع كوادر سعودية .. كما سنعمل على إنشاء 5 متاحف جديدة في خمس مناطق بمحتوى وبأسلوب متحفي جديد غير مسبوق في المملكة.
وأكد بن سلمان أن التصنيف الجديد للفنادق الذي بدأت هيئة السياحة والآثار في تطبيقه سيعمل على الارتقاء بمستوى قطاع الإيواء وتنظيمه مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أهداف أساسية من هذا التصنيف هي حماية المستهلك والارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة وتوفير فرص عمل للمواطنين.
وفيما يتعلق بالتسعيرة الجديدة للإيواء قال سنأخذ وقتنا في دراسة الأسعار بالتعاون مع وزارة التجارة وذلك لمسح تجارب 12 دولة في تسعير الإقامة في الوحدات الفندقية .. ويهمنا هنا حماية المستثمر وكذلك المستهلك وتوفير الخدمة. بحيث يجد المستهلك طبقات الأسعار التي تناسبه ويجد خيارات الإيواء التي تناسبه مشيراً إلى أنهم في عملية تقييم وتكوين شامل وجذري لقطاع الإيواء وليس مجرد تصنيف معبراً عن أمله أن يكون قطاع الإيواء الوطني السياحي في نهاية 2009 إن شاء الله قد تمت هيكلته جذرياً ووصل إلى مستوى ينافس الدول المتقدمة في هذا المجال.
وأبان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2009 يمثل أحد المبادرات السنوية المهمة التي تقدمها الهيئة لخدمة وتعزيز التنمية السياحية وتطوير صناعة السياحة في المملكة مشيرا إلى أن هذا الملتقى يعد الملتقى الرئيس للسياحة في المملكة رغم أنه ما زال في دورته الثانية وبحاجة إلى سنوات أخرى لترسيخ مكانته.
وشدد سلطان بن سلمان على الأهمية المتزايدة للقطاع السياحي بعد أن صار أحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني وقطاعاته المختلفة, بالإضافة إلى أنه يعد الأكثر توفيراً لفرص العمل وأحد أهم القطاعات المثمرة التي تحقق عوائد مالية عالية.