وجّه المستثمرون من ذوي الفطنة وسط أجواء الانهيار الاقتصادي العالمي أنظارهم تجاه المملكة العربية السعودية وخصوصاً بأنها النقطة المضيئة القادمة المحتمل ظهورها في قطاع السياحة هذا ما صرح به چوناثان ورسلي المشارك في تنظيم فعاليات المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي (AHIC) في عامه الخامس الآن.
قال ورسلي أن وفداً رفيع المستوى من المملكة العربية السعودية سوف يطرح قضية الاستثمار في قطاع صناعة السياحة والضيافة وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي القادم من 2-4 مايو 2009.
حيث سيقوم الوفد بوضع إطاراً يوجز فيه التزام الحكومة إزاء تعزيز قطاع السياحة والترفيه فضلاً عن إلقائه للمحة مختصرة حول الفرص والتحديات التي يواجهها القطاع الخاص.
وأضاف قائلاً: “إن إطلاق القمة السعودية على هامش المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي تأتي في الوقت المناسب في ضوء السيناريو العالمي الحالي. حيث تسبب الوضع الراهن في قيام العديد من المستثمرين بإعادة النظر والتفكير في الإستراتيجيات الخاصة باستثماراتهم في قطاع السياحة والضيافة وذلك عندما انهارت أماكن الرواج السياحي.”
وقال “ما نشهده في المملكة العربية السعودية هو مواصلة الاستثمار في البنية الأساسية المطلوبة لتطوير وصيانة قطاع ضيافة صحي وسليم، بدءاً من شركات الطيران الجديدة، ووصولاً إلي شبكة خطوط السكك الحديدية، إضافة إلي مجموعة كبيرة من الخيارات المتاحة للإقامة”
وقد أفاد صاحب الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لقمة المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي في المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة اللجنة السعودية للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أن إعادة تفعيل مهام اللجنة السعودية للسياحة والآثار( SCTA) كان من شانها تدريب الكوادر العاملة في هذا القطاع وخلق فرص عمل، فضلاً عن الإشراف على القطاع التجاري للفندقة والسفر، بالإضافة إلي بناء التراث الخاص بالمملكة. وأشار إلى أن عملية التطوير هذه تسترشد بخطة إستراتيجية خمسيه.
وأضاف: “هدفنا هو تجديد ثقافتنا، وليس فتح الأبواب على مصراعيها أمام سياحة غير مكبلة بالقيود. فمهمتنا هي ضمان قيام السياحة بإضافة قيمة لثقافتنا ومجتمعنا واقتصادنا.”
ومع تخفيف القيود المفروضة على التأشيرات السياحية ، بالإضافة إلى الحوافز الحكومية وتوافر فرص الاستثمار، أفاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان أن جهود اللجنة السعودية للسياحة والآثار وبرامجها تهدف إلي تطوير السياحة المحلية، كما أن قطاع الخدمات قد تم إنشائه استناداً إلي أساس تقديم الخدمة ليس فقط لسائحي رحلات العمرة والحج والسياح الأجانب بل وخدمة السفر المحلي والاجتماعات والمناسبات.
وأشار ورسلي إلي وثيقة رؤية عام 2020 محدداً إستراتيجيات التنمية الوطنية والتي تتنبأ بسفر أكثر من 43 زائر من خلال المملكة العربية السعودية خلال ذلك العام.
وقد أظهرت الإحصائيات العالمية التي أجرتها شركة إس تي آر لعام 2008 أن المدن السعودية، رغماً من أنها لا تضاهي المداخل الأخرى في المنطقة، إلا أنها تحافظ على ارتفاع صحي في الإيرادات.
ففي العام الماضي، شهدت جدة مع نسبة إشغالها التي بلغت 71.5 % ارتفاعاً في معدل “الإيرادات عن كل غرفة فندقية متاحة” بنسبة 27.5% وهو ما يعادل 114 دولار أمريكي مع متوسط سعر الغرفة 159 دولار في حين أن الرياض التي تحقق نسبة الإشغال ذاتها ترتفع هي الأخرى بنسبة 25.3% بمتوسط سعر الغرفة 224 دولار ومعدل “إيرادات عن كل غرفة متاحة” يصل إلي 175 دولار.
ومن أجل تلبية احتياجات السوق الترفيهي الجديدة تحديداً، أبدى مجلس الوزراء السعودي موافقته بشأن الخطط المقترحة لإقامة عدد من كبرى المشاريع السياحية على ساحل البحر الأحمر وغيره، في حين أن العديد من المجموعات الفندقية العالمية قد أعلنت عن خطط توسعها في المملكة العربية السعودية.
وفي تمييزها للحاجة إلي توافر غرف فاخرة إضافية وإقامة غير مكلفة لخدمة الازدهار المتوقع في سوق السفر متوسط المدى، أعلنت مجموعة فنادق هيلتون عن ترتيباتها لتطوير 13 عقارات فندقية “هيلتون جاردن إن” تحتوي على 2.500 غرفة والتي تبدء في العمل هذا العام في الرياض، كما أنها تتطلع لطرح فنادق كونراد الفاخرة إلي السوق السعودي.
ووفقاً لما جاء به چين باول هيرزوج، رئيس هيلتون الشرق الأوسط وأفريقيا، تولي مجموعة فنادق هيلتون اهتماماً خاصاً إلي احتياجات المملكة العربية السعودية لضمان تزامن المشاريع التطويرية مع الطموحات السياحية للمملكة: وأضاف قائلاً: “إن خططنا للتوسع الفوري في المملكة سوف تدفع إلي تواجد كل من فنادق هيلتون الأساسية وتلك التي تتسم بالفخامة مثل فنادق ولدورف أستوريا وكونراد، كما إننا نعمل على تحديد الفرص لتطرح فنادق هيلتون كل من هيلتون دابلتري وهيلتون جاردن إن.”
“يترسخ لدينا الإيمان القوي أن سوق توسعي ومتنوع كسوق المملكة العربية السعودية يتوفر لديه المجال لاستيعاب النقاط الخدمية كافة”.
وشدد ورسلي قائلاً أنه في حين أن الأعمال التطويرية لمد خطوط الغاز تعد خطوة سليمة، ثمة العديد من الفرص الأخرى المتعلقة تحديداً بالمشاريع الحكومية الهائلة: وأضاف قائلاً: “نتوقع مستوى هائل من تحقيق المصالح في القمة السعودية الافتتاحية المنعقدة على هامش فعاليات المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي”،
هذا وأفاد قائلاً: “تعد المملكة العربية السعودية بالنسبة للكثيرين سوق استثماري غير معروف إلي حد كبير وسوف تقوم القمة بتمهيد السبل للمستثمرين والمطورين المحتملين لمعرفة المزيد بشأن هذه السوق الشاسعة.”
نقلا عن AME