الدوحة- نقلا عن صحيفة الراية القطرية
تشهد شركات السياحة والسفر خلال هذه الأيام زيادة كبيرة في الحجوزات مع اقتراب موسم الصيف للمواطنين والمقيمين لقضاء الإجازات السنوية خارج الدوحة، وتتجدد مشكلة أزمة الحجوزات وعدم استيعاب مكاتب الطيران للزيادة الكبيرة في عدد الحجوزات، خاصة ان نسبة كبيرة من تلك الحجوزات تبدأ مبكراً خلال شهري مارس وأبريل لضمان الحصول علي مقاعد خالية قبل ازدحام الموسم.
فمع ازدياد حركة النقل الجوي يواجه كثير من المسافرين علي خطوط الطيران مشكلة عدم وجود حجز من مكاتب الشركات أو من المكاتب السياحية، فيضطر المسافر إلي تأجيل سفره بعد ان كان قد حزم أمتعته ومعاناة المسافرين تبدأ في مرحلة الحجز للمقاعد في شركات السياحة والطيران حيث يضطر الجميع إلي الحجز قبل موعد السفر بثلاثة شهور من أجل ضمان السفر في الموعد المحدد.
أما مديرو مكاتب السياحة والسفر بالدوحة أكدوا وجود ضغط كبير علي الحجوزات بالنسبة لموسم الصيف والإجازات المقبل، وأشاروا إلي إن نسبة شراء التذاكر مرتفعة جداً خلال هذه الفترة ، وفي الوقت نفسه أشادوا بظاهرة الوعي المتزايد لدي الناس بالنسبة لمسألة الحجز المبكر، وأكدوا أنها ظاهرة جديدة في الدوحة، وعمرها سنتان علي الأقل وسيكون لها تأثير ايجابي علي السوق عموما والمسافرين بوجه خاص.
وأرجعوا سبب هذا الإقبال إلي حرص المسافرين علي تجنب القلق والإرباك الذي يرافق عملية الحجز للإجازة قبل فترة قصيرة من موعد السفر، ونصح مديرو مكاتب السياحة الجميع باتخاذ قرار سفرهم بشكل مبكر للاستفادة من ثبات الأسعار الحالي، واستغلال عروض شركات الطيران والسياحة والفنادق، بما يتيح لهم السعر الأمثل، وتوقيت السفر الأفضل بالنسبة لهم، والاهم من كل ذلك راحة البال التي يحققونها بإنهاء إجراءاتهم.
وللوقوف علي آخر التطورات المتعلقة بسوق السفر في الدوحة خلال الصيف الجاري كان لنا العديد من اللقاءات مع شركات السفر والسياحة العاملة في الدوحة لمقارنة أوضاع الحجوزات خلال هذه الفترة وهل هناك زيادة في الحجوزات عن بداية العام وبمقارنة حجوزات هذا العام مع العام الماضي وهل انخفاض تذاكر الطيران سيكون له المزيد من التأثير علي سوق السفر والسياحة خلال هذه الفترة واليكم تفاصيل المتابعة.
في البداية قال خالد العباسي مدير العالمية للسفر والسياحة إن هناك زيادة كبيرة في الإقبال علي الحجز خلال هذه الأيام خاصة الرحلات المتجهة إلي الشرق الأوسط وأشار العباسي إلي أن أكثر الوجهات إقبالا خلال الصيف في الشرق الأوسط هي القاهرة وعمان وتونس ودمشق.
أضاف العباسي أنه خلال هذه الفترة هناك زيادة كبيرة في الحجوزات بنسبة قد تصل إلي 40% مقارنة مع بداية العام خلال شهري يناير وفبراير وتوقع العباسي زيادة النسبة في الفترة المقبلة وذلك مع اقتراب الصيف حيث إنه بالإضافة إلي الحجوزات المتعلقة بالمغتربين والذين يفضلون الذهاب إلي بلادهم في هذا التوقيت سيكون هناك إقبال كبير من القطريين لقضاء إجازات الصيف في مختلف البلدان العالمية.
وانتقد العباسي خلال حديثه الأشخاص الذين يقومون بالحجز في العديد من شركات السياحة لنفس الوجهة من أجل التعرف علي الأسعار الأقل ولكن هذا غير صحيح حيث إن جميع الأسعار موحدة لجميع شركات السفر والسياحة وأكد مدير العالمية للسفر والسياحة أن شركات الطيران والتي تم الحجز عليها من قبل نفس الشخص عدة مرات في العديد من مكاتب السفر والسياحة تقوم بإلغاء الحجز وحذر العباسي من هذه النقطة الخطيرة والتي قد تؤخر موعد السفر.
وعن تأثيرات أزمة المال العالمية علي قطاع السفر والسياحة خلال هذا العام توقع العباسي أن جميع المسافرين سيعملون علي تقليص مدة الإجازة بسبب هذه الأزمة والتي مازالت تلقي بظلالها علي العالم وأضاف العباسي أن الإقبال علي السفر حتي الآن يسير بنفس المعدلات في العام السابق إن لم يكن هناك زيادة طفيفة في الحجز مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي.
وتطرق العباسي خلال حديثه إلي اتجاه العديد من الأسر إلي استخدام النقل البري في السفر وهذا بالتأكيد يقلص من الحجوزات ولكن هذه النسبة بالتأكيد ستكون قليلة جداً خاصة في إطار الانخفاض الكبير في أسعار النفط ومن ثم الانخفاض في أسعار تذاكر الطيران وسيكون لذلك المزيد من الأثر في الحد من هذه الظاهرة التي تؤثر بالتأكيد علي قطاع السفر والطيران.
ومن جهته عبر زهير حبراق عن تفاؤله الكبير في نمو قطاع السفر والسياحة خلال الصيف المقبل حيث تشهد هذه الفترة إقبالا كبيرا في الحجوزات مع اقتراب إجازات الصيف ويستعد جميع المغتربين للسفر ولكن في ظل الزحام الشديد لحجز تذاكر السفر يتجه الجميع إلي الحجز المبكر حتي لا يتأخر السفر.
وأضاف زهير حبراق أن الإقبال علي السفر هذا الصيف معادل للصيف الماضي بالرغم من تواجد أزمة المال العالمية والتي لم تؤثر علي قطاع السفر والطيران في الدوحة بفضل تمتع الاقتصاد القطري بإمكانات كبيرة تحول دون تأثر قطاع السفر والطيران.
وعن أكثر الوجهات إقبالا خلال هذه الفترة قال المدير العام لعبر الشرق للسفر والسياحة: تعتبر وجهات الشرق الأوسط هي الأكثر حجزا خلال هذه الفترة وأضاف زهير حبراق أن معدلات الحجز خلال هذه العام تزيد عن معدلات العام الماضي بنسبة قد تصل إلي 9% وهذا دليل واضح علي عدم تأثر قطاع السفر والطيران في قطر بأزمة المال العالمية.
أما أحمد حسين المدير العام لتوريست للسفر والسياحة فأكد أن هذه الفترة تشهد إقبالا كبيرا وزيادة واضحة في الحجوزات وأشار الي أن هذه الزيادة تقدر بحوالي 50% عن بداية العام الحالي.
وعبر المدير العام لتوريست للسفر والسياحة عن تفاؤله في الفترة المقبلة في زيادة الحجوزات وذلك مع الاقتراب من موعد الإجازات وعبر عن دهشته الكبيرة في تأخر العديد من المسافرين في الحجز حيث إن الحجز خلال هذه الفترة يتمتع بخصومات كبيرة قد تصل إلي 30% ودعا أحمد حسين الجميع إلي سرعة المبادرة في الحجز للاستفادة من هذه الخصومات المميزة.
وأضاف أن أزمة المال العالمية ما زال لها تأثير كبير علي الوضع السياحي فعلي الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار تذاكر السفر والطيران إلا أن حركة الحجوزات مازالت أقل من العام الماضي بنسبة قد تصل إلي أكثر من 30% وأضاف أن اتجاه العديد من الأسر لاستخدام النقل البري من خلال السيارات لتفادي تكاليف الطيران له المزيد من الأثر علي قطاع السفر والطيران حيث إن هذا الاتجاه يقلل بصورة كبيرة في نسبة الحجوزات.
ومن جهته أكد محمد حسين الملا مدير سفريات الملا أن سوق السفر والسياحة يشهد خلال هذه الفترة طفرة كبيرة مع اقتراب موسم الإجازات حيث أشار إلي أن هناك زيادة قد تصل إلي أكثر من 20% عن بداية العام الحالي.
أضاف الملا أن جميع الوجهات العالمية تحظي بحجوزات كبيرة خلال هذه الفترة ومع الاقتراب من موسم الإجازات وأشار إلي أن أكثر الوجهات إقبالا خلال هذه الفترة هي مصر ولندن واليونان وتايلاند وألمانيا والأردن بالإضافة إلي العديد من الوجهات الأخري في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار المدير العام لسفريات الملا إلي أن الحجوزات تبلغ ذروتها خلال شهر مايو وعن تأثر قطاع السفر والسياحة بقيام العديد من الأسر باستخدام السيارات من أجل تفادي تكاليف الطيران قال : هذه نسبة قليلة جداً ولا تؤثر علي قطاع السفر والطيران في الفترة المقبلة.