أبوظبى …. لم تعد تجربة السفر لدى طواقم طائرات «الاتحاد للطيران» تقليدية مثل أي مسافر آخر، بل أصبحت اليوم مميزة وفريدة من نوعها، فلهم مبنى خاص بالقرب من مطار أبوظبي الدولي، لإتمام إجراءات سفرهم بأساليب وطرق ذكية وبمرونة وفعالية عالية، ليصلوا إلى طائراتهم في وقت لا يتجاوز 25 دقيقة مقارنةً بـ40 دقيقة سابقاً.
فـ«الاتحاد للطيران»، وقبل نحو سنة، قررت تسهيل السفر على طواقمها من طيارين ومضيفين، فأنشأت مبنى خاصاً لهم أطلقت عليه اسم «مركز الإحاطة والتوجيه للطواقم الجوية»، يضم إجراءات وخدمات وأجهزة ذات تقنية عالية وذكية، وشهد منذ افتتاحه نحو 1,2 مليون حركة أو عملية سفر من أفراد الطواقم الجوية.
ومركز الإحاطة والتوجيه هو مرفق يضم الجانب الجوي والجانب الأرضي ويخدم أيضاً جهات حكومية تابعة للشرطة والجمارك والهجرة، ويلبي كل متطلبات الصحة والسلامة الضرورية والمحددة من قبل السلطات ذات الصلة.
وقال الكابتن ماجد المرزوقي، نائب الرئيس للعمليات التشغيلية في «الاتحاد للطيران»، في جولة للصحفيين، إن المركز يوفر تجربة مميزة لطواقم الشركة من خلال توفير حلول تقنية وذكية خلال رحلتهم منذ الدخول حتى وصول الطائرة، إضافة إلى توفير وقت إجراءات السفر من 35 إلى 40 دقيقة في المطار سابقاً إلى وقت يتراوح بين 20 و25 دقيقة فقط بحسب الاتحاد.
وأشار إلى أن المسافر يبدأ رحلته بإدخال معلوماته عبر جهاز ذكي ليتم تسجيله، ثم تخرج له البطاقة التي توضع على حقيبته، ومن ثم يتوجه إلى نظام مناولة الحقائب الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار لوضع حقيبته، ثم يتوجه إلى منصة استقبال حيث يتم تقديم له معلومات حول تفاصيل رحلته، فالطيار يحصل على تفاصيل خاصة به في الرحلة وحالة الطقس وجدول الرحلات في حين يحصل طاقم الضيافة على معلومات تخصهم أيضاً حول الرحلة والمسافرين ومتطلباتهم.
وأضاف: «تتوجه الطواقم بعد ذلك إلى غرف خاصة يبلغ عددها 20 غرفة، وذلك لتقديم شرح وافٍ لهم عن رحلتهم عبر شاشات ذكية مجهزة بالكامل لإحاطة وتوجيه الطيارين وطواقم الضيافة الجوية، ويمكن ضم أربعة منها معًا لاستيعاب أفراد طاقم طائرات إيرباص A380 الأكبر عددًا».
ويوفر المركز آخر مستجدات الرحلة للطواقم التشغيلية مثل خطط الرحلة وتقارير الطقس، ومعلومات الوجهة وآخر مستجدات الخدمة وبيانات المسافرين، لتتم مراجعتها في مناطق مخصصة لذلك في المركز.
وأضاف المرزوقي: «بعد الإحاطة، التي لا تتجاوز 12 دقيقة، يستكملون رحلتهم عبر البوابات الذكية، ثم عبر أجهزة التدقيق الأمني الخاصة بهم، وبعد ذلك يصلون إلى بوابات تضم 12 بوابة ليتجهوا حسب رحلتهم إلى البوابة المنشودة، ثم يصعدون إلى الحافلات لنقلهم إلى طائراتهم». ويستوعب مركز الإحاطة أكثر من 2250 من الطيارين و5800 من أفراد طاقم الضيافة الجوية العاملين في الشركة، خلال إتمامهم إجراءات سفرهم وجلسات الإحاطة بالمعلومات والتوجيه قبيل الصعود إلى الطائرة.
ويعد المركز مزوداً بنُظم مناولة أمتعة رائدة، وأجهزة إلكترونية لإتمام إجراءات السفر، ومعدات مسح أمني وجُمركي، ومرافق البوابة الإلكترونية لمراقبة الهجرة والعديد من التقنيات الأخرى السهلة الاستخدام.
وتتيح التقنيات المستخدمة في مركز الإحاطة وتوجيه الطاقم إمكانية أن يباشر طواقم العمليات التشغيلية رحلتهم بدءًا من المنزل عبر أجهزتهم الإلكترونية كالهاتف المحمول والأجهزة اللوحية وغيرها للتواصل مع المركز وتوفير أعلى مستويات الشفافية للشركة لضمان سلاسة العمليات.
ويمكن لأفراد الطاقم في طريق رحلتهم إلى المطار الحصول على المعلومات المتعلقة بالرحلة في الزمن الحقيقي، فضلاً عن حصول الشركة على آخر المستجدات حول الوقت المتوقع لوصول الطاقم إلى المطار. ويمتد المركز على مساحة تقرب من 88,264 قدماً مربعة على مستويين، ويتألف الهيكل المؤطر للمركز من الفولاذ، مع نظام كسوة صمِّم خصيصًا ليعكس تصميم «الاتحاد للطيران» الذي يحمل اسم «معالم من أبوظبي»، وعرض أسطول الشركة ومنتجاتها على محيط المبنى، مع تشطيبات فنية عالية الجودة.
وقال المرزوقي: أصبح السفر بعد إنشاء المركز أكثر مرونة وفاعلية للطواقم الجوية لا سيما أنهم يسافرون بشكل مستمر فهم بحاجة إلى مرونة وسرعة في الإجراءات.
وحول خططهم المستقبلة، قال المرزوقي: نعتزم التوسع في المبنى بسبب النمو في عدد الموظفين، إضافة إلى إدخال مزيد من التحسينات.
من جهته، قال راشد عبدالحميد عمر مدير أول مبنى طاقم «الاتحاد للطيران»: إن عدد مستخدمي المركز منذ افتتاحه قبل عام كان 1,2 مليون مستخدم، حيث يبلغ عدد موظفي قسم طواقم الطائرات أكثر من 8 آلاف موظف في الطواقم الجوية، في حين يبلغ عدد مستخدمي المركز في ساعة الذروة الصباحية 350 شخصاً خلال ساعة واحدة، أما المركز بشكل عام فيستقبل نحو 3200 حركة سفر يومياً.
وأكد أن هذا المبنى مزوّد بكل المرافق التي تقدم الراحة للطواقم الجوية من سوق حر خاص لهم، إضافة إلى صالات للراحة لهم وتقديم المشروبات والأطعمة.
وأضاف: «لتعزيز التواصل بين طواقم الضيافة الجوية والإدارة، قام قسم خدمات الضيوف الذي يشرف على أفراد طاقم الضيافة الجوية بنقل مديري الأداء إلى مركز الإحاطة وتوجيه الطاقم بقصد وتوفير إمكانية الوصول إلى آخر المستجدات والمعلومات والنصائح، إضافة إلى إقامة مكتب لخدمات الموظفين لتوفير المساعدة في ما يخص الموارد البشرية ومعلومات السفر، الأمر الذي يسهِّل على أفراد الطواقم الجوية تواصلهم مع الإدارة».
افتتحت «الاتحاد للطيران» ثلاث صالات انتظار للطواقم الجوية في مركز الإحاطة وتوجيه الطاقم. وقد تم تجهيز الصالة الفاخرة للجانب الأرضي، التي تقع في الطابق الأول، بخدمة الإنترنت اللاسلكي وأجهزة كمبيوتر «ماك بوك» المحمولة، فضلاً عن المشروبات الساخنة والباردة ومرافق استحمام. وتضم الصالة في الجانب الجوي الخدمات ذاتها باستثناء مرافق الاستحمام. كما وفرت الشركة أيضًا «غرفة الاسترخاء»، حيث يمكن لأفراد الطاقم الجوي أخذ قسط من الراحة في محيط هادئ قبل مباشرة مهامهم.
ويضم مركز الإحاطة وتوجيه الطواقم الجوية خدمات التنظيف الجاف وغرفة بريد ومقهى مفتوح على مدار الساعة لتقديم الوجبات الخفيفة. كما تم تخصيص متجر للسوق الحرة في ردهة القادمين.
وساهم التعاون والدعم الذي حصلت عليه «الاتحاد للطيران» من قبل شركة أبوظبي للمطارات (أداك)، في الانتهاء من إنشاء المركز في الوقت المناسب، حيث وفرت للشركة الأرض اللازمة لإقامة المركز، كما كان لها دور أساس في تسريع عمليات الموافقة على التصاريح الضرورية لإقامته.