بقلم: د. خالد عزب
" إن اسرائيل تستطيع أن تنتصر في معركة البقاء الصعبة فقط ببذل جهود كبيرة لتنمية الذكاء والخبرة العلمية لشبابها في مجال التكنولوجيا ".
" ألبرت أينشتاين "
" إن الانجازات العلمية أهم من القوة العسكرية وهي التي ستحدد مستقبل الدول والشعوب "
شيمعون بيريز
هكذا حددت إسرائيل مستقبلها، فهي الآن في وضع تكنولوجي حاسم، وبالنسبة لدخل الفرد، تعتبر اسرائيل واحدة من أكبر خمسة مستثمرين في الأبحاث العلمية في العالم، و تفخر بأن لديها أكثر من 3 آلاف شركة للتكنولوجيا الرفيعة، و 135 مهندس لكل 10 آلاف مواطن مقابل 85 لكل 10 آلاف مواطن في الولايات المتحدة.
أما نحن في مصر فمعركتنا هي فساد المجتمع وفساد الدولة كلاهما يتنافسان بعيداً عن التنافس في العلم، حاول أن تسجل مثلا شقة أشتريتها في العصر الرقمي في أي دولة متوسطة التقدم يستغرق الأمر 15 يوماً، وفي أي دولة متقدمة لن أذكر.
هنا يبقى العلم البعد الغائب حتى عن محطات التلفاز والشاشات التي تمطرنا يومياً بترهات تستحق عقل المواطن.
هل سأل أحد ما هو برنامج مصر الوطني في البحث العلمي وكيف ستقوم مصر بعكس هذا على شركاتها واقتصادها، أين نحن من الآخر ؟
هل جربنا أن نوفر لجامعة القاهرة امكانيات كافية؟ و أن نجعلها جامعة متميزة بجعل عدد الطلاب بها متساوي مع المعدلات الدولية؟ هل سألنا يوماً، هل هي تطبق المعايير الرقمية في أدارة شئونها على الرغم من وجود قسم بكلية الهندسة جامعة القاهرة لتكنولوجيا المعلومات وكليه للحاسبات والمعلومات ؟
هل سألنا أين تقف كلية العلوم بها مع نظيرتها في مجال البحث العلمي ؟
هذا كله لا يقلل من جهود تبذل ومحاولات لكنها تحتاج إلى سؤالنا، الذي يعني أن العلم شأن عام، وفي النفق المظلم هناك جهود مثمرة منها ما يجري في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وجامعة النيل وغيرهم، كما أن الفضل يحسب لمؤسسة مصر الخير على جهدها في تمويل البحث العلمي فهذا دور مؤسسات المجتمع المدني في الدول المتقدمة.