Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

سامي عنقاوي: المسجد في تاريخنا مركز اجتماع ومنارة علم وهوية معمارية للمكان

في  محاضرة نظمها مركز التراث العمراني:



الرياض "المسلة" ……  أكد البروفسيور سامي بن محسن عنقاوي، مؤسس ومدير عام مكتب عمار للتراث العمراني، على أهمية المسجد الاجتماعية والعمرانية إضافة لأهميته الدينية في التاريخ الإسلامية، باعتباره مركز اجتماع ومنارة علم وهوية معمارية للمكان.

 

وأشار في المحاضرة الشهرية لمركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعنوان " فقه العمران … المساجد التاريخية" إلى وظيفة المسجد وأهميته  الدينية والإجتماعية والثقافية ودوره في التعارف وتقوية الأواصر الاجتماعية وتنميتها مما يسهم في تعزيز الثقة وإشاعة الأمن والسلام بين المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية.

 

وثمن مبادرات وجهود الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مؤسسة التراث الخيرية في إطلاق برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي يمثل مشروعا مهما لإحياء المساجد التاريخية وإعادة الحياة والمصلين لها.

 

 وأشار إلى الصلة الوثيقة بين التراث عموما والمساجد على وجه الخصوص وما جاء في تعاليم ديننا الحنيف، موضحاً أن تراثنا مرتبط بعقيدتنا وقال يجب علينا مراعاة واحداث التوازن المطلوب بين الثابت والمتحرك في تصاميم العمارة وبنائها بما يمكنها من أداء وظائفها المختلفة.

 

وأوضح عنقاوي أن فكرة، " فقه العمران" لم تكن مفاجئة أو نتيجة مصادفة وإنما ظلت تراوده منذ فترة ليست بالقصيرة إلى أن رأت النور، ووجدت الدعم والاستحسان من المسؤولين والمهتمين وخبراء التراث العمراني، وقال بأن هناك خطط لتطوير هذا البرنامج تأتي من ضمنها تعزيز ثقافة فقه العمران عبر قنوات التواصل المختلفة بما في ذلك إنشاء موقع إلكتروني متكامل يتم حفظه في مكتبة رقمية تحوي كثير من المواد الخاصة بهذا الموضوع ، مثل الحوارات الفكرية  واللقاءات  وإجراء الأبحاث والدراسات، ودليل المختصين وأجراء الأبحاث والدراسات في جميع المجالات ذات العلاقة.

 

كما تحدث سامي عنقاوي عن الجوانب العلمية والنفسية للعمران ولغة العمارة الإسلامية على وجه الخصوص، إلى جانب تطرقه إلى العلاقة بين المسجد وإمام المسجد مبيناً أنه يجب ألا تقتصر هذه العلاقة في حضور الإمام أوقات الصلاة ثم يغادر بل ينبغي أن تتعدى ذلك إلى دور الإمام الذي ينسجم مع وظيفة المسجد التربوية الإجتماعية الثقافية.

مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من انتشار المساجد وتنوعها في البلدان المختلفة نجد أن فكرة التوحد والتنوع تكمن في طرائق بنائها سواء في الصين أو في الهند أوفي أفريقيا أو آسيا وغيرها.

 

وأوضح أن هناك أهمية لإجراء مقارنات بين التطورات الموروثة لدور المسجد على المستوى المحلي والعالم الإسلامي من جهة، ودور المسجد في المستويات المختلفة، داعياً إلى تأصيل المفهوم الحضاري لدور المسجد ورسالته، وقال إننا نحتاج لدراسة دقيقة، وتأسيس دليل للمساجد ليتم بنائها وترميمها بشكل عملي ومدروس.

 

وتحدث عن عنقاوي عن التحولات التي تمر بها المملكة العربية السعودية في الاهتمام بالتراث الوطني بجميع عناصره بما في ذلك التراث العمراني والسعي لإحياء واعادة ترميم القرى التراثية وأواسط المدن، والمساجد التاريخية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي وتلك التي ترتبط بتاريخ هذه البلاد ووحدتها.

 

 وقد شهدت المحاضرة عدداً من المداخلات والمشاركات من جانب الحضور، ومن ذلك مداخلة الدكتور مشاري النعيم، المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني  والتي قال  فيها: إن المسجد يعد  مثل أي كائن حي في المدينة يجب أن يتطور، مبيناً أن سمة التطور هذه تمثل التحدي الماثل أمامنا لتمكين المساجد من أداء وظائفها وأدوارها، مضيفاً أن الوظيفة الأساسية للمسجد ثابتة وتضاف إليها وظائف أخرى تتناسب وتواكب متطلبات العصر المتجددة،  موضحاً أنه  في العصر المملوكي أصبح المسجد يؤدي وظيفة اجتماعية تعليمية أكثر بكثير من مجرد كونه مسجد تؤدى فيه الصلاة، وفي العصر العثماني نجد أن المسجد اتخذ عدة أشكال لتطوره، وتحدث النعيمي عن التنوع في أشكال المساجد، وملائمتها لأداء وظائفها وضرورة أن يستوعب تصميم المسجد كافة الحلول التي تمكن من أداء وظائفه، مثل توافر الماء  والإضاءة والتكييف وغيرها.

 

وأضاف الدكتور مشاري النعيم في ختام مداخلته قائلاً:  لطالما نتحدث  عن المساجد وتصميمها في المستقبل يجب علينا التركيز على فكرة الخطوة القادمة للمسجد،  وتساءل هل المسجد ثابت؟ وهل المسجد له صورة تاريخية؟ واستدرك قائلاً: إن الصورة التاريخية لكثير من المساجد قد تغيرت في مراحل تاريخية مختلفة جداً مشيراً إلى أنه ومنذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم هناك تنوع من شرق العالم الإسلامي حتى غربه، وهناك تنوع كبير في فن  العمارة وتغير واضح من العمارة الصحراوية إلى العمارة الهيكلية المتضخمة كما في إسطنبول والقاهرة وبعض المدن الكبرى وهناك اختلافات واضحة من  المسجد الكبير إلى  المسجد الصغير  وغير ذلك.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله