طريق الحرير
بكين “المسلة” …… حفظ متحف محافظة شيجي للقطع النقدية القديمة في مستودعه عددا من العملات التي تم اكتشافها كثيرا في المحافظة بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى بشمال غربي الصين، والتي جلبها تجار منهم عرب، ما يؤكد على العلاقات التجارية والثقافية كانت تربط الصين والعالم العربي على طوال طريق الحرير القديم.
ويحفظ المتحف حتى الآن ما يربو عن 200 ألف قطعة نقدية قديمة لما يزيد عن 3300 نوع يمتد تاريخها من فترة أسرتي شانغ )حوالي عام 1600 ق. م حتى عام 1042 ق.م( وتشو )من حوالي عام 1046 ق.م حتى عام 256 ق.م الملكيتين الصينيتين إلى العصر الحديث، ما يجعل محافظة شيجي بشمال غربي الصين “أول محافظة صينية لحفظ العملات القديمة”، حسبما قال ما يي باو، نائب مدير المتحف.
حفظ العملات
وبدأت المحافظة عمليات حفظ العملات القديمة في عام 1984، حين أجرى المتحف إحصاء واكتُشف في المحافظة العديد من الكنوز التي تحتوي على قطع نقدية برونزية وفضية وذهبية يتجاوز عدد العملات المعثور عليها حاليا 200 ألف قطعة بحسب شينخوا.
وقال ما يي باو إن كثيرا من العملات القديمة اكتشفها المزارعون في الحقول وأبلغوا عنها فأسست السلطة المحلية عام 1996 المتحف للاحتفاظ بها.
ومنذ عهد أسرتي( تشن )من عام 221 ق.م وحتى عام 207 ق.م( وهان )من عام 202 ق.م وحتى عام 202 م( الملكيتين الصينيتين، كانت محافظة شيجي محطة مهمة على طوال طريق الحرير فأتى التجار من أنحاء العالم إليها بالعملات بمختلف أنواعها.
وعُثر في احد الكنوز على عملات ترجع تاريخها إلى فترات الأسر الملكية الثلاث المختلفة وهذه حالة “نادرة جدا”، وتدل على ازدهار تواصل تجاري في ذلك الوقت، حسبما قال ما يي باو.
دفن النكنوز
وفسر ما وجود عملات من العالم العربي وفارس واليابان و”أننان” (فيتنام الآن) وتايلاند ضمن الكنوز المعثور قائلا : “علماء الآثار يعتقدون أن الكنوز دُفنت من قبل أغنياء كانوا يسكنون في المكان إذ أن الحروب كثرت في السابق، فكنزوا العملات تحت الأرض من أجل إخفاء ثروتهم وهربوا. بيد أن بعضهم لم يعودوا لاستردادها حتى عُثر عليها في العصر الحديث”.
وتم حفظ العملات تحت الأرض لآلاف السنين بفضل المناخ الجاف والطبقات الترابية العميقة في “هضبة التراب الأصفر” بشمال غربي الصين.
وبسبب القيود المالية، يتراكم العديد من العملات القديمة في المخازن ولا تعرض للجمهور.
فيجري الآن بناء متحف جديد سوف يتم نقل التحف إليه في يوليو من العام الجاري. ومن المتوقع أن تتحسن ظروف المتحف لحماية وعرض التحف وجذب المزيد من السياح.