Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

يوميات حرب اليمن : البيئة اليمنية… الهدف الذي لم يتم الإعلان عنه بعد..!!

يوميات-حرب-اليمن-البيئة-اليمنية-الهد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

على خلفية عامين من الحرب السعودية على اليمن

البيئة اليمنية… الهدف الذي لم يتم الإعلان عنه بعد..!!

 

 

 

 

اليمنصنعاء

معينتحقيق: معين الصيادي

جعل العدوان السعودي الأمريكي البربري البيئية اليمنية واحدة من أهم أهدافه، لم يكن هذا من باب الصدفة، أو بالأمر الحتمي نظرا للمكانة العسكرية التي تتبوؤها والأسلحة المتكدسة فيها! بل وضعتها السعودية هدفا أساسيا في مرمى نيرانها لما لها من مكانة متميزة زراعيا وسياحيا واقتصاديا وغيره…

الملاحظ أن التلوث البيئي في اليمن أصبح خطرا محدقا، نتيجة العدوان السعودي الأمريكي على مدار عامين استخدم خلالها أبشع أنواع الأسلحة والقنابل الفراغية والعنقودية منها ما هو محرم دوليا – حسب تقارير معظم المنظمات الدولية- الأمر الذي جعل الخط البياني لهذا التلوث -المتجاهل من قبل أغلب دول العالم وعشرات المنظمات المختصة – يتصاعد، جوا، وبرا، وبحرا، ليشمل الهواء والتربة، والمياه السطحية، والجوفية، ما يتوجب على الجهات ذات الاختصاص عدم التهاون أمام هذا الخطر، والإسراع في عمل الأبحاث، وطرح الحلول التي يجب اتخاذها لتطويق ما يمكن من آثار هذا التلوث على الإنسان وسائر الكائنات الحية، والمناخ، والبيئة عموما، وخاصة أن الأمطار الحمضية ما زالت لا تتناسب والمخاطر المحتملة التي يمكن أن تشهدها الجمهورية اليمنية نتيجة مخلفات العدوان السعودي الأمريكي وما صاحبه من إطلاق مكثف للصواريخ والقنابل العنقودية والمحرمة دوليا…

أمطار بلون أسود

المهندس هلال محمد الجشاري – مسئول الأبحاث بالشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس – كان قد حذر من خطورة ذلك خلال موسم الزراعة الذي تزامن مع هطول الأمطار التي تغذي الآبار والسدود والحواجز المائية، وما لها من تأثير مباشر على التربة الزراعية نتيجة القصف الأحمق من قبل قوات تحالف العدوان بالصواريخ والقنابل العنقودية، وتصاعد أعمدة دخانية، شكلت سحب سوداء وهو ما تمت ملاحظته خلال تساقط الأمطار بلون أسود, هذا بالإضافة إلى تلوث الهواء بهذه المواد السامة وماله من آثار خطيرة وكارثية مستقبلا وللتوضيح أكثر يجب معرفة ما مخلفات الحرب؟.

 

 

 

 

 

 

 

 

أضرار كارثية

ويرى الجشاري أن مخلفات الحرب، والتي يقصد بها جميع المخلفات الناجمة عن القصف المكثف للصواريخ والقنابل العنقودية وشتى أنواع الأسلحة، سواء في الحروب، أو في المناورات بالذخيرة الحّية، والأنشطة والفعاليات الصناعية الحربية، وغيرها، لا تختلف بشيء عن ما تم استخدامه من قبل قوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، على مدار عامين من العدوان المسلح الذي ترك خلفه تركة كبيرة من الأضرار الجسيمة والكارثية على البيئة والإنسان والحيوان في مناطق مختلفة من الجمهورية اليمنية، بل إن هذا قد يؤثر على المناطق المجاورة.

تشوه الأجنة

وفي ندوة علمية تحت عنوان (تقييم الأثر البيئي للعدوان السعودي على اليمن) كانت قد عُقدت في بيت الثقافة بالعاصمة صنعاء، كشف خبراء وأكاديميون يمنيون خلالها عن جملة من آثار تلوث بيئي تسبب بها العدوان السعودي على اليمن، جراء استخدامه عدداً من “القنابل الفراغية” على إحدى المناطق السكنية في العاصمة صنعاء.

 

 

 

وقال أستاذ البيئة والنفط بجامعة صنعاء، الدكتور خالد الثور: (أن التلوث البيئي جراء القصف الذي تعرض له أحد الأحياء السكنية في منطقة “فج عطان” بصنعاء يوم 20 ابريل 2016 كان كبيراً).

وأضاف الدكتور الثور: (أن القوة التدميرية لهذا السلاح الذي تعرض له هذا الحي السكني كانت هائلة، حيث امتدت أضراره إلى منازل على مسافة 37 كلم من محيطه، ووصلت أثار الاهتزاز إلى مسافة عشرات الكيلومترات, وأن بيوت الحي الذي سقط فيها هذا الصاروخ دمرت تماماً بالإضافة إلى أن الدمار شمل جزءا كبيرا من الجبل الذي تطايرت منه صخور وأحجار كشظايا مهلكة).

وأشار الدكتور الثور إلى أن بعضاً من الشهداء الذين سقطوا جراء هذا القصف الصاروخي لم توجد جثثهم، أي اختفت تماماً وهو ما يستدعي تشكيل فريق عمل علمي متنوع من خبراء الجيولوجيا وخبراء الأسلحة العسكرية والتربة لمعرفة نوعية هذا السلاح المدمر.

 

 

 

 

وبَين أن الجرحى جراء قصف منطقة “فج عطان” تعرضوا إلى حروق من الدرجات الحرجة، وأن أثر هذا السلاح سيبقى على المدى البعيد، داعياً الجهات المختصة إلى أخذ عينة من التربة التي وقع في مكانها القصف وتحليلها لمعرفة نوع هذا السلاح المدمر الذي من المؤكد أن يكون سلاحاً محرماً.

المتحدثون في الندوة أشاروا إلى أن الإشعاعات المنبعثة وروائح الغازات وسحب الدخان التي انتشرت في المكان، وأكوام الغبار غير المرئي، الناجم عن الانفجار سيتسبب على المدى البعيد بالكثير من الأمراض والأوبئة كالسرطان والأمراض الجلدية وتشوهات الأجنة.

هبة الجغرافيا

الحديث هنا عن اليمن وبيئته المتميزة لم يكن نتاج ردة فعل على ما اقترفه العدوان من جرم بحق البيئة اليمنية, التي تعد واحدة من القطاعات التي استهدفها، بل له أبعاده الاقتصادية والسياحية وغيرها, إذ تعتقد السعودية أن البيئة اليمنية واحدة من المخاطر التي تهدد اقتصاد المملكة التي تعتمد بشكل كبير على معظم منتجاتها؛ إن هذا العدوان هو محاولة لتبديل الأدوار, من أجل أن تبقى اليمن سوقا مفتوحا أمام الصادرات السعودية ليس إلا، وتوضيحا للقيمة البيئية التي تحتلها اليمن،

أكد الدكتور يوسف المخرفي -المتخصص في الشؤون البيئية- خلال استضافة له مع قناة (الغد المشرق)، أن اليمن دولة تزدهر بالزراعة، لخصوبة تربتها، واختلاف المناخ المناسب, فيها, لزراعة كافة المحاصيل الغذائية المختلفة، معتبرا اليمن (هبة الجغرافيا) كما كانت مصر (هبة النيل).

الدكتور المخرفي أكد أيضا إن محافظة صنعاء تعتبر محافظة زراعية من الدرجة الأولى، لتوفر المياه الجوفية فيها، حيث أصبحت من أهم المناطق الزراعية في اليمن خلال الفترة الأخيرة، كما أن تربتها خصبة وصالحة لزراعة بعض المحاصيل الزراعية التي تساعد على الاستثمار الزراعي في اليمن والوطن العربي.

وأشار الدكتور المخرفي إلى أن المملكة العربية السعودية تعتمد بشكل كامل على الغذاء القادم من اليمن، لافتا إلى أن الإنسان اليمني استغل كل الظروف البيئية وأقام عليها حضارة.

إحراق وتسميم

تظل البيئة اليمنية ضحية غير معلن عنها أمام هذا العدوان السعودي الأمريكي الهمجي سواء نتيجة الصواريخ والقنابل الفراغية والعنقودية وغيرها, والتي أطلقتها بعضها مقاتلات العدوان، وأخرى تم إطلاقها من البوارج الحربية من عرض البحر، أو من مخلفات المواجهات الداخلية المسلحة مع الجماعات التي تدعمها وتمولها عسكريا واقتصاديا ولوجستيا المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بمعية أكثر من عشر دول.

فمن أجل تحقيق المكاسب العسكرية، لم يبرأ العدوان من استخدام كل الطرق الوحشية التي نتج عنها تلويث آبار المياه، وإحراق المحاصيل، وتسميم التربة، وقتل الحيوانات كما حصل في ذمار وغيرها، ناهيك عن تدمير المنشآت الحكومية والخاصة، وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.

ضحية غير معلنة

ودخلت اليمن مؤخرا على خط الدول التي يعاني سكانها من تأثر البيئة المحيطة بهم، ما جعل معظم السكان في اليمن يلجأون إلى المياه الملوثة من أجل الحصول على الماء، بعد أن شح وجود هذا المورد الحيوي، بفعل القصف الوحشي.

وبفعل هذا العدوان عادت أمراض من العصور القديمة إلى الاستفحال مجددا ظهرت في عدد من المناطق اليمنية، ولعل المجاعة التي يرزح تحت وطأتها معظم سكان محافظة الحديدة خير شاهد على ذلك، لتصبح البيئة اليمنية ضحية غير معلن عنها أمام هذا العدوان.

 

 

 

 

 

 

 

كما يتجلى تأثير الحروب على البيئة في أزمة اللاجئين الذين دفعهم تفكك المؤسسات جراء قسوة هذا العدوان إلى ترك ما تبقى من ديارهم، بحثا عن الطعام وفرص العمل.

مخلفات ونشاطات

مخلفات الحروب والنشاطات العسكرية التي تعتبر واحدة من أبرز المسببات للتلوث البيئي لبلدان العالم، يمكن تقسيمها إلى عدة أنواع – حسب تأثير تلك المخلفات:

1- مخلفات ذات تأثير مباشر:

 

حيث تسبب تأثيرا (مباشرا) على البيئة وصحة الإنسان والنباتات والحيوان مثل حقول الألغام، القنابل غير المنفلقة، بقايا الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والذخائر المشعة مثل اليورانيوم المستنفد وغيرها.

2- مخلفات ذات تأثير غير مباشر:

 

وهي التي ينجم عنها تأثيرات على المدى الطويل على البيئة والصحة العامة والثروتين الحيوانية والنباتية وهذا النوع تسببه العمليات العسكرية التي تستهدف البنى التحتية ذات العلاقة بالبيئة والصحة مثل منظومات الصرف الصحي ومحطات الماء والكهرباء وشبكة المواصلات البرية والمعامل ومراكز الأبحاث والجامعات والمعاهد والمدارس.

 

 

 

 

 

كما يمكننا تقسيم مخلفات الحروب والنشاطات العسكرية بحسب أنواعها إلى ما يلي:

– مخلفات كيمياوية ذات درجات سمية متفاوتة، سواء الناجمة عن استخدام الأسلحة الكيمياوية أو التقليدية ضد أهداف ينجم عنها مخلفات كيمياوية ضارة أو سامة، أو ما ينجم عن تجارب الأسلحة أو مخلفات الآليات والطائرات والسفن العسكرية.

– مخلفات بيولوجية قد تنجم عن استخدام الأسلحة البيولوجية أو مخلفات القواعد العسكرية والمختبرات والتجارب العسكرية المختلفة.

 

– مخلفات نووية مشعة نتيجة الاستخدام المباشر للأسلحة النووية أو لأسلحة تدخل في صناعتها مواد مشعة. يعتبر اليمن اليوم نموذجا مثاليا للتلوث البيئي في الشرق الأوسط والذي سببته مخلفات الحرب لعدوان التحالف بقيادة السعودية بأسمائها المختلفة، عاصفة الحزم وإعادة الأمل…الخ، حملات بربرية إضافة إلى ما صاحب ذلك من الأنشطة العسكرية كذلك التلوث البيئي الذي سببته حيث استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة من ضمنها الأسلحة العنقودية والكيمياوية.

كذلك فإن الحرائق في المنشآت النفطية والصناعية وأنابيب نقل النفط والغاز والمحطات النفطية أدت إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات التي تؤذي البشر والحيوانات والنباتات.

عمليات حربية

والنموذج اليمني مثله مثل النموذج العراقي والفلسطيني واللبناني وبقية المناطق التي تلتهب نيران الحرب فوق تربتها، مع العلم أن سبق وأنذرت دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة من تفاقم الكارثة البيئية والصحية الناجمة عن مخلفات النشاطات العسكرية والحروب في فلسطين والعراق ومناطق أخرى ساخنة وهي مخاطر تتجاوز البلدان التي تقع العمليات الحربية على أرضها وفي أجوائها ومياهها إلى مجتمعات وأراضي ومياه وأجواء البلدان المجاورة، وبلدان بعيدة كذلك أحيانا،

ولم تتخذ إجراءات جدية من قبل حكومات الشرق الأوسط للتصدي لآثار هذا التلوث البيئي الخطر. الأمر الذي ينطبق حاليا على البيئة اليمنية التي وقعت ضحية عدوان سعودي أمريكي دُشنت جرائمه قبل عامين لتبقى روايته غير محددة زمان ومكان انتهاء هذه الرواية الأليمة.

 

 

 

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله