Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مسيحيو قلعة كركوك الأثرية قلقون على مستقبلها

 

 

كركوك “المسلة” ….. يعرب المسيحيون الكلدان بمحافظة كركوك، عن قلقهم على مستقبل قلعتهم التاريخية المسماة بـ “قلعة كاور”، مبدين حرصهم على ضرورة إعادة إعمار القلعة التاريخية وتأمين الجانب الأمني لها.

 

 

ويقول صفاء صباح هندي أحد سكان «قلعة كاور» لـ(المدى)، “قبل عقود عاش والدي فيها وبعد وصول نظام صدّام (حسين) الى الحكم رحّل سكان القلعة كونها موقعاً أثرياً، وغالبيتهم من المسيحيين”، مبيناً أنه “دفع تعويضات لكثيرين، كما جرت أعمال ترميم، لكن ببطء حينها”.

 

 

ويؤكّد هندي وهو صيدلاني وأحد العارفين بتاريخ كركوك “لقد بقي أكثر من ألف عائلة في القلعة حتى ٢٠٠٣، عندما بدأ القليل جداً منهم بالمغادرة بسبب الأوضاع، برغم أنهم أقلّ الناس هجرة، وذلك لانعدام صلاتهم مع الخارج”، مبيناً أن “أكثر من ألفي عائلة كانت تسكن القلعة التي تضم كنيسة ومسجداً ومزاراً للأولياء، وقبر النبي دانيال، وسوقاً يعود إلى زمن العباسيين يتألف من أكثر من ٣٦ محلاً تحت الأرض”.

 

 

ويتابع هندي “أن السكان يملكون أراضي في التون كوبري وطوزخورماتو والحويجة وبيجي وليلان، وهي مناطق محيطة بكركوك و أن أبناءهم يعملون حالياً في الزراعة والهندسة والنفط والتربية والصحّة والتجارة وهم نخب كركوكية”.

 

 

أما نديم بطرس، (مواطن كلداني)، فيقول “هُجِّرنا من قلعتنا وصودرت أراضينا في العقود الماضية ولم نهاجر، وتعرّضنا للاضطهاد في كل العهود. أقمنا خلال حكم البعثيين علاقات معهم لتسهيل أمورنا ومصالحنا ووجودنا، نظراً إلى استمرارهم مطوّلاً في الحكم لأننا لا نريد الرحيل وترك أرضنا منذ الأزل”.

 

 

ويضيف بطرس لـ(المدى)، “مع ذلك تغيّرت الأمور مع عمليات ترحيل للعائلات الساكنة، بذريعة أنها مواقع أثرية خاضعة للصيانة ويجب إعادة إحيائها”.

 

في حين يؤكد حنا بولص شمعون الأستاذ في جامعة كركوك، أن “معظم عائلات قلعة كاور (التي اطلقها العثمانيون) هم من أصحاب شهادات عليا، ونحن متمسّكون بالعراق، وكلّما تشتد الظروف نجد أنفسنا أكثر ارتباطاً بكركوك، فهي وطننا ومستقبلنا. نتمسّك بالقلعة التي تعكس روحيّة وجودنا”.

 

ويوضح شمعون لـ (المدى)، أن “لغتنا منذ أيام أجدادنا هي التركية التي نعتبرها اللغة الأم، بل أكثر من ذلك، فنحن لا نعلم شيئاً عن الكلدانية. وبحسب ما نقل إلينا عبر الموروث، أنه لم يسكن أحد القلعة وكركوك من دون أن يجيد التركية إبان حكم العثمانيين. فتقاليدنا تركية من طبخ ولياقة وثقافة وملبس وحياة مدنية”.

 

 

ويتابع شمعون، أن “هناك معنيين لقلعة كاور، أولهما «قلعة الكفّار». فكلمة كاور لدى الترك معناها الكافر. فعندما سكنها التركمان وكنا هناك أطلقوا علينا هذه التسمية لأننا مسيحيون نسكن مدينة مسلمة”، مضيفاً “أما المعنى الآخر، فمن المحتمل أن يكون استنجاد سكان القلعة بأهل الخير، لإنقاذهم من قصّاب شقي وشرس، فينادون (يا أهل القلعة كه ور أي تعالوا قاتلوا أو إضربوا… ويعود وجودنا في القلعة الى العام ١٥٠٠ ميلادي)”.

 

 

وبين الاستاذ بجامعة كركوك، أنه “بعد وصول العثمانيين، سكن التركمان القلعة التي يعتبرونها جزءاً من وجودهم «التاريخي»، كما سكنها الكلدان المسيحيون المتمسّكون بديانتهم ولا يتحدّثون الكلدانية بل التركية. وفي القلعة مقبرة لهم”، مبيناً أن “الولاة العثمانيون وقادة الجيوش كانوا يمرّون بقلعة كركوك المواجهة للقشلة (ثكنة عسكرية) التي كانت مركزاً للانكشارية في شمالي العراق”.

 

 

وتابع قوله، أن “منطقة «قلعة كاور» تضم معالم تاريخية ودينية لحضارات توالت على بلاد ما بين النهرين منذ الحقبات الأشورية والكلدانية، مروراً بالعصر العباسي وانتهاء بالامبراطورية العثمانية”، مضيفاً أن “من أبرز الشواهد الأثرية في القلعة الرابضة فوق مرتفع على شكل دائري، قبر أحد أحبار الديانة اليهودية النبي دانيال (النبي يونس لدى المسلمين)”.

 

 

وعن التوتّر الحاصل حول «هويّة» كركوك، يقول ساعور شامل أحد قساوسة كاتدرائية الكلدان: “نحن اليوم في العراق، وكركوك خصوصاً، على الحياد… لسنا على تماس مع الأكراد لكننا نحترمهم، ليس بمقدورنا تأييد أمانيهم وطموحاتهم، فهناك أصدقاء لنا بين العرب والتركمان وجميعنا يحرص للعيش بسلام”، موضحاً “لا نعلم شيئاً عن مستقبل كركوك وقلعتها وكل الاحتمالات واردة، فنحن نخشى الفوضى والدمار لأن الكل متمسّك بها، ولا يدرك العواقب ولا يفكر بالمستقبل. كانت قبل ٢٠٠٣ عربية وقبلها تركمانية ولا نعلم ما هو المستقبل لكننا دعاة سلام وعيش ووئام”.

 

 

ويضيف شامل لـ(المدى)، أن “كركوك تطفو على بحر من النفط وتلقّب بمدينة الذهب الأسود، لكنها ستطفو على أنهار من الدماء إذا لم تحكم صناع القرار العقلانية”.

 

 

يشار إلى ان عدد مسيحيي كركوك اليوم هو عشرة آلاف بعدما كان اكثر من 30 ألف معظمهم هاجر منذ 1991.

 

 

ويوضح شمعون متي حنا (55 عاماً) وهو مهندس نفطي، “لقد هُجِّرنا من قلعتنا وصودرت أراضينا في العقود الماضية ولم نهاجر وتعرّضنا للاضطهاد في كل العهود أقمنا خلال حكم البعثيين علاقات معهم لتسهيل أمورنا ومصالحنا ووجودنا نظراً إلى استمرارهم مطوّلاً في الحكم وتطبعنا بأطباع التركمان وكسبنا تراث عظيما وذكريات جميلة في قلعتنا التي تضم ايضاً رفات قادة وجنرالات عثمانيين مدفونيين في القلعة في مقبرة الشهداء”.

 

 

ويضيف حنا، “مع ذلك تغيّرت الأمور مع عمليات ترحيل للعائلات الساكنة بذريعة أنها مواقع أثرية خاضعة للصيانة ويجب إعادة إحيائها”.

 

 

ويخلص المهندس النفطي قوله، أن “قوه المسيحيين في كركوك تكمن بعلاقاتهم ومكانتهم وقربهم على مكونات كركوك فهم دوما يمثلون رمز السلام وهذا سر التنوع القومي والديني في كركوك”، مستدركاً بالقول “لكن كركوك تبقى نموذجاً إنسانيا ومدينة للعيش المشترك ..وأعيننا تتوجه لقلعة كركوك التي عشنا وعاش ابي واجدادنا واحبتنا ففيها اقدم الكنائس التي يعتز بها الجميع”.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله