Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الإعلام الجامعي ودوره في تفعيل مجالات العمل الأكاديمي والإداري بالجامعات اليمنية

 

 

كتب : عامر محمد الضبياني

 

 

تطورت وسائل الإتصال وتعددت في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً بفـضل التقـدم العلمي والثورة التكنولوجية التي شهدها العالم حتى أصبحت وسائل الإعلام اليوم تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، بل ومصدراً رئيساً يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، والثقافية، الإجتماعية بسبب فاعليته الإجتماعية وانتشاره الواسع.

 

فالإعلام الحديث يعتمد على تزويد الناس بالمعلومات السـليمة والحقـائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشـكلة مـن المشكلات، وهو ما يعني إن الغاية الوحيدة من الإعلام هي الإقناع عن طريق المعلومات والحقائق والأرقام والإحصائيات.

 

 

وتأسيساً على ذلك يمكننا القول بإن الناس لا يتجاوبون أبداً مع إعلام لا يعبر عن ثقافاتهم وتفكيرهم، وان الإعلام الذي لا يقوم على أساس مـن الواقـع ينفي عن نفسه مفهوم الإعلام، ليدخل بذلك في حدود الدعاية، الـتي يمكـن أن تعتمد التضخيم وربما التظليل في أوقات معينة، ومستلزمات ومقومـات أي إعلام ناجح لا تتحدد الا من خلال التحلي بالموضوعية والتجرد من الذاتية في عرض الحقائق، والصدق والأمانة في جمع ونقل البيانات من مصادرها الأصلية، فضلاً عن التعبير الصادق عن الجمهور الذي يتوجه إليه الإعلام. ومؤسسات التعليم العالي بإعتبارها أهم المؤسسات التعليمية التي بالإمكان لها أن تستفيد من هذا الدور، بل والإشراف عليه وتطويره وتحديثه كونها المؤسسة الأكاديمية المعنية بهذا الشأن، لم تستفيد من هذه الوظيفة تماما ولم تعطي الإعلام الجامعي الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، على الرغم من أهميته بالنسبة للمؤسسات التعليمية بشكل عام.

 

 

بالإضافة الى ان وسائل الإعلام تعتبر أيضا مصدرا مهما من مصادر التوجيه والتثقيف والإعلام والتعليم في أي مجتمع، خاصة في ظل العولمة الاتصالية، وما تتميز به من زخم في القدرة على التأثير وسرعة الإنتشار مما ساهم في انهيار البعد الزماني والمكاني بين الثقافات والأمم وتجاوزها لجميع الحدود لتغطية أقصى المسافات، حتى أصبح أثرها واضحا على كافة الأصعدة، وبات الإعلام التربوي اليوم في واقعنا المعاصر يشكل عصب الحياة للعملية التربوية والتعليمية، بعد أن أثبت نجاحه وأثره الفعال في تعزيز العملية التعليمية وتفعيل مجالات العمل المدرسي باعتباره أحد أهم أدوات التربية والتي لا يقل أهمية عن المدرسة او الجامعة، بل يفوقهما أحيانا لوظائفه المتعددة ووسائله المتنوعة التي لا تقدم خدماته نوعا من الإثارة والتشويق فقط، بل تمتد الى التوعية والتثقيف والتعليم بشتى انواعه المستمر والذاتي والمباشر وغيرها من المهام والوظائف الأخرى في حقل التربية والتعليم.

 

 

وتتعاظم أهمية ودور الإعلام في الجامعات بإعتبارها تقع على قمة مستوى السلم التعليمي وأهم مؤسساته المعنية بخدمة المجتمع، وتدريس الطلبة، والبحث العلمي، والتي تعتبر الأخيرة قاعدة للتواصل وإداة لإستمرار البحث عن المعرفة الجديدة والتداخل الذاتي في صنع وتقييم وتعميم تلك المعرفة بأسلوب علمي منهجي، بالإضافة إلى ربط الجامعة بمن حولها باعتبارها نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالبيئة الخارجية. ومع ذلك الا انه وكما هو الحال في بعض الجامعات العربية تعاني الجامعات اليمنية من فجوة كبيرة بينها وبين المؤسسات الأخرى من جهة، وبينها وبين المجتمع المحلي من جهة اخرى، بسبب اقتصار إعلامها الجامعي على وظيفة الأخبار والإعلام في مستواه الرديء. الأمر الذي جعل مؤسسات التعليم العالي بتلك البلدان أشبه ما تكون بنظام مغلق لا يستفيد من التطورات الهائلة والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصل إليه العالم اليوم ولا تلبي كذلك حتى حاجات التنمية وتطلعات المجتمع.

 

 

ولذلك تنطلق أهمية وضرورة تفعيل وتطوير دور الإعلام الجامعي ووظيفته بالاستفادة من وسائله الحديثة لتفعيل مجالات العمل الأكاديمي والإداري في الجامعات لتعزيز صورة ورصانة التعليم العالي والبحث العلمي في المجتمع المحلي، ومنه إنطلاقـاً نحـو المستوى الإقليمي والدولي للإستفادة من الأساليب والخبرات الجديدة بما يحقق لها الميزات التنافسية والتفاهم والتكامل والتفاعل والحوار. ولتطوير هذا الدور الذي تضطلع به إدارات الإعلام في مؤسسات التعليم العالي، نواجه عدد من التحديات التي لا يمكن تجاوزها الا من حيث أصل المشكلة المتعلقة بهذه الإدارات والتي ينبغي لها ان تكون فاعلة ومنتجة، ولن يكون ذلك الا عبر تخطيط منهجي سليم، حيث يكون بدونه أي جهد مضيعة للوقت وهدر للإمكانيات والقدرات المتاحة.

 

 

* مقتبسة من مقدمة خطة بحث لدراسة ميدانية للكاتب نفسه لإستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله